نساءٌ مثنى وثلاث ورباعْ
نساءٌ مثنى وثلاث ورباعْ وأنتِ وحدك تكفيهُنَّ .
سُبحانَ الذي خَلقَ وَسوَّى الزهرَ على الأغصانِ ، وَجمالَ الرُّوح الذي حَوى كل َّجمالٍ فتَّانٍ.
حدَّثَنِي البدرُ عنْكِ فقالَ :سُبحانَ الخالق ِسُبحانْ ، طلعةُ حُسنكِ تخجلُ منها الأقمار ، حينَ يفرشُ ضِياؤكِ المدَى
وتشرقُ به الأكوانُ.
يَا أنفاسَ الرُّبا ، وشذا المروجِ ، كأنِّي بِلُقياكِ والعالمُ خلا منْ إنسٍ وجانِ ، عالمُ منْ زُجاجٍ ، ليسَ فيْهِ من كِتمانٍ أو أسرارٍ ، كأنِّي بِمُلكِ سُليمانَ ، كلُّ ما نشتهيهِ نلقاهُ ، لَا نعرفُ تَذكِرةً أو نسيانًا ، دَمعَ العاشقينَ أو حرمانًا ،
حُدودًا ، أوأسوارًا ، ومَعابرَ وحِصَارًا ، لَا يوجدُ مَنْ يسألُنَا هويةً ومنْ أينْ وإِلى الترحالِ .
عَالمٌ أنتِ فيه مدينتِي ، هويَّتي ، واجتمعَ فيْكِ الزَّمانُ والمكَانُ .
احساسٌ دائمٌ بي ، أنَّنا رُوحٌ واحدةٌ لَا إثنتانْ ، أسْبحُ ، أَغرقُ فيهِا سِيانْ
فأنتِ النَّهرُ والْمَرسَى والشُّطآنْ
مَا أبهَاكِ ، ُحدِّثينَ ما يجولُ بخَاطريقبلَ أنْ أنطقهُ بلسانٍ ، وقلبي يخفقُ على دقَّاتِ قلبكِ فِي ذاتِ الحين والآنْ
أنتْ أرقُّ من النَّسيمِ ، يا صُحبةَ وردٍ ما أزهرَ قبلَكِ وبعدَكِ بستانٌ ، وأنا لم أشترِ بعدكِ عودًا
فأنتِ العودُ والطِيبُ والرَّيحانُ .
يا موكبَ عشقٍ هلَّلَ له العشَّاقُ ، رحلتي أنتِ ، رحلتي أنتِ العمرُ فيها والدليلُ والعنوانُ .
سأنقشُ إسمَكِ على أجنحةِ الأطيارِ ، لتحلِّقَ به وتشدو في كل مكانِ ، سأنقشُ رسمَكِ على أوراقِ الأزهار
والأشجارِ، والأصدافِ والمَحارِ ، والموجِ القادمِ من أعالي البحارِ ، ليَعمَّ الحبُّ الأرضَ والفضاء َ ،
ليحيا الإنسان ويموتُ بالحبِّ ، لا بقذيفةِ مِدفعٍ أو جوعانَ .
أعتذر لكِ أعتذر
لا يسع شعري فيكِ الزَّمان والمكانَ ، أوطولَ وعرضَ السَّماء ، ولا حديثٌ بعدَكِ يحلُوعن النِّساء .
....
(مهداة إلى زوجتي المصون )
تحياتي
مراد الساعي