الديمقراطية من البيت الى المدرسة
كلنا كنا اطفالا صغارا تتملكنا البراءة ولكنا اصبحنا شبابا ورجالا بعد الطفولة .. وبعضنا فى س الشباب غدا مسؤولا صغيرا وفى سن الرجولة مسؤولا كبيرا ... والمسؤولية تتدرج كما السلطة فى هرم ادارى او سياسي حسب الموقع الذى يقف عليه الانسان فى كل مكان وزمان .
ولا يمهنا هنا الحديث عن المسؤولية ولا الحديث عن السلطة ولكن الذى يهمنا هو ان المسؤول صاحب السلطة كان طفلا صغيرا , وشابا مراهقا , ثم رجلا مسؤولا ... وعندما يصل الانسان منا الى سن الرجولة والمسؤولية تكون شخصيته قد تم تشكيلها فى مرحلتى الطفولة والشباب والمسؤول عن تكوينها مؤسستان هما : البيت والمدرسة .. فماذا فعل البيت فى تشكيل طفولتنا وماذا فعلت المدرسة لشبابنا ..؟.. فالحرية والطاعة العمياء والقسوة والصرامة امام حل الازمات وتعقيد الامور صغيرها وكبيرها علامات قد لا تفارق اغلب بيوتنا الاسرية فى العلاقة ما بين الأباء والابناء دون افساح المجال لتبادل الاراء بين الاجيال ..
ونفس العلامات الفارقة التى يجدها الطفل او الشاب فى بيته ترافقه فى مدرسته – صرامة وجدية وقسوة وشدة – بمعنى ادق اننا نهتم بالتعليم دون التربية – رغم اننا نطلق على الوزارة المسؤولة دائما التربية و التعليم ..
المهم التربية .. اذا كنا نربى ابناءنا على الشدة والجدية والتقيد باللوائح دون اعطائهم فرصة الابداع والمبادرة والابتكار .. فلا تلم الصغار اذا كبروا بنفس صفات الجدية والشدة والقسوة .. ولا نلوم الكبار اذا اصبحوا مسؤولين يتحكمون ويحمون دون مراعاة اللانسانية ما داموا فى البيت والمدرسة لا يراعون مع اطفالهم قواعد الصداقة والمحبة والمودة التى تسمح بتبادل الاراء فى نطاق الحرص على مستقبل المجموع الاسرى او المدرسى .
واذا اردنا الديمقراطية بمعنى حرية كل فرد فى اعطاء رأية كما يحب ويشتهى لا بد ان نعمق مفاهيمها فى اطفالنا داخل بيوتنا وعند شبابنا بين جدران مدارسنا .. لان هؤلاء الاطفال واولئك الشباب هم رجال المستقبل والمسؤولون عن الاجيال القادمة .. فاذا حرمت اجيالنا السابقة والحاضرة من نعمة الديمقراطية الحقيقية فلا بأس اذا خلقنا جيلا منعما بالديمقراطية الحقيقية لكى يعلمها ناصعة بيضاء للاجيال اللاحقة واولا وقبل كل شئ يجب ان نعود اطفالنا وشبابنا على الديمقراطية فى البيت والمدرسة .