أم المؤمنين
السيدة خديجة بنت خويلد
رضي الله عنها
***
شعر :: صبري الصبري
***


سَلْ عن (خديجة) هاهنا الأنحاءَ= وسل الربوعَ وسائل الأرجاءَ
وسَلِ الحطيمَ ومروةً وسل الصفا= وسل المقامَ وكعبةً غَرَّاءَ
وسَلِ الشبيكةَ والنقا والمدعى= وسل الحجونَ وسائلن كداءَ
وسَلِ الصخورَ بشعب عامر كلها= ترنو لطه زوجةً عصماءَ
وسَلِ السهولَ عن الحبيبة والثرى= وسل الجبالَ جميعَهَا وحراءَ
ينبيكَ عنها كلُّ شيء هاهنا= يروي لنا عن أمنا الأنباءَ
فهي الحبيبة للحبيب (محمدٍ)= وهي الكريمة أنجبت زهراءَ
خطبته حبا للأمين بمكةٍ= خير الخلائق بالهدى قد جاءَ
يمتاز بالحسنى نقيا طاهرا= يحيا كريما طيبا وضَّاءَ
صمدت بصبر في الحصار أبيةً= بجوار (أحمدَ) واجهت أعداءَ
شنوا على طه المشفع حربهم= وتَتَبَّعُوا صحبا له ضعفاءَ
وتعصَّبوا لحجارة نحتوا بها= أصنامهم بضلالهم سفهاءَ
فتمسَّكت ذاتُ اليقين بدينها= وتلألأت طهرا سما وضياءَ
وتقدمت كل الصفوف سخية= تهدي النبيَّ تَدَثُّرَا وثراءَ
وبمالها وبجاهها وبروحها= وبنفسها وبقلبها تتراءى
بمحبة الهادي البشير (محمدٍ)= بالغار تحمل للحبيب غذاء
وبذروة قدسية برحابه= نالت من الله الكريم عطاءَ
(جبريل) بَشَّرَهَا بقصر فاخرٍ= بالخلد تسكن روضةً خضراءَ
في دوحة الفردوس كان لأجلها= من ربها أهدى لها الإهداءَ
أنا لا أزال بحبها بقصائدي = مدحي لها قد سابق الشعراءَ
فهي الحبيبة للقلوب (خديجةٌ)= أُمِّي تراعي بالهدى الأبناءَ
أمي وأُمُّ المؤمنين جميعهم= واسأل هنا عن فضلها الأنحاءَ
تاريخُ إعزاز ومجد مشرق= بالعزِّ يروي عبرةً فيحاءَ
سنظل نذكرها ونقرأ سيرةً= عظمى تسابق في الذرا العلياءَ
رباه وفقنا بتوفيق به= فضلا .. ننال بقربها الإدناءَ
صلى الإله على النبي وآلهِ= ما مَجَّ بئرٌ بالحطيم الماءَ !!