ذاكرة الجسد(أحلام مستغانمي)

جورج حاجوج : تماهي....
المصدر جورج حاجوج
04 / 02 / 2007
أثارت روايات أحلام مستغانمي الثلاث “ فوضى الحواس “ “ ذاكرة الجسد “، “ عابر سرير “، الكثير من الجدل و كانت موضع أكثر من نقاش و ندوة، و انسحب ذلك على تداول الروايات الثلاث بين القراء بشكل ملحوظ، و استطاعت هذه الروايات أن تشكل في سوق بيع الكتاب و تداوله ما يمكن تسميته بلغة السوق التجارية” ضربة “.....

قليلون أولئك الذين قرؤوا الروايات المذكورة، و لم يستطيعوا إتمام قراءة أي منها، و قليلون أيضاً أولئك الذين لم يجدوا متعة حقيقية في قراءتها، حتى أن البعض و أثناء قراءة واحدة منها، أصابه ما يسمى بنهم القراءة، ذلك أن الكاتبة استطاعت أن تستخدم لغة سردية، مشوقه، معتمدة على مبدأ تداعي الأفكار، هذا المبدأ الذي يحتاج إلى دقة و مراس و مقدرة في استدعاء الأحداث بدءاً من أولها و انتهاء بآخرها ثم العودة إلى الحدث الرئيسي دون أن يضيع القارئ و يتوه في تفاصيل الأحداث المستدعاة... وهذا ما استطاعت الكاتبة إنجازه بمهارة و حرفية عاليتين.

معظم من وقعت بين أيديهم إحدى تلك الروايات، أو ثلاثتها معاً، لم يشتكوا من الاستطالة، ومن تداخل الأحداث، و الانتقال بهم من مكان إلى آخر ومن الحاضر إلى الماضي، بفضل اللغة الحوارية المستخدمة بين شخصيات الرواية، أو لغة المنولوج الداخلي لتداعيات أحد أبطالها.

فوق هذا فإن لغة و عبارات و مفردات الروايات الثلاث كانت أقرب إلى اللغة الشعرية “ النثر “، منها إلى السرد الروائي الذي يحتاج في كثير من الأحيان إلى شيء من الاستطالة و الشرح، و هذا بطبيعة الحال في صميم العمل الروائي، ففي مواضع كثيرة منها تتماهى اللغة ما بين السرد و الشعر المنثور.

تلك اللغة الشعرية الرقيقة و العذبة المستخدمة، دفعت بالبعض إلى حد إعلان أن هناك الكثير من صفحات الروايات الثلاث، و في حال تم تقطيعها، تصلح لأن تكون ديواناً شعرياً منثوراً بحق، و فضلاً عن كون اللغة شعرية بامتياز ، فإنها استطاعت ملامسة الكثيرين في بعض من شجونهم و تأملاتهم و رؤاهم... حتى أن بعض تلك العبارات استوقفت القارئ بدهشة عالية و رغماً عنه ليعلن: كأن هذا الأمر قد حصل معي شخصياً قبل الآن، و قبل أن أقرأ هذه العبارة أو تلك!! ...

...“كالناس الذين تلتقيهم و يولّدون فيك إحساساً مسبقاً بالفقدان، لأنك جئتهم في الوقت الخطأ... “ هذه واحدة من العبارات الواردة في رواية “ عابر سبيل “، وهي كنموذج، تقدم صورة واضحة عن حالة واقعية يمر بها كل منا، و هي – أي العبارة – تظهر المقدرة العالية في ملامسة تأملات الكثيرين... فمن منا لم يمر بمثل هذه الحالة، و يسكنه الألم و المرارة و الحسرة... و لو للحظات؟!...

الإحساس بالوحشة و الفقدان قاسٍ و مؤلم و لا شك، و لكنه في بعض الأحيان، يكون مكملاً لفسيفساء المشاعر الإنسانية، و هنا وجه من وجوه المتعة في أن يعيشه الإنسان...

روايات أحلام مستغانمي و من خلال شعرية السرد و رشاقته استطاعت أن تظهر هذا الوجه بكامل أبعاده و جمالياته.



آخر تحديث ( 04 / 02 / 2007 )
جريدة بلدنا

ذاكرة الجسد مشروع هشام شربتجي
المصدر علا المحمد
11 / 02 / 2007
بعد أيام يستعد المخرج هشام شربتجي لبدء تصوير مسلسل " ذاكرة الجسد " سيناريو وإخراج "هشام شربتجي" وهذا العمل انعكاس للرواية المعروفة ذاكرة الجسد للكاتبة الجزائرية "أحلام مستغانمي" المعالجة الدرامية " للشاعر غازي الديبة " من الأردن، وسيتم التصوير في الجزائر وإسبانيا وتونس وفرنسا والعمل من بطولة " غسان مسعود وكاريس بشار" ومجموعة من الممثلين الجزائريين والتوانسة وممثلين من فرنسا وهو عمل من الإنتاجات الضخمة....

وفي حديث أجرته "بلدنا" مع المخرج شربتجي عن هذا العمل وعن آخر أخباره الفنية قال:
"إن هذا العمل من الأعمال big brodaction والأعمال المهمة وإنتاج المركز العربي في الأردن". وعن رغبته في إخراجه هذا العمل أكد لنا أنه أول عمل عربي تصوير الجزء الأكبر منه في فرنسا وسيشارك في العمل كبار الممثلين الفرنسين والجزائرييين ومن سورية الفنانة كاريس بشار والفنان غسان مسعود، وأضاف إن هذا العمل هو مشروعه الفني: "ذاكرة الجسد هي مشروع هشام شربتجي" وفور الانتهاء من هذا العمل سيدخل في عمل جديد و سيتم تصويره بين دبي والمنامة والسعودية ولندن .

الجدير بالذكر أن رواية "ذاكرة الجسد" كتبت بلغة عربيّة جزلة وحسٍ فنيّ مرهف, وبسرد محكم يدعو إلى الدهشة والإبهار كما أنها تجمع بين منجز الرواية العالميّة وطرائف الحكي المحليّة الموروثة كما قيل عنها وعن كاتبتها التي حطّمت المنفى اللغوي الذي دفع إليه الاستعمار الفرنسي مثقفي الجزائر.



جريدة بلدنا