الموضوع فكرة نقلها صديق من صفحة لصديق له يبدو أنها أعجبته وقد كتبت عليها الرد أسف منها أطرحها هنا للنقاش لمن يرغب أو يهمه إثراء هذا الموضوع الجدلي الذي هو موضوع الساعة:
فلنكف عن اعتبار الدولة المدنية دولة كافرة، لأن الكفر والايمان هي مسألة خاصة بالفرد وليس بالدولة
أن يكون المرء ملحدا لا يعني انه مع الدولة القائمة على الحريات..!! الاحظ لدى البعض هذا الخلط المريع بين ان يكون المرء ملحدا ، وأن يكون بالوقت نفسه مع دولة الحريات. الأمر ليس على هذا النحو البتة. فالاتحاد السوفيتي كان معاديا للأديان ، وقد قام بمحاربتها ومحاربة معتنقيها بكل الوسائل، إلا أنه كان نظاما شموليا قيد جميع انواع الحريات ، واعتدى على حرية الفرد والجماعات وأقام نظاما فاشيا بكل ما في هذه الكلمة من معنى. وإذا كان صحيحا القول ان الدولة المدنية القائمة على الحريات لا تتبنى العقائد على اختلافها ، فإن الصحيح أيضا القول أنها لا تحارب أصحاب العقائد، ولا تقيد الحريات سواء أكانت دينية أم غير دينية ، بل هي التي تحمي حقوق الجميع دون استثناء ، وهي ملزمة وفقا للقوانين بحماية حرية العقيدة لجميع مواطنيها تماما كما هي ملزمة بحماية حرية التعبير لغير المتدينين . وفق قوانين مدنية واضحة لا لبس فيها. الدولة المدنية، هي غير الدولة الملحدة.، الدولة المدنية ليست دولة عقائد وهي لهذا تقف على مسافة واحدة من الجميع ودون تمييز.. فلنكف عن اعتبار الدولة المدنية دولة كافرة، لأن الكفر والايمان هي مسألة خاصة بالفرد وليس بالدولة . و لا علاقة للدولة المدنية بالدين بما هو شأنا فرديا. وظيفة الدولة هي تأمين سبل العيش والحريات لجميع أفرادها دون استثناء. نعم . الإلحاد أو الايمان شأنان لا علاقة للدولة المدنية به.