هو فيلم اميركي من إنتاج عام 2000 و يدور حول الأزمة التي قادتها إدارة الرئيس جون كنيدي حول الصواريخ الروسية في كوبا
لا تتوفر لدي أي معلومة إذا كانت قناة فوكس للأفلام تعيد بث هذه الاعمال الفنية قصدا أو بالصدفة المحضة مع انني أشك في الاحتمال الثاني كون هؤلاء القوم( الاميركيين) عودونا دوما ان لا يقوموا بعمل شيء إلا إذا كان مدفوع الأجر بالنسبة لهم في الوقت الآني أو لاحقا
و لكنهم مع هذا وقعوا في خطأ كبير جدا بإعادة بث الفيلم فهو يحاكي ما نعيشه حاليا لنكتشف أن الرئيس الأميركي و زبانيته في كل الادارات ومهما تغيرت الأسماء و الاتجاهات بمنظومة فكرية واحدة يسيطر عليها الغباء الناجم عن الاستعلاء و الغطرسة بقدر كبير منه
ففي الحين الذي اجتهد الفيلم لابراز الرئيس كينيدي كمحب للسلام و باحث عن استقرار كوكب الارض برمته إلا انه بدا ضعيفا جدا و مسيرا من قبل افراد ادارته و يستطيع رجال البنتاغون ان يتمردوا على قراراته ببساطة و كأنه ليس رئيس البلاد و بدا ضعيفا مرة اخرى حينما لايأتي بأي عمل مهما صغر دون ان يفكر في الطريقة التي سيفهم بها الروس هذا العمل بينما في المقابل بدا الروسي في الفيلم الأميركي مالكا للحجة و الدليل الدامغ وواثقا من نفسه و قدراته ( كان ما أراده الفيلم إثبات العكس)
جون كيندي و مستشاره بوبي شقيقه الاصغر ( لاحظوا أن هذا مباح لهم فقط و في دولة أخرى يصبح استبدادا و ديكتاتورية ) و الحاشية المحيطة به كانت تنقسم قسمين (كما هو الحال الان )صقور و حمائم و كينيدي كان طوال الوقت يحاول أن يتفادى خطر الصقور و هيمنتهم عليه
وقد اثار الفيلم من حيث أراد العكس ما يدين الولايات المتحدة حيث جرى إرسال طائرات استطلاع اميركية اخترقت المجال الجوي لكوبا مما عرض الطائرات للمضادات الارضية و هذا قانوني و مشروع حسب كل القوانين و الناظمة العسكرية المعمول بها في العالم لتصوير الاراضي الكوبية
كانوا يريدون ان يستفزوا الكوبيين و من ورائهم الروس لاشعال حرب و عندما أدركهم الخطر ( راحت السكرة و اجت الفكرة) بدأوا يفكرون كيف يستطيعون اخماد فتيل الحرب !!
و في نهاية الامر و بعد مناورات كبيرة وظفوا فيها الجواسيس و السفارات ،استطاعوا ابرام صفقة تحفظ لاميركا ماء وجهها بتفكيك الصواريخ الرسية في كوبا باشراف الامم المتحدة لقاء تفكيك مثيلاتها الاميركية في تركيا شرط عدم الاعلان عن هذا رسميا لئلا تكون الولايات المتحدة في وضع محرج امام العالم ( تماما كما تورط خلفة بعد نصف قرن اوباما مع سورية )
و لفت نظري في مهد من مشاهد الفليم الاستنفار الذي حصل في الشارع الاميركي للحرب المحتملة و التأهب من الدرجة الثانية في قطاعات الجيش و كانوا جميعا يلبسون واقي من السلاح الكيماوي و هذا الكلام عن عام 1962 عندها تشكل لدي سؤال اعتراضي : عندما تكلموا عن الاسلحة الكيميائية في سورية 2013 و تصوير فيديو لما يفترض انها منطقة ضربها الكيماوي لماذا لم يتخذوا ذات الاجراء المتبع قبل خمسين سنة تقريبا ؟ لماذا لم ينبهوا حلفائهم من المعارضة السورية الى اهمية ذلك؟
لطالما قالوا ان اميركا تبني سياساتها للمدى الطويل و لكن يتضح أن اميركا تقودها ثلة من المتهورين يتناسخون جيلا بعد جيل و بالوان و اشكال مختلفة..
و قد قلت مرة علينا ان نعلم اولادنا التاريخ الاميركي لنعرف عدونا و الان اقول ان الموضوع يسير جدا فقط لندعهم يتابعون الافلام التي انتجت لتمجد الولايات المتحدة