غَزَلْتُ لهُ بطُهرِ الروحِ ودِّي
فلمَّا ازدادَ حبيَ قد رماني
وكم ناجيتهُ بدموعِ وجدي
فلمَّا باتَ في قلبي قلاني
ألا يا صاحبي ومَليكَ أمري
لمَ الهجران من بعد التداني
ألسْتُ أنا من الدنيا خليلي
جِنانُ تحقَّقتْ فيها الأماني
ألمْ أُسْكنكَ في نَبَضَاتِ قلبي
وكلَّ حروفِ شعريَ والمعاني
أَلَسْتَ تنامَ في عينيَ حُلماً
جميلاً باسماً بالعيشِ هاني
ألم ألقاكَ في شوقٍ ودادي
ألم تحفلْ بفيضٍ من حناني
وكم أعطيتني وعداً حقيقاً
بأنَّكَ لن تخونَ مدى الزمانِ
وقد ناجيتني يوماً بقولٍ
ألا لا تتركيني كي أُعاني
فأنتِ النبضُ في خفقاتِ صدري
وأنتِ النور أبهرَني سباني
بقربكِ قد مَلَكْتُ اليومَ سعدي
وطيفُكِ لا يُفارقني ثواني
فداءُكِ يا منى عمري حياتي
وذكْرُكِ كالرحيقِ على لساني
ألمْ تجلسْ على عرشِ القوافي
بممْلَكَتي أميراً في كياني
وقد أقسمْتَ يا وعدي يميناً
بأنَّ القلبَ منكَ قد اصطفاني
وكم من عاذلٍ قد لامَ قلبي
وكم من شاعرٍ فيكم هجاني
وكم من ناصحٍ بهواكَ يُبدي
من الأحقادِ نُصْحاً قد أساني
ولَكني على عهدي خليلي
وإخلاصي بحبيَ والتفاني
شربتُ الصبرَ كأساً تلوَ كأسٍ
ومن اَهاتِ روحيَ ما كفاني
تململت الياليَ من سُهادي
وحتى النوم يا عمري جفاني
بشلالِ الدموعِ رويتُ حرفي
ففاحَ عبيرُ طُهريَ من بياني
أنا الذهبُ الأصيلُ أنا وفاءٌ
أنا مَن نورُ طهَ قد غشاني
فإن حدَّثتُ صدقُ قولي
مِن الزلّاتِ ربي قد رعاني
فإن كانت محبَتكَ امتحانا
فأرجو أن أُجازى في امتحانِ
فإنَّ الله علَّامُ الخفايا
ابتلى قلبي وحُبَكمُ حباني
فروحيَ عندكم والجسمُ عندي
أراكَ بنورها وبها تراني
برفقتكم أنا في كلِّ حينٍ
وأنتَ برفقتي في كلِّ اَنِ
سألتُ الله أن يجمع كلانا
على خيرٍ ويبْسمُ لي زماني
وأدعو الله والرحمنُ ربي
بأنْ يرعاكَ يا قمَر المعاني
/بقلمي /فاتن علي حلاق
ياسمين الشام