السلام عليكم
الحضارة دخلت كل بيت...
كل ثقب ابرة كل مسار كل بلد....
دخلت في دمنا..دخلت عقولنا...
دخلت عبر كل فراغ خاوي....
ولكن سيبقى السؤال صارخا....
هل تعلم ماذا خسرنا وماذا ربحنا بدخول الحضارة والجري المحموم اليها؟
اكيد سنتكلم عن عموميات ولكنني ساحاول تفنيدها حسب الامكان
كم صفت لذة لمرءقاتلة من حيث لم يدر ان السم في الدسم
(من نهج البردة)
الحضارة راحة الحضارة تقدم..تطور....
ولكن هل فعلا
الحضارة سممت العقول!!معقول هذا؟
بت على يقين انك راض لكل من حولك وهم يرمون عبارات الثناء ومن ضمنهم والدتك او الدك ,
ولكن هنا نتسائل هل ربك راض عن تصرفاتك وانشغالات الحياة التي شغلتك عن خدمة اقرب الناس اليك ....
الاهل لايملكون ادوات رفض الاولاد ونفورهم يحبونهم مهما فعلوا ولكن هل انت راض عن نفسك او تضمن مسيرتك بسلام؟
تعتقد ان الحضارة قربت المسافات...
لكنها ابعدتك عن اهلك
تعتقد انك صرت اكثر تحكما بوقتك
ولكن في الحقيقة لم تعد تستطيع الوصول للفراغ الذهني وصفائه وربما وقتك لم يعد فارغا كما تتوقع رغم كل التسهيلات!!!
تعتقد انك اكثر راحة ضمن كل ادوات الرفاهية ولكن
بيني وبينك اخي الحبيب انها تقيدك..كيف؟
سيارتك تسهل لك التنقل ..لكن صيانتها قيد لاجيبك واعصابك
جوالك سهل اتصالاتك بين البشر, لكن الفاتورة ومتطلبات كثيرة قد لاتعيرها انتباها جعلتك عفوا
عبد لهذا الجاهز الذي صار ملاصقا لروحك!!!!
تعتقد ان منزلك مليئ بادوات حضارية واطعمة رائعة ..وانت تدفع ثمنها من صحتك وسمنتك والتي خلفت ضعفا صحيا مزعجا!!!!
واذن نتسائل من جديد
هل انت عبد للحضارة؟
ام احسنت استخدامها؟ام تستطيع بقوة ابعاد سلبياتها عنك؟
لااظن اننا قادرون على الغائها..فقد ثار الناس عند ظهور التلفاز وامثاله وعدوا من يدخله منزله كافر والعياذ بالله فماالقياس للحاسب؟
اظن اننا يجب ان نضع قواعد جديدة للاستخدام ,فارشادات استخدام الانسان لاتسكح له عبر العمر القصير نسبيا ان يضيع لحظة وهو في العد التنازلي لعمره!!!!
كل له دفاتر ارشادات استعمال فقارن بين كل الدفاتر وقل لي ماذا استنتجت؟
يحدثني زميل احترمه جدا
الاستاذ شريف ذو منصب عالي في وزارة مصر
انه خبر ذهن الشباب في الجامعات..ورغم انه يمر على النت كزائر..متصفح عادي, الا ان الفكرة التي ثبتت في ذهنه ان الشباب اليوم يعاني صفات سلبية في ذهته من جراء الاستعمال الخاطئ للثقافة....
تفكير مادي عاطفي رفاهي فقط...يستخدم الحاضارة لخدمته لالخدمة الاسلام هنا المعضلة التي تنبئ بالسقوط !!!!
ولاسقوط لعناصر تحاول انقاذ هذا المجيتمع الغض والذي يحوي كم هائل من الشباب مقارنة بالغرب !!!
وعندما يفكر احد الشباب والذي مازال بخير ويحافظ على مبادئه النظيفة سيكون ام زواجه صعبا لانه سيبحث عمن لم تطاله بقوة ملوثات الحضارة السيئة....
فكيف طالتنا ونحن نحمل في طوايا ديننا اعلى المبادئ ..ولم نجعلها حصنا حصينا؟
لننظر معا الى الحسن البصري عندما استدرجه الحجاج ليقتله!
وجاء بالسياف والنطع على الارض استعدادا لقطع راسه وفطن من فور دخوله!!!
وقال متمتما بداخله
كلمات ...جعلت كل من بالمجلس يعجب لتصرف الحجاج بعدها فاجله واقعده بقربه واكرمه واشيعه وانصرف وعندما سئل..
قال ناجيت ربي سريعا وقلت
يامفرج الكروب فرج كربي واجعل نقمته بردا وسلاما كما جعلتها على سيدنا ابراهيم عليه السلام...
حتى ان احد الصحابة جائه قطاع طرق لقتله وحاصروه فطلب وقتا قبل مقتله ...
وسن ركعتي القتل..
امن يجيب المضطر اذا دعاه ....وفعلا نجا بلجوءه الى ربه...
فاين صلتنا بالله ؟اتم النعم كلب الجنة فهل نطلبها بقوة لننبذ ملوثات العصر؟
اسمع الاناشيد الدينية انها تطهرني..تقويني تقومني...
نحيي ذكرى الحبيب ونحن نحيي انفسنا بذكراه!!!!
المشكلة ان الحضارة جعلتنا نجعل الكذب مزحة
والسرقة شطارة حتى لو معنوية
والتجاوز في الاخلاق مشاعر يجب الا تلجم
وضياع الوقت والطاقات ترويح عن النفس
وتجاهل الرسالة النافعة في الحيلة بان الظروف قاهرة!!!
واذن ماذا علمتنا الحضارة؟
ونعد لنفس السؤال ماذا ربحنا وماذا خسرنا وهل نحن اقوياء كفاية لنبذ سيئاتها ومخازيها؟
يارب ابعثنا يوم البعث لاخزايا ولامفتونين
لاكفار ولامحزونين
ياخفي الالطاف نجنا مما نخاف!!!
وندعو الله ان يحمينا من انفسنا
الخميس 28 ربيع اول 1427