ملف مرفق 1191
السلام عليكم
الإنسان لص بامتياز شاء ام أبى...منذ قتل قابيل هابيل إلى هذا اليوم....وتكاد تخلو الدنيا من المثالية الصرفة فنحن لسنا بأنبياء!.
ولايكاد يتوقف حديث ما عن إدراج أمرالسرقة بطريقة ما, ونكاد نحصره في نطاق ضيق وهو أوسع من ذلك بكثير...
ونبقى نكيل اللوم على غيرنا وكأننا مثال الاستقامة في الحياة!
نحن نسرق أنفسنا و الغرب يسرق العالم! هذا هو الفرق..فقط...
للنهب واللصوصية أوجه عديدة:
1-سرقة سياسية
2-سرقة الأدبية
3-سرقة تاريخية
4-سرقة دينية
أما عن الأولى فربما تبادر للذهن أنها سرقة مناصب وصلاحيات وما شاكلها من أحوال باتت مفهومة لدينا تماما..
ينطوي تحت البند الأول نوع جديد من السرقات, السرقة السياسية للعائلة التي قد تتناحرلاختلاف ولائها السياسي!!
وكم انتشرت في الآونة الأخيرة, بشكل مخز فاضح...
أما الثانية فالأدبية وقد أحرقت ردا ونقاشا وتكرارا!وهي تفضح صاحبها أولا مهما حاول الاختباء..
والثالثة بنيت من خلالها أمم ودول وفكر ومكر وحروب...يطول الحديث حولها...ولها معنا جولات بحثية بالاستعانة مع أهل الاختصاص.فهي خادمة مخلصة للوجه الاول.
والرابعة هي الأغرب والتي باتت تيبعنا وتشترينا!والتي يجب ان تبقى هي المسبر والمعيار!!
خاصة عندما نكرر على مسامع انفسنا:
إن الله غفور رحيم!!
وإليك المثال:
صعدنا في سيارة اجرة آخر يوم في رمضان عندما أنهينا حاجيات العيد مع اولادي.فذكر السائق لابني فراس أن ابنه في المستشفى
وانه مصاب بجرثومة وصلته من المشفى اسمها العصيات الزرقاء! وانه قد يتوفى بعد ساعتين إن لم يجد متبرعا بدم (ه )سلبي!
وأن زوجته مصابة بسرطان الرحم وأنه حظي بابنه بعد انتظار 7 سنوات..نزلنا وهزني الموضوع كما أولادي وأرسلت به يبحث بين أصدقائه
واتصلت بدوري بصديقاتي!حتى وقعنا على صديق ابني!
لكننا فضلنا التأكد من المعلومات التي لدينا!فتبين بعدما ضحك الممرض قائلا:
-هذا المريض الذي اسمه عمر مملوك تخرج من سنة ونجا وأهلوه غير محتاجين لحسنات البشر! لكن السائق التقط هذه المعلومة وبات يتاجر بها وجمع من حسنات
المحسنين الكثير!
*************
ربما هو أمر مستهجن في شهر التقى والطهارة! خاصة لو كان هناك من استمر بالمتاجرة بالرقيق الأبيض حتى!أو راود احداهن عن نفسها!
وسرقات في شهر الخير...
أعزنا الله وإياكم وكفانا شر المتجاوزين الذي يقرؤن القران وهو يلعنهم
باختصار وبصرف النظر عن المثاليات التي نبحث...
اللصوصية ثقافة مجتمع تربية متكاملة, إيمان وجذور ..
ومن عض على نواجذه رغما ليصل ولو بشق الانفس لمراميه الشريفة سيكون في عصر الملوثات هو المثالي الحقيقي لأنه أمر بات نسبيا تماما..
لم تعد السرقات مقتصرة على النواحي الأدبية والمادية فعلا وكم بات الأمر بتفرع بشكل مرضي...
فهناك علاقة بين اللصوصية الفكرية والسياسة في العبث في العقول وتحريف الأفكار النظيفة لخدمة الاهداف غير النظيفة..
وهناك علاقة بين التاريخ والسياسة وتكريس الأولى لخدمة الثانية
وهناك علاقة بين الادب وسياسة المرور للاعلى والشهرة وهذا نوع ضيق من السياسة!!!
وهناك انزياح تأويلي ديني لخدمة اهداف قد تكون سياسية على الغالب وربما اجتماعية انانية بفجاجة!
هل يعني ان كل تلك الأمور تصب في بحر السياسة؟
سؤال يحتاج بحثا لسنا بصدده الآن..
*********
لقد بني جل العالم على كره ونفور وغش وخداع ودم وبغض وانتهازية ! وكأن الله لايرى ولايسمع...
كم بنيت هامات ودول لو هذبت لهدمت...
أخيرا نترك اللبيب يفهم من الإشارة...
واستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه..فاقبضوا على إيمانكم بعزة الإيمان والحق ولتكن التربية كذلك,ولاتأخذكم في الله لومة لائم.

الخميس 8-9-2011