يَباسُ الريحْ


مِن نافِذتي
هذي المشنوقَةُ بالحبْلِ السُريِّ
تشدُّ الكَبِدَ إلى الأعلى
أرتجِفُ خَلاصاً مِن فِتنةِ روحي
فتُجاريني

يَنتفِضُ الجُرحُ بَعيداً
فأطِلُّ عليه
أشتاقُ إليه
ألوِّحُ بالنَبضِ الباقي
فَيُناديني

يا مَن أسْرفْتَ عَذاباً بينَ أوارِ الصمتِ
وبينَ الباردةِ أنيناً
والمِحرَقَةِ المَعجونَةِ بيباسِ الريحِ
وكلُّ الأوجاعِ
لو أوغلَتِ الشفرَةُ في ألمِ الشيءِ

آهٍ مِن هذا الشيءْ.!
ماذا أعرِفُ عَنهُ.؟
ويقولونَ مَساسَ الروحْ
ويقولونَ هُوَ الـ أنتَ
ولا أعرفُ أيَّ صِفاتٍ يُمكنُ أنْ تَنصَبَّ حُروقاً
كي أنهضَ مَهزوماً وأقولُ: أيا نَفسي
مِن أجلكِ أقتُلُ أملاً في صدري.. كانْ
لأقولَ أنا السيدُ
مُنتصِراً جِئتُ على صهوةِ شيءٍ
يُبقي رُوحي سَيّدةً
فارِسَةً لا تنْصاعُ لأمرْ
لا أعرفُ أيَّ صفاتٍ تَتوائَمُ معَ عزّةِ تلكَ النفسْ

بل أعرفُ أنّ النفسَ تُعَذبُني
تَنتظِرُ مِن الآخرِ لو يَأتي
أتعذبُ.. أحترقُ حَنيناً
أعرِفُ إنَّ العَودةَ تَجلِدُني
والغيرةَ تُغرِقُني في بحرِ الظُلماتِ
وتَقسمُني نِصفَينْ
أفتشُّ عَنّي
وأطِلُّ مِن النافذَةِ
لا شيءَ سوى مِشنَقةٍ وعَليها شَيءٌ يُشبهُني
أصْرخُ.. يا مِشنَقةَ الوَهمِ
أعيديني

ما عُدتُ أبالي كيفَ يكونُ الخَيطْ
فلِساني جَفّفَ كلَّ بُحيراتِ الشوقِ
وأعادَ إلى الشاطئِ
جيفَةَ طَيرٍ كانَ قُبيلَ الشنقِ يُطاولُ مِرآةَ الريحْ
أبحثُ عَن خَفقِ جَناحٍ.. كانْ
بَحثي يُضنيني

نافذةٌ مُشرَعةٌ للريحْ
والوجَعُ يُفتّتُ كَبِدي المَحروقْ
والحُلمُ يُواري جُثتهُ
ويُواريني

هلْ أعشَقُ بعدَ نَزيفِ الروحْ
ذاكَ البهتانُ الزاحِفُ مِنّي
يَحملُ ذاكَ الشيءَ إليّ

تتراكَمُ كلُّ صِفاتِ جُنونُ الوهمْ
كيّ أبقى سَيّدَ َنفسي
وحَفيفَ الأوراقِ يَباسٌ مَهزومٌ
تُعلِنُني المِشنقَةُ قَتيلاً
وسُؤالٌ يَستلُّ الحيرَةَ مِن قاعِ الأسئلةِ
ويَكفيني.؟

فأعودُ إلى نافِذةِ الحُلمِ
وأشتاقُ إلى جُرحي
أسمعُ مِثلَ حَفيفِ وُريقاتٍ يابسةٍ
تَتسلّلُ فوقَ غُصونٍ تَلتَفُّ عَليها مِشنَقتي
وتُدلّيني..!؟
ـ ـ ـ