مقتطفات من ذاتي//سعيد سبت
هل يبدع الرجل بعد الأربعين؟؟
عندما بلغت هذه السن سألت نفسي هذا السؤال: هل يبدع الرجل بعد الأربعين؟؟!
يقال أن الرجل في هذه السن يبلغ سن الحكمة والاتزان والكهولة، وماذا أقول عنه أنا !!!
أقول لمن هم مثلي وعلى شاكلتي ، إن هذه السن لا تعني لهم إلا الانحدار وبداية النهاية والألم وترقب المصير المحتوم ، عمر الانحسار وذهاب البريق في كل شيئ فيك أو منك . حينما أرى العطف في نظر الآخرين علي.. كم تؤلمني هذه النظرات، لأنها تعني أنني لا حول لي ولا قوة أصبحت خائر القوة.
من الصعوبة على الإنسان أن يشعر بأنه طوال وقته وأيامه التي مضت كان بعيداً عن الصواب ، وأن كل ماضيه أصبح هباءً منثوراً بالهواء لا يوجد له دعائم ولا له من ركائز يرتكز عليها بعد طول عناء.
حاولت مراراً وتكراراً وأنا أراجع تاريخي الماضي وشريط ذكرياتي ، علني أجد ما أفخر به وأمني نفسي بأنني قد عملت شيئاً ، حفرت صخراً ، يسندني في هذا الوقت وهذه الأيام الباقية لي من عمري .. فلا أجد شيئاً سوى .. خطوط العمر الباهتة بالوجه، والشيب الذي تفشى في كل أنحاء شعري ، وذبول الجفون وآهات الجنون ، وإلى الآن أتساءل: هل يبدع الإنسان الذي مثلي بعد الأربعين أن تتكرر عليه الأيام برتابتها إلى أن يموت؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سعيد سبت ـ دبي
همسات
بدأت العواطف تجتاحني وتأخذني ذات اليمين والشمال تبحث عن جواب لسؤالي : ما سبب أحزاني؟؟ إلا أنني بعد لم أعرف سبب أحزاني أم لأنني أعرف أو بدأت أعرفها، ولكن لا يوجد بيدي شيء أفعله لأصحح مساري ، اكتشفت أخيراً أن سبب أحزاني هو أنني استطعت أن أحدد معالم أفكاري وبأي أسلوب ، لكن المشكلة ليست كامنة في هذا السبب ، بل لآن هذه المشكلة لم تبق مشكلة فردية ، بل امتدت جذورها إلى البقية فأصبحت مشكلة جيل بأكمله.
إننا نرى الأحزان تمتلئ بها العيون، وحطام الأنفس وبؤسها موجوداً على الأيدي.. فالجميع أو بمعنى أصح الأغلبية من الشباب يريدون تغيير شيء من هذا المصير الاستفهامي ، نريد كياناً عربياً صحيحاً ، وحدة صحيحة ، كلمة واحدة يتفق عليها وليس كما هو الآن.
اتفق العرب على ألا يتفقوا ، حتى في الأغاني حينما قاموا بأغنية الحلم العربي انقلبت إلى الكابوس العربي.
متى ؟ .. متى؟ .. متى؟ .. سؤال طال انتظار جوابه
القضاء والقدر
على الإنسان أن يعيش كل يوم بيومه ، فلا يظل يسبح في عالم الذكريات أو في عالم الأحلام ، ويعمل كل ما بوسعه لإفادة غيره كما أفادوه ويثق بنفسه ولكن ليس لدرجة الغرور ، وعليه أن يؤمن بالقضاء والقدر.
إن الكثير من الناس يظلون فترة طويلة يتحسرون ويندمون على موقف حدث لهم وربما يعوق ذلك قيامهم بأعمالهم المعتادة ، وأحياناً عندما يزيد الندم عن حده فقد يبتعد الإنسان عن دينه ليأسه من رحمة خالقه ، أما في رأيي فإن على الإنسان أن يخطو خطواته في حياته بثقة ، فإن حدث له مالا ينتهي ، فعليه أن يتقبل الأمر بصدر رحب ، ويتخذ مما حدث له درساً لا ينساه، وقد قال الرسول الكريم :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفك ، واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل لو فعلت كذا لكان كذا.. فإن " لو" تفتح عمل الشيطان" .
فهل بعد كل هذا يمكن لأحدنا أن يحزن أو يعترض على ما يحدث له، وإذن عليها أن ننظر للأمام بكل ثقة وثبات، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
سعيد سبت
الامارات / دبي
ص ب : 60173
alsahi_2000@hotmail.com