أقتطف مما كتب الأديب والناقد الدكتور نضال الصالح في تقديمه لمجموعتي القصصية (الهالوك)..
يشغل الوصف مكوّناً لافتاً للنظر من مكوّنات القصّ في الأغلب الأعمّ من النصوص على المستويين الحكائي والدلالي، ولعلّ أبرز ما يتّسم به هذا المكوّن تصدّره فعاليات القصّ، بل مقدّمات المحكيّ القصصي، ويمكن التمثيل لذلك بالنص الأول، "الهالوك"، الذي ما إن يبدأ بجملة إخبارية عامّة، حتى ينطلق وصف المكان /المخيّم على نحو شديد التكثيف والدلالة بآن، وعبر اقتصاد لغوي يتجاوز حدود
الواقع إلى ما هو كنائي أو استعاريّ دالّ على قسوة الحياة في مخيّمات اللجوء القسريّ الذي يكابده فلسطينيو الشتات: "بيوت على نسق واحد، متهالكة يستند بعضها إلى بعض بتراخٍ، تلفظ أنفاسها، وبقايا خشبها، وصفيحها وحطبها، مستلقية سقوفها، وجدرانها، وبواباتها حدّ العناق مع سقوف بيوت متهاوية على الجهة المقابلة في الزقاق الضيّق."
وبعد، فما تقدّم ليس دراسة، أو مقاربة، أو نقداً، بل هو مداخل/مفاتيح إلى عالم عدنان كنفاني القصصي في هذه المجموعة، وبعد، ثانياً ودائماً، فإنّ هذه المجموعة رصيد جديد بحقّ في التجربة القصصية الفلسطينية، بل العربية عامة، كما هي رصيد جديد بحقّ في منجَز مبدعها. وهي، في الحالين معاً وفي سواهما، ليست جديرة بالقراءة فحسب، بل بترحيب القرّاء والنقّاد بآن أيضاً..