لمّا خلق الله القلم قال له : اكتب كل ماهو كائن الى يوم القيامة .. ثم جفّ القلم ورُفعت الصحف ..!
ثم بَلَغَنا أن عمراً كان يدعو { اللهم إن كنتَ كتبتني عندك شقيّاً فامحني بقدرتك واثبتني عندك سعيدا } !
فهل تتغيّر الأقـدار يـا شيخي ؟
فردَّ العالِم :
أوَ ما بَلغَك أن الدُّعاء يُصارع الأقدار !!
وأنّ ثَمّة دعاء من قوته وكثرة الحاح صاحِبه وشدّة توسله يغلب أقداراً تنزَّلت و شارفت على الوقوع ..!
و أنّ ثمّة من يُتقنون الدّعاء بكثافة حتى تتنادى لدموعِهم ملائكة العرش !
يـا بُنيّ .. إنّ الدعاء بعضٌ من ارادة الله .. فتعلّم كيف تفر من قدر يُرهقك الى قدر خير منه .. و كيف تفر من رمادية الأيام الى ألوان الفرح ومـواسم الشـتاء .. وذلك فقط إذا علَّمت رُكبتيك كيف تجثو في الأسحار ..!
يا بُنيّ .. في لحظة ما ربما تُبعِثر الريح من حولك كلّ شيء .. حتى سقف بيتك .. لكنّها في الحقيقة تكون مأمورة بذلك ؛ فهي تعيد ترتيب كل شيء لك !
إن كلماتك في السُّجود .. تشتدّ كل ليلة كَسِياج .. حتى يتطاول لك البُنيان ..
وفي لحظة اكتمال .. سيبدو لك جليّاً أين كانت تذهب تلك الأنّات وتلك الدعوات ..!
يـا ولدي .. ثق أنَّ الدُّعاء يعيدُ ترتيب المشهد .. فاغتنم شهر رمضان .
#رمضانيات
د.كفاح أبو هنود ~