كتب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق
تنبيه هام
( عبارة صححه الألباني او ضعفه )
كتب فضيلة الشيخ د.حسان عوض حفظه الله تعالى عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله تعالى
ليست من عادتي التهجم على أحد وأحترم دائما" آراء الجميع حتى لو خالفتهم ولكنني بعد أن تجاوزت كثيرا" عن هذه القضية التي ازدادت انتشارا" بشكل كبير وجدت أنه من الأمانه أن أتكلم عنها لأنها بلغت حدا" خطيرا" جدا" ..
إنها عبارة
( صححه أو ضعفه الألباني )
وقد وصل الأمر إلى اعتقاد البعض أن الشيخ الألباني هو من ضمن الائمة التسعة !!!! مع أنه توفي في عام 1999 م ..
ونعود الى النقطة الاساسية للمنشور :
فكثيرًا ما نقرأ في الإنترنت عبارة (صحَّحه الألبانيّ) علمًا أن الألبانيَّ لم يكن مُحدِّثًا بل ولم يكن يحفظ روايةً واحدةً بإسنادها إلى رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام.
وحتّى لو كان محدِّثًا فليس له أن يصحِّح وأن يضعِّف لأنَّ التَّصحيح والتَّضعيف ليس للمحدث وإنَّما للحافظ، والحافظ أعلى من المحدِّث في الرُّتبة العلمية. المحدث يحفظ الرِّوايات بأسانيدها والحافظ يزيد عليه بمعرفة أحوال الرِّجال في كلِّ طبقات الرواية. فالألبانيُّ قام بالتَّصحيح والتَّضعيف ولأنَّه لم يكن أهلاً لذلك فقد صحَّح الضَّعيف مرَّات وضعَّف الصَّحيح مرَّات ومرات. بالنسبة لي؛ كلَّما قرأت (صحَّحه الألبانيّ) أتوقف وأقول كيف يصحح حديثا" على حافظ من الحفاظ الكبار كالحافظ الإمام الترمذي وغيره ؟؟!!!!
وسأضرب مثالا" لتقريب الفكرة من واقعنا المعاصر :
لو قام أحد البروفسورات في الطب بفحص مريضا ووجد أن فيه مرضا" خطيرا" ويجب المسارعة بإجراء عملية له ... فرد عليه طالب يدرس الطب ونقد كلام البروفسور وقال إن كلامك غير صحيح فهل من الممكن ان نجعل كلام الطالب
أعلى وأكثر ثقة من كلام البروفسور ؟؟!!!!
طبعا" لا،
وهذا ما يحصل الآن بالنسبة لعلم الحديث الشريف بل وأكثر من ذلك فقد بلغ الأمر حدا خطيرا" جعل موقع الدرر السنية يحذف اسم مخرج الحديث من الحفاظ الكبار في بعض الأحاديث ويضع اسم الألباني مكانه !!!!!
ولو سأل أحدهم ما تقول في مسألة ( صححه الألباني ) ؟ لكان الجواب :
لا يجوز ان نقول هذه العبارة إلا في حالة واحدة وهي :
أن يؤلف الألباني كتابا جامعا للأحاديث ويسند أحاديثه بأسانيده المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير الأسانيد التي رواها أصحاب الصحاح والسنن ثم يصحح ويضعف ما في كتابه.
أما أن يأتي إلى كتب أئمة التصحيح والتضعيف ويشاغب على أحكام أصحابها ، فهذا باب من العبث في تعاطي علم الرواية والأسانيد .
فليست الغاية من المنشور الطعن بالألباني ولكن إظهار الحقيقة وما آلت إليه الأمور فهذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذوا عنهم دينكم وخاصة بعد أن كثر في مواقع التواصل الاجتماعي والواتس آب الصور والمنشورات التي لا يخلو منها حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا وتم ذكر الألباني صححه أو ضعفه ...
والذي دعاني للإسراع بهذا المنشور هو رؤيتي لمنشور على صفحة أحد الإخوة يضع صورة فيها حديث عن النبي ويقول صححه الألباني ويطلب من الناس العمل بهذه السنة وهي أن القيام من السجود كهيئة العاجن ويترك أقوال الائمة الكبار في الحديث ناهيك عن أداء المسلمين جميعا لفعل الصلاة ويجعل صلاتنا جميعا مخالفة للسنة وحسبنا الله ونعم الوكيل ...
فالشيخ الألباني رحمه الله له أوهام لا تُعد ولا تُحصى ! ، وهو بتضعيفه وتصحيحه لبعض الاحاديث قد ابتدع بدعة شنيعة ! ، وزاد عليها جهلا بما قاله وفعله الاوائل ! من الأئمة النقاد ، وكما قيل قديما :
( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) ..
فانتبهوا يا إخوتي في الله تعالى وإذا وجدتم المنشور مهم وصحيح فقوموا بتعديله وحذف اسم الألباني ووضع اسم الحافظ والمحدث الأساسي الذي أخرج الحديث لأننا لو ظللنا على هذه الحال ستندثر أسماء الحفاظ الكبار كالإمام البخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي والنسائي وغيرهم ... والذين ظل العلماء والمسلمين طيلة القرون الماضية الطويلة يذكرونهم ولا يتجاوزوهم ..
وكذلك أود التنبيه إلى الصور الكثيرة التي فيها أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام والتي ينشرونها بكثرة وفيها صححه أو ضعفه الألباني ...
اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما وعملا" وفقها في الدين ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب ا لعالمين
نرجوا من الأحباب مشاركة المنشور
🌷🌼🌷🌼🌷🌼🌷🌼🌷