45 دقيقة
بقلم ثامر سباعنه – فلسطين
(( رؤية أبنائي ألذ من الطعام و لقاء البشر أشهى من الشراب
أخرجوني من العزل.. اسمحوا لأهلي بزيارتي ..اسمحوا لي برؤية أطفالي
لهذا أنا مضرب عنالطعام.. هذه مطالبي .. .. هل هذه جرائم؟؟ ))
بهذه الكلمات أعلنالأسير عبد الله البرغوثي بداية إضرابه عن الطعام قبل أشهر قليلة ، وقبل أيام حقق أمنيتهوانتصر على سجانه بأن خرج من العزل الانفرادي ،و استطاع ان يرى ابناؤه.
45 دقيقة هي مدةاللقاء بين الأسير عبدالله البرغوثي وأبنائه الثلاثة أسامة وتالا وصفاء بعد سنواتمن المنع والحرمان والعزل ،مشاعر الأسير الأب كانت لا توصف ، هو لقاء تعارف مع أبنائه، لقاء حب وعاطفة ، لقاء ابوة حرموا منها الأطفال الثلاثة منذ سنوات ،لقد كانتمعنويات البرغوثي عالية في عنان السماء, فـقد من الله عليه بالخروج من العزل ورؤيةأبنائه بعد هذه السنين الطويلة وخاصة ابنته الصغيرة صفاء التي تركها وعمرها 35يوما فقط.
التقى الأب بأبنائهوكان يقول لهم طوال الوقت: شو بدكم شو أجيب لكم احكو لي يا بابا؟
فما كان من أسامةالا ان قال له: بدي بسكليت...
فقال له والده: اناوصيت لك على واحد وبدي إياك كل سنة تكسره مشان اشتري لك واحد جديد
أما الصغيرة صفاءفطلبت من بابا آي باد.
رغم الجدار الزجاجيالفاصل بينهم إلا ان دفء العاطفه وعمق الشوق أذاب كل الجدران الفاصله بينهم وأوصلرسالة الحب من الأب لأبنائه ومن الأبناء لأبيهم ، تذكر عبد الله وتالا تلك اللحظاتالصعبة يوم الاعتقال ، في الخامس من آذار 2003، حيث كان يخرج من إحدى مستشفيات رامالله، بعد أن أسرع صباحا إلى معالجة تالا" 3.5 سنوات " في حينها، عندمافوجئ بالقوات الخاصة تقتحم يديه وتكبله، ..نسي لوهلة أنه عبد الله البرغوثيالمطلوب الأول، وتذكر أن طفلته وحيدة ستظل في الشارع...ألقوا به في سيارة عسكرية،وتركت الصغيرة على الرصيف في صدمة وبكاء مرير.
45 دقيقه قاربتعلى الانتهاء والكل يتمنى ان تتوقف الساعة عن الحراك وتزال هذه الجدران ليتعانق الأبناءمع ابيهم ، وترتسم البسمه من جديد على قلوبهم قبل شفاههم ، 45 دقيقه كانت تختزلسنين طويله من الشوق والأمل والالم ، حكاية عبدالله البرغوثي مستمرة وكل يوم نحنعلى موعد مع فصل جديد نتعلم منه ويغرس فينا درسا جديدا من دروس العزة والثباتوالتضحية
لابي أسامة وأبنائهكل التقدير والاحترام
نقف في حيرة منأمرنا امام مشاعر الاب الذي يوصي نجله بتكسير البسكليت لأنه سيشتري له اخر جديد كلسنة
يعني يا بابا اناموجود في حياتك رغم القضبان ورغم انف السجان وان الحياة مستمرة ولن تتوقف على اغربحكم بالبشرية 67 مؤبد !
انتهت الــ 45دقيقة وحان موعد الفراق من جديد ،لكن الأسير عبد الله البرغوثي الأب لم ينسى انهمجاهد وان عليه أن يغرس جهاده وبطولته في نفوس أبنائه ، فقد اخرج معهم حذائه الذيداس به رقاب المحتل وكأنه يقول : ان الحكاية لم تنتهي