استثمرت الدول العظمى عبر تاريخها ادوات كثيرة لتحقيق غايتها معتمدة في ذلك على قاعدة اساسية ذات بندين الاول هو اصرف اقل مما تنتج والثاني هو السطو على مقدرات الدول المجاورة والبعيدة ان امكن
والفكر الديني كان احد افعل الادوات التي استعملتها هذه الدول عبر تاريخها للسيطرةعلى فكر الشعوب وتسيسها
الصهيونية غير اليهودية
بدا تطوير هذا الفكر في القرن السادس عشرورواده ليسو من اليهود لكن فكرة شعب اسرائيل والقصةالتوراتية كانت قاعدة اساسية بني عليها فكر يخدم مصالح دول الا وهو الفكر الصهيوني
-اليهود يشكلون امة مستقلة لانهم كانو امة فيما مضى وسيكونون امة حديثة بمعنى الكلمة
ومنبع هذا الفكر جاء منسجما مع الافكار البروتستانتية عن الكنيسة حيث حلت عقيدة الاصطفاء البروتستانتية بدلا من عقيدة الغفران الكثوليكية والاورثوذوكسية
وبالتالي اصبحت اليهودية كدين قومي للشعب اليهودي امرا مقبولا لان الكنيسة سابقا كانت تحملهم لعنة دم المسيح وتحتقرهم كشعب
ووفقا للتفسير البروتستانتي الذي ياخذ بحرفية الكتاب اعتبرت فلسطين هي وطن قومي لليهود
وفي عام 1939تحدث القس جي ويجل عضو البرلمان عن ولاية متشيجان الى الكثير من الصهيونيين غير اليهود التي كانت صهيونيتهم مبنية على نشاتهم الثقافية
يقول ((لقد تعلمت دائما ان اعتقد ان فلسطين هي وطن الاجداد التاريخي الذي وهبه الله لليهود وتعلمت كذلك ان الله قد قضى ان يعود يهود العالم الى وطنهم يوما ))
من هنا نفهم ان الفكر الصهيوني اتخذ اليهودية قاعدة له من خلاال الفكر البروتستانتي عكس الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الاورثوذكسية
فتوطيد الفكر التوراتي ككتاب لتاريخ العالم اعطى الشعوب الغربية فكرا بان اسرائيل هو اقد م شعوب العالم واكثرها تنظيما من الناحية الاجتماعية بل هو المثال
بينما لو عدنا الى التاريخ لوجدنا ان حضارات اعظم بكثير من حضارة اسرائيل تم تهميشها لانها لا تخدم اغراض الدولة العظمى
اذا فلسطين هي ارض الموعد وهنا نشا ارتباط بفكرة المهاجرين الجدد الى اميركا والمهاجرين اليهود لفلسطين والعرب اسوة بالهنود الحمر في اميركا
ووجد المبرر الاخلاقي لهذاالاعتداء

التماثل الذاتي
ويقول القس البروتستانتي جون هاينز معبرا عن صورة التماثل الذاتي في عام 1929في زيارة قام بها لفلسطين
- عندما قابلت وتحدثت مع فلاحي الارض هولاء لم اكن افكر الا في المستوطنين الانكليز الاوائل الذين قدمو الى شواطئ ماساشوسيتس القاحلة واستطاعوا ان يرسو قواعد جمهوريتنا الاميركية الثابتة وسط برد الشتاء في ارض لم تفلح وبين السكان المواطنين المناوئين لهم لهذا
ا لم افاجا حين قرات الدومينون السابق لجوزيارد جو وجدت ان هذا البريطاني الصهيوني غير اليهودي يصف هولاء اليهود بانهم ((الاباءالحجاج لفلسطين )) وهنا نرى ان المواطنين العرب الذين لا يقلون عنادا ووحشية عن الهنود الامريكين الحمر لا يمكن ابعادهم عن مسرح الاحداث
هذا هو الفكر التبريري للعنف تجاه الفلسطينين وهو فكر مشترك في الاوساط السياسية الغربية عموما وموافق عليه شعبيا وشواهده لا تعد ولا تحصى لوفرتها وكلها كانت ولا تزال تسوق للفكر الصهيوني
ان مستقبل فلسطين هو الماضي السابق للامريكيين
فنحن الان امام فكر صهيني غير يهودي مبني على اسس دينية توراتية يحظى بالتايد العالمي والفكرة هي فكرة توطين اليهود في فلسطين اسوة بالامريكان
لا نستطيع ان نقول هنا الا ان اليهود قد تم امتطاؤهم تماما بالفكر الصهيوني وخاصة بعد ظهور اللا سامية اصبحو محاصرين لان معظمهم كان يفضل الهجرة الى اميركا وبريطانيا عن الذهاب الى فلسطين ولكن هذه الدول كانت تجد في هجرة اليهود اليها عبئ كبير تريد التخلص منه
ولو عدت الى حقبة من التاريخ كنت لتجد ان نسبة نزوح اليهود من فلسطين الى اوربا واميركا اكبر من نسبة الوافدين اليها حيث كان اليهود يشكلون فقط 5% من السكان في فلسطين
الفكر الكنسي الاورثوذكسي والكاثوليكي
كان هذا الفكر يعتبر شوكة في حلق المشروع الصهيوني وخاصة الكنيسة الاورثوذكسية الشرقية ويقول في ذلك اندرز بدرس كمب (1622-1689) وهو ضابط الماني سابق في الجيش في حركة التبشير بالمسيح اليهودي حيث نشر عام 1868كتابه ((اخبار اسرائيل السارة )) وكان هجوما عنيفا على المسيحية التقليدية
يقول
ايها المسيحيون الوثنيون انكم تسمحون لمعلمين وثنين مزيفين وبخاصة روما الفسق بان يقنعونكم بان الله حرم اليهود من الميراث وطردهم وانكم اسرائيل المسيحية صاحبة الحق في امتلاك ارض كنعان للابد
لاحظ هنا كيف كان يشجع هذا القس اليهود انفسهم على ويجبر الاخرين بطريقة التعنيف على الاعتقاد والاعتراف بهم كشعب الله المختار ويفرض قوميتهم علما بان اليهود انفسهم لم يكونو مقتنعين بهذا الفكر
دور الادب العالمي في تسويق الفكر الصهيوني
لعب الادب العالمي دورا مهما في تسويق الفكر الصهيوني والتعريف بالعالم العبري واذا عدنا لقصيدة ملتون الشهيرة ((الفردوس المستعاد)) تتحدث عن عودة اسرائيل يقول
لعل الله الذي يعرف الوقت المناسب جيدا سيذكر ابراهيم وسيعيدهم نادمين وصادقين وسيشق لهم البحر عائدون مسرعين الى وطنهم كما شق البحر الاحمر ونهر الاردن عندما عاد اباوهم للارض الموعودة انني اتركهم لعنايته والزمن الذي يختاره
وارتفعت الترانيم عن الصهيونية الرفيعة عن القدس اليهودية الجديدية وكتب تشارلزوزلي في القرن الثامن عشر هذه الابيات
استيقظي يا انكلترا استيقظي فاختك
القدس تناديكي لماذا ينام هؤلاء المؤمنون كلاموات
ويغلقونها على جدرانك القديمة
وظهرت مواضيع كثيرة متشابهة في الادب الفرنسي (( ولا يغفلنا ان نابليون بونابارت كان من اكبر الداعمين للصهيونية ولعودة الشعب اليهودي الى فلسطين وكان يريدهم في جيشه مقاتلين))
واصبح التوراة ((العهد القديم )) مصدر لموضوعات ادبية عند كثير من الكتاب مثل جين بايتسيتس راسين الفرنسي الكلاسيكي وكتب ماساة استر عام 1689ومثله جاك بناين بوسيه
وهنا نلاحظ ان حدثا خطيرا قد وقع
حشد اعلامي ادبي على نطاق العالم كله حيث لا تسعنا مئات الصفحات لكتابة اسماء رواد هذا الفكرالصهيوني الغير يهودي من الادباء االعالمين
وحشد ديني كبير من المنظمة البروتستانتية لاعطاء المبرر الاخلاقي لليهود بالعودة الى ارض فلسطين واعتبار التوراة اساس تاريخ وحضارة العالم والمثال
والفكرة النهائية كانت اسرائيل الامة التي تعلو كل الامم
وانها حجر الاساس في تاريخ العالم

الصهيونية واللاسامية والعنصرية
انصار الصهاينة غير اليهود لا عد ولا حصر لهم في العالم وكلهم من اللا ساميين ومايؤيد كلامنا هنا ما قاله مايز هاجن كبير ضباط السياسين في فلسطين وسورية في هئة اركان حرب اللنبي واحد الصهيونين المتحمسين والمثل واضح عن لا ساميته
(( انني مشرب بعواطف لا سامية واتمنى ان تنفصل الصهيونية عن القومية اليهودية ولكنهالا تستطيع ذلك انني افضل قبولها على حالتها على ان ارفضها لاسباب غير جوهرية ))ويتابع في مقال اخر
((انارائي عن الصهيونية هي اراء صهيوني متحمس والاسباب التي اثارت في نفسي اعجابا بالصهيونية كثيرة ومتنوعة ولكنها متاثرة بشكل رئسي بوضع اليهود غير المرضي في العالم والميل العاطفي الكبير لاعادة ايجاد جنس بعد تشرد دام الفي عام والقناعة بان الادمغة والاموال اليهودية اذا ما ساندتها فكرة قوية كالصهيونية تستطيع ان تقدم الحافز نحو التنمية الصناعية التي تحتاجهافلسطين بشكل ضروري بعد ان ابقيت ارضا بورا لزمان طويل
لاحظ هنا انه يتمنى ان يصير اليهود صهاينة ((اشكناز)) وفي النهاية يعول على العامل الاقتصادي الذي هو الهدف الرئيس في كل الموضوع
وهنا مدخلنا الى الباب السياسي
البوابة السياسية لموضوع الصهيونية
الى هنا نفهم ان الفكر الصهيوني تم ارساء مبادئه واصبح له مريدين كثر وفرضت النظام الصهيوني على الادمغة وعلى اليهود انفسهم ومنهم من اقتنع وعمل به وساهمت فكرة اللاسامية الى ارغام اليهود الساميين الاصل في الدخول الى هذه الحظيرة رغما الحماية تحت لواء الفكر الصهيوني المعترف به عالميا

ويقول مايزنزهاجن – الواقع ليس من المبالغة في شيئ ان نقول ان فلسطين قوية وصديقة امر حيوي للامن الاستراتيجي في المستقبل للكومينولث البريطاني ولا يمكنها ابدا ان تكون قوية وصحيحة في ظل السيطرة المجزاة ولا في ظل أي شكل من اشكال الحكم العربي ((الحكم السامي))
وقد اعلن هرتزل ان الدول الللا سامية ستكون هي الدول الصديقة لليهود الصهاينة فيما بعد
نستطيع هنا ان نختزل بعض الافكار العالمية العنصرية للفكر الاستعماري في عدة بنود
1-نشر الفكر اللاسامي واعتماد مويديه
2-نشر الفكر الصهيوني واعتناقه من غير اليهود اولاوالتسويق له وصهر اليهودية فيه قسرا وطواعية تمهيدا لنقل هذا الشعب الى فلسطين
3-تم تقيم العرب الساميين الى درجة واحدة مع الهنود الحمر واعطاء الغطاء الشرعي الاخلاقي لسلبهم اراضيهم واقصاءهم وابادتهم
4-فرض وصايةالرجل الابيض العنصرية بحجة ترقية الشعوب الاقل منه وفرض الوصاية والانتدابات عليها
واخر ما سنذكره هنا للكاتب نفسه يقول فيه
لن يصل العربي الفلسطيني الى مستوى الموهبة الطبيعية اليهودية باية حال وسيبقى اليهودي دائما في القمة وهو ينوي البقاء هناك انه يتطلع الى دولة يهودية ذا ت سيادة في فلسطين والى وطن قومي حقيقي وليس الى اتحاد فدرالي عربي يهودي زائف ان اليهودي مهما وهن صوته ورقت طباعه سينجح في النهاية وسيسمع صوته سيهدد العربي وسيتوعد وسيعزف اخرون في اروبا واميركا مدائحه اذا ما تكسرت الاوركستراالمحلية ولكنه سيبقى حيث هو وحيد حيث كان مقيما في الشرق يجتر افكارا راكدة ولا يرى اكثر من ابعاد محمد الضيقة
تشكيل الصورة السياسية
بعد ان تم توطيد الفكر الصهيوني وفقا للمعطيات التي ذكرناها جاء دور صناعة القرار السياسي الممهد له
حيث لن يعترض احد لان فكرة هجرة اليهود الى فلسطين اصبح امر ممهد له دوليا ومتفق عليه
في حيز الشرعية الدولية
اليهود الشعب الاسطورة عائدين الى وطنهم الام فلسطين بعد ان ذاقو ويلات التشتت والاطهاد في كل بقاع العالم واصبح هذا القرار يقابله فرح عالمي وتهنئة مع تشكل النظرة الدونية والعدوانية للعرب السامين فهم الهنود الحمر الذين سيقفون ضد هذا المشروع ولا بد من ردعهم
بدات هجرة اليهود الى فلسطين عالميا ومن رفض الهجرة تم طرده قسرا باتفاقات سرية مع حكام الدول وكانت هجرتهم وانصهارهم بالمشروع الصهيوني نتيجة حتمية فرضتها السياسةالدولية الحاشدة لهذا الامر وهو احتلال فلسطين ((راجع كتاب يهود بلاد النيل )) تتوضح لك معالم الهجرةالقسريةللكثيرين
ما هي اسباب احتلال فلسطين؟؟؟؟؟؟

هي كانت لاسباب ومصالح مالية بالدرجة الاولى تعود على شركات ودول مثل شركةالهند الشرقية فكل ما ذكرته كان ممولا حيث بدات مرحلة تنفيذ القرار السياسي وتشكيل لجان فلسطين خلال الثلاثينات والاربعينات وهي لجان غير يهودية لدعم القضية الصهيونية ومن اوائلها اتحاد المنظمات الاميركية الموالية لفلسطين التي شكلها القس تشارلز ايرسل عام 1930
وفي عام 1936طلبت هذه المنظمة من رئيس الوزراء البريطاني ستانلي بلدوين ان يسمح بالهجرة اليهودية المتزايدة الى فلسطين مؤكدة ((ان اعادة ارض اسرائيل لابناء اسرائيل هي النجم الساطع في هذا الصراع العظيم من اجل عالم وانسانية افضل وتزايدت هذه المجموعات فيما بعد
والهدف الاساسي من تشكيل دولة اسرائيل في فلسطين لتكون جزء من النظام العالمي اللاسامي
وفي هذه المرحلة كانت اتحادات التجارة اليهودية معارضة للصهيونية بعنف ومنهما العضوان بنيامين شليزنج رئيس اتحاد عمال ملابس السيدات الدولي
وماكس زاريتشكي مساعد الامين العام لاتحاد صناع الملابس والقبعات في اميركا الشمالية
ولكن الغلبة كانت للصهيونين غير اليهود واتخذ القرار ((الحق القومي لليهود في فلسطين))
لقد وجد الغرب فرصا كثير في فلسطين اولها فتح اسواق عالمية جديدة
السيطرة على الطرق التجارية البريةوالبحرية
تقطيع اوصال الدولةالعثمانية
معادلةميزان القوى الدولية بالنسبة لبريطانيا في تامين الهند المهددة من قبل فرنسا وروسيا وطريق العبور الامن للهند عبر سورية اغلاق بوابة المشرق بين اسية وافريقية
لان فلسطين عبر التاريخ كانت مسرح صراع سياسي دائم بين فرنسا وايطالية وروسيا ((بوابةالمشرق))
فوجدت هذه الدول ان الوطن القومي لليهود في فلسطين سيحل لهم مشكلة كبيرة وهذاالولاء هم غير قادرين على الحصول عليه من العرب الساميين
لقد رمي الشعب اليهودي في اتون الصهيونية رغما وتمت المتاجرة عليه دوليا وانا لا التمس هنا العذر لليهود ولا استجر الشفقة عليهم فنحن بعدم وعينا لهذا المشروع وتهييج كراهيتنا لليهود ساهمنا بالمشروع الصهيوني بدون ان نعرف كشعوب لكن كحكام طبعا الامر مختلف وعندما حارب العرب في فلسطين وهزمتهم عصابات صهيون هناك لم يكونو ذاهبين لتحرير فلسطين وانما تمت القسمة على الاراضي الفلسطينية التي ستاخذها كل دولة عربية فذهب كل لتحرير الجزء الذي يخصه وعادو بخفي حنين
وما يحزنني اكثر هو تقيم دول العالم لنا واعتبارنا هنود حمر من قبل الشعوب اللا سامية حيث اننا بنظرهم نضع ايدنا على مقدرات لا نستحقها ولسنا اكفاء لنيلها وهنا يجدر التنويه الى امر مهم
احد اهم اسباب النهضة الاوروبية هي عندما اعطيت القيمة الانسانية للفرد واعتبر الانسان هو غاية كل شيئ واعطيت القيمة الحقيقية للفرد ومصلحة الفرد هذا ما لم نفعله نحن الى اليوم في مجتمعاتنا بسبب قصور اجهزة حكوماتنا ولم نقدر على ارساء اسس الديموقاراطية
خلاصة المقال ((اسطورةالصهيونيةالزائفة ))الصهيونية هي فكر نتج عن الفلسفات الاوروبية العنصرية الاستعمارية وهي لم تكن في اسسها حركة يهودية وكانت ولا تزال تواجه معارضة يهودية غير صهيونية من اليهود المتدينين الذين رفضو الابعاد الجغرافية لحدود مملكتهم الروحية ولاقت فكرةالصهيونية معارضة في اليهود الداعين للحقوق المدنية والخلاص من سياسات الهجرة المفتوحة ومع مطلع هذاالقرن كان الاستعمار الفلسطيني جزء من الحركة الاستعمارية الاوروبية الكبرى في مشروع مركب ضلوعه اللاسامية والنازية والتميز العنصري وهذه الاسماء هي عناوين في موضوع واحد في النهاية هو الفكر الاستعماري الغربي