دودة عبقر
دودة عبقر هي دودة لا يلدها كل واد . إنها دودة العفو والريان . دودة تنشأ في حضن
النضارة والخضارة حيث يجنح الجمال إلى الشطط والسفه. دودة لا تضن
في الرعي حتى بلوغها مبلغ الثمالة والعي . الماء يغمرها والهواء العليل خمر
لها وفقدان الذاكرة من سجلات مدائنها. ويألف المرء في دودة عبقر رخامة
اللون في كل خامة من خامات أزياءها. وما يزيدها شططا على شطط أنها في سيمفونية
واحدة مع الماء والهواء والغبار. والموجع جدا في هذه السمفونية أنها وبكل أنفة
لا تعرف محطات الوقوف وكأنها تبحث عن حتفها بظلفها أو كأنها أسيرة قدر مقدور وقلم مرفوع .
ودودة عبقر هذه هي دودة لها من نظائرها بين ظهراني أبناء آدم وإن ظل سجلهم قيد الطي وعلى رفوف .