قصة كتاب كان أساس النهضة الميكانيكية في الغرب
علوم الحيل والهندسة الميكانيكية لابن الرزاز الجزري
============================
محمد عيد الخربوطلي ------
========
الصورة والكلمة في المخطوطة الإسلامية:
يمتاز الفن الإسلامي بتنوعه وأشكاله وصناعاته وزخرفته وأقاليمه ورجاله، تنوع بلغ من الشدة حداً يصعب فيه أن نجد قطعتين متماثلتين، ومع ذلك فإنه يمتاز بالوحدة، وإذا انتقلنا في الأقطار الإسلامية من قطر إلى قطر، وفي فنونها من فرع إلى فرع، وفي العصور الإسلامية من حقبة إلى حقبة أخرى، فسنرى أن الفن الإسلامي وحدة متماسكة قوية، تتطبع بمظاهر واحدة، وتستمد روحها من إلهام واحد مهما تباينت عناصرها، وتنوعت أشكالها، واختلفت صناعاتها، وتباعدت مواطنها.
ومن الفنون الإسلامية فن التصوير، الذي لعب دوراً مهماً في زخرفة وتحلية الخزف والنسيج والخشب والمعدن وصفحات الكتب، فجعل منها تحفاً فنية تدين بجمالها لما يزخرفها من صور رائعة.
وتقوم دراسة التصوير الإسلامي بصفة أساسية على التصاوير التي رسمت لتزويق المخطوطات وتوضيح نصوصهاً، وتعتبر بمثابة دراسة لفن التصوير البحت الذي يعني بدراسة التصوير لذاته غير متأثر بالفنون التطبيقية الأخرى.
فن الرسوم التوضيحية:
من المؤكد أن فن تزويق المخطوطات بالتصاوير في بداية تكوينه في العصور الأولى، استمد كثيراً من عناصره من فنون أجنبية، كالفن المانوي أو البيزنطي أو السوري المسيحي أو الهلينستي، إلا أن هذه العناصر اتسقت مع باقي العناصر مكونة وحدة ذات طابع خاص وأسلوب واضح.
وتنقسم الرسوم التوضيحية التي زينت المخطوطات الإسلامية إلى قسمين أساسيين:
1- رسوم كانت تصاحب نصوصاً أدبية كالقصص والمقامات والأشعار.
2- رسوم كانت توضح نصوص المخطوطات العلمية مثل كتب الطب والهندسة والحيوان والنبات والفلك.
أهمية المخطوطات العلمية الإسلامية:
تعد المخطوطات العلمية الإسلامية من كنوز التراث العالمي، وهي تروي لنا قصة التطور الديناميكي للمعرفة العلمية خلال مراحل الحضارة العربية الإسلامية، وقد فُقد عدد كبير منها، واستقر الباقي في المكتبات والمتاحف العالمية.
صور المخطوطات العلمية:
كانت المخطوطات العلمية بحكم موضوعها تحتوي على رسوم علمية بحتة، لا تدع للفنان مجالاً لأن يطلق العنان لخياله الفني، فالقصد منها تفسير وتوضيح وشرح للنصوص التي كانت تصاحبها دون تدخل من الرسام، بمعنى أنها كانت جزءاً لا يتجزأ من النصوص نفسها.
ومن أشهر المخطوطات العلمية التي زودت بصور ورسومات، مخطوط (الحيل الميكانيكية) لابن الرزاز الجزري، ففيه رسوم لساعات مائية وأجهزة ميكانيكية، ويمثل نموذجاً فائقاً للبحث العلمي المزود بالصور والرسوم التوضيجية، وهو لهذا سابق لعصره، بالإضافة إلى كون الآلات المصورة والمشروحة بالتفصيل من ابتكار المؤلف نفسه، وهذا ما جعله يحظى بتقدير كبير من الأوساط العلمية، في المدة التي ظهر فيها وبرز جهده العلمي.
فمن هو ابن الرزاز الجزري؟ وما أهمية كتابه؟ وأين توجد نسخه؟
ابن الرزاز الجزري:
إسماعيل بن الرزاز الجزري، ويعرف ببديع الزمان، توفي سنة 607 هـ/ 1210م، مهندس ميكانيكي، ماهر في علوم الحيل، مبدع في صناعتها، إنجازاته تعد مثالاً لما بلغته الفنون الهندسية والصناعات الميكانيكية من مكانة متقدمة في ظل الحضارة العربية الإسلامية.
لا يُعرف تاريخ ولادته، حيث تخلو كتب التراجم من ذكره، ولكن يعتقد من بعض القرائن الخاصة أنه ولد حوالي سنة 561 هـ/ 1165م، وولد وعاش في حصن كيفا الواقع في ديار بكر في الجزيرة السورية المحصورة بين نهري دجلة والفرات بالعراق، ولقب بالجزري نسبة إلى موطنه، وكان حصن كيفا تابعاً لحكم صلاح الدين الأيوبي، وحكامها آل سكمان بن أرتق، وكان الجزري مقرباً عندهم لعلومه، فولوه الأعمال، وارتقى إلى رتبة رئيس المهندسين.
وكان مكلفاً بصفة خاصة في صنع الآلات الميكانيكية، مثل أجهزة التوقيت، وآلات الزراعة والري، والألعاب العجيبة المسلية، ومع كل ما قدمه لم تذكر المصادر أية تفاصيل عن مرحلة الدراسة في حياته، ولكن من المؤكد أنه درس الرياضيات، وما توافر في عصره من معلومات فيزيائية، ومعلومات خاصة بالتطبيقات الصناعية، وأنه كان دائماً يقرن الدراسة النظرية بالتجريب العملي، ولا يثق بالنظريات الهندسية ما لم تؤكدها التجارب العلمية.
إبداعات وإنجازات الجزري:
1- كان الجزري يعتمد على التجربة والمشاهدة.
2- برع في الرسم الصناعي الهندسي.
3- ابتكر كثيراً من الآلات الميكانيكية التي تدل على ذهن هندسي ميكانيكي وقاد فذ.
4- أبدع عدة ساعات.
5- ابتكر عدة آلات تحريك ودواليب ترفع الماء وفوارات
6- أبدع في رسم أشكال هندسية رائعة الجمال، تزين أبواب القصور.
لكن أهم إنجازاته تقع في دائرة الاختراعات الميكانيكية وصناعة الآلات، فقد كان همه صناعة ما ينفع المجتمع من آلات مبتكرة.
ومعظم المعلومات عن إنجازاته مستمدة من كتابه المهم المسمى في معرفة الحيل الهندسية، والحيل هي الوسائل والآلات الميكانيكية، وتسمى كذلك لأن المهندس يحتال في تنفيذها بالخبرات العملية المجربة، والابتكارات غير المألوفة، ويجمع بينهما بالإبداع الذهني.
مؤلفاته:
1- الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل.
2- كتاب الحيل.
3- الحيل في الساعات المائية.
4- الهيئة والأشكال.
أما كتاب الحيل فموجود منه ثلاث نسخ خطية، واحدة في مكتبة سشتربيتي بدبلن ايرلندا تحمل الرقم 4187، والثانية في المكتبة البريطانية بلندن ورقمها 116، أما الثالثة فهي موجودة في مكتبة جامعة ليدن بهولندا ورقمها 656، ويوجد صور لهذه النسخ الثلاثة في معهد التراث بحلب.
ومخطوط الحيل في الساعات المائية موجود في المكتبة الوطنية في كلكته، وهي نسخة نفيسة، تحتوي على صور ملونة ودقيقة، ونسخها يعود إلى القرن 12 هـ تقريباً.
ومخطوط الهيئة والأشكال موجود منه نسخة في مكتبة أحمد الثالث في طوبقابي سراي باستنبول تحمل الرقم 3350، ومنها نسخة مصورة بمعهد التراث بحلب.
الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل:
فرغ من تصنيفه لهذا الكتاب في جمادى الآخرة سنة 602 هـ، في مدينة آمد، بطلب من ملك ديار بكر الناصر لدين الله محمود بن قرا أرسلان بن داود بن سكمان بن أرتق.
أهمية الكتاب:
يعد كتابه هذا أهم مؤلف هندسي وصل إلى عصرنا من جميع الحضارات القديمة والوسيطة التي عرفها العالم حتى عصر النهضة الأوروبية، ولا ترجع هذه الأهمية فقط لاشتمال الكتاب على أوصاف مهمة للآلات الميكانيكية التي ابتكرها ووصفها الجزري، بل ترجع أيضاً إلى اشتماله على طرائق صنعها، فقد وصفت هذه الطرق بتفاصيل وافية، وإرشادات دقيقة، أمكن معها صنعها في عصرنا بأيدي الفنيين، كل ذلك أكسب الكتاب شهرة واسعة، وظفر باهتمام كبير في الغرب، وأتيح له أن يترجم إلى الألمانية والإنكليزية.
كما تتجلى أهمية الكتاب بالأقوال التي قالها بعض المستشرقين الذين اهتموا بأعمال ومنجزات الجزري وبكتابه هذا بشكل خاص.
فقد قال المستشرق (هيلي): "لم تكن بين أيدينا حتى العصور الحديثة أية وثيقة من أية حضارة أخرى في العالم، فيها ما يضاهي ما في كتاب الجزري من غنى في التصاميم، وفي الشروحات الهندسية المتعلقة بطرق الصنع وتجميع الآلات".
وقال (سارتون): "إن هذا الكتاب من أكثر الأعمال تفصيلاً من نوعه، ويمكن اعتباره الذروة في هذا المجال بين الإنجازات الإسلامية"،وبايعه بإمارة الهندسة الإسلامية.
ويقول الباحث (وجيه الشربجي):
"إن هذا الكتاب يتضمن ذخيرة كبير من الوسائل الهيدروليكية والمهارات الميكانيكية العالمية التي ظهرت آثارها في أوربا، عندما تم التوصل إلى اكتشاف التصميم الميكانيكي للمحركات البخارية، ومحركات الاحتراق الداخلي، ومبادئ التحكم الآلي، وهذا التأثير لا يزال ظاهراً في الهندسة الميكانيكية المعاصرة".
هذا المخطوط الذي ترجم إلى الإنكليزية والألمانية والفارسية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بيعت إحدى نسخه الأصلية المنسوخة سنة 715هـ/ 1354م، في مزاد علني بلندن بأكثر من مئة وستين ألف جنيه استرليني، أي ما يعادل ثلاثمئة ألف دولار في نيسان 1978، واشترته مؤسسة (كيفوركيان)، ثم اشترت منها ثلثيها شركة سنيك، ثم ضاعت ولا يعرف حتى اليوم مقرها أو بحوزة من.
وقد نشر (كوماراسوامي) دراسة عن رسومات هذا الكتاب، من وجهة نظره كمؤرخ للفن، وقد اعتمد على النسخة الموجودة في أيا صوفيا.
وصدرت دراسات رائعة عنه، مثل دراسة (كارادي فو) ودراسة الباحثين الألمانيين (نيد هام وهوايت ودرافمان وأثر) وكلهم اعتبروا كتاب الجزري موسوعة هامة في الميكانيك الإسلامي.
وهذا الباحث الفيزيائي الألماني (ايلهارد فيديمان) يكرس جهوده لدراسة نظريات الجزري، وكان يتقن اللغة العربية، فيقوم بنشر الكثير من الأبحاث في المجلات العلمية الألمانية عن براعة الجزري، وإبداعه ودقة تصاميمه.
وقام المستشرق (فرتزهاوسر) بطبع جميع أقسام كتاب الجزري ورسوماته، وعممه على الجامعات الألمانية، وبعدما ترجمه للإنكليزية دونالدهيل كتب موضوعاً جامعاً عن الجزري وتاريخ التكنولوجيا الإسلامية، وبسبب هذا الإنجاز الفريد، نال الدكتور هيل جائزة (دكستر) الدولية، وهي لا تمنح إلاّ لمن يؤدي عملاً متميزاً في مجال التكنولوجيا.
والغريب حقاً أنه بالرغم من وجود خمسين نسخة أصلية من هذا الكتاب القيم في مكتبات العالم الغربي والإسلامي، انحسر الاهتمام به في عصور التدهور، ولم يحفل به أحد من أبناء العرب والمسلمين، الذين ينتمي إليهم الجزري.
ولم يصدر إلاّ في سنة 1977، بتحقيق د. أحمد يوسف الحسن، ونشرته جامعة حلب، معهد التراث العلمي العربي في العدد الأول من مجلة تاريخ العلوم العربية (21- 41)، وقد نشر مشتملاً على رسوم ووصف ما يقارب من خمسين آلة ميكانيكية – هيدروليكية، كالساعات المائية، وآلات رفع المياه، والنوافير التي تستبدل من تلقاء نفسها، وقد اعتمد في نشره على نسخة مخطوطة في مكتبة طوب قبو سراي باستنبول، التي نسخها محمد بن يوسف بن عثمان، وهي نسخة جيدة تشمل حوالي 89 ورقة.
ويقع الكتاب في خمسة أجزاء، يختص كل منها بقسم من أقسام الحيل أو تكنولوجيا الصناعات، كما يجمع بين دفتيه الموضوعات التالية:
- الساعات المائية.
- السفن.
- أحواض القياس.
- النافورات.
- آلات رفع المياه التي تعمل بقوة جريان الماء.
- بعض الآلات المفيدة كالأبواب والأقفال.
وقد ركز في كل أبحاثه على أهمية التجريب، وأهمية الملاحظة الدقيقة للظواهر التي تكون أساساً للاستنتاجات العملية.
وفيه وصف الجزري خمس آلات لرفع المياه، تعمل بقوة جريان الماء في مجراه الطبيعي، وقد جعلها ذات تصميمات مختلفة لتناسب الارتفاعات المتباينة التي يلزم نقل الماء إليها، كما وصف النموذج الأول للمضخة المائية التي مهدت السبيل لابتكار المحرك البخاري، وآلات الضخ التي تعمل بالمكبس أو الاسطوانات المتداخلة.
ومما وصفه العديد من أنواع الساعات المائية والرملية، ومن بينها ساعات مائية تقوم فكرة عملها على تعبئة وتفريغ الماء من وعاء لآخر بمعدل ثابت، وبعض هذه الساعات مزودة بآليات معقدة جداً، تعتمد في عملها على حركة الماء في دورة مغلقة، وينتج عنها مؤثرات خلابة، مثل صدور أصوات موسيقية في أوقات معينة، أو بروز دمى لتؤدي حركات طريفة بغرض التنبيه إلى أوقات الساعة.
نسخ المخطوط:
ولأهمية هذا الكتاب نثبت مكان وجود نسخه الخطية اليوم، واعتمادنا في ذلك كان على الغالب كتاب أعلام الحضارة العربية والإسلامية للباحث زهير حميدان فالمخطوط الأصلي الذي بخط ابن الجزري مفقود، ولكن وصلتنا عدة نسخ أهمها ما يلي:
1- نسخة في طوبقاي سراي باستانبول، نسخت في القرن 13 م وبالتحديد سنة 1254م، وتشمل على 89 ورقة.
2- نسخة أو جزء من نسخة في متحف الفنون الجميلة في واشنطن، وقد أعلن (ضكان) أنها جزء من المخطوط الأصلي، وقد ثبت أنه نزع من مخطوط محفوظ في مكتبة أيا صوفيا، وهي من نسخ خطاط مصري في القرن 14 م، وأجمل ما فيها صور الساعات.
3- نسخة في متحف قرير بواشنطن، تعود إلى القرن 14 م.
4- نسخة في مكتبة أكسفورد، تم نسخها في القرن 15 م بمصر، ولا تختلف رسوماتها عن المخطوطات السابقة كما تقول د. سعاد ماهر.
5- نسخة ضائعة وهي التي كانت ملكاً لمؤسسة كيفوركيان، واشترت ثلثيها شركة سنيك، ولا يعرف مكانها اليوم، لكن المستشرق هيل استطاع الحصول على صورة كاملة لها، ونشر بحثاً مفصلاً عنها، واعتبرها أفضل المخطوطات لهذا الكتاب، وقد انتهى من نسخها قروق بن عبد اللطيف في نهاية رمضان سنة 715 هـ/ 1315م.
6- نسخة في مكتبة أحمد الثالث في طوبقاي سراي باستنبول تحمل رقم 3472، نسخها محمد بن يوسف بن عثمان الحصكفي، نقلاً عن نسخة بخط الجزري المؤلف نفسه، وربما تكون أقدم نسخة تحتوي على رسوم الآلات بشكل جيد، ويقول د. الحسن وقد أضيف إليها بخط مغاير في آخرها 22 صفحة، ربما لسد تلف أصابها وهي ليست في الأصل.
7- وفي نفس المكتبة نسخة ثانية رقم 3351/ A وهي كاملة النص تقريباً نسخت سنة 863هـ/ 1459م.
8- ويوجد نسخة أخرى بنفس المكتبة رقم خزنة 414/ N وهي جيدة شبه كاملة، نسخة سنة 672هـ، تحتوي على رسوم كثيرة، وفيها 12 ورقة ناقصة.
9- ونسخة رابعة تحمل رقم 3461 / A وهي ناقصة في بعض رسومها، وبعض أوراقها، وقد استخدم ناسخها فيها ثلاثة أنواع من الخطوط، وتاريخ نسخها غير معروف.
10- نسخة في المكتبة السلميانية – أيا صوفيا – باستنبول رقمها 3606، نسخت سنة 755هـ/ 1754، يعدها مؤرخو الفنون الإسلامية أفضل مخطوطة لجودة رسومها وجمال خطها، ولكن يوجد نقص في بعض رسومها.
11- وفي نفس المكتبة نسخة ثانية رقم 3006 وهي من نسخ محمد بن أحمد الأرثري سنة 755هـ.
12- نسخة في مكتبة بودليان في أكسفورد رقم 27، مجموعة غريفز، نسخت في سنة 891هـ/ 1486م، وهي جيدة الخط والرسم وشبه كاملة، نشر فيدمان وهاوسر بعض فصولها بالألمانية، كما ترجمها هيل إلى الإنكليزية، وقد نسخت عن نسخة مؤرخة سنة 742هـ، وهي بدورها منقولة عن نسخة المؤلف الجزري.
13- وأيضاً يوجد نسخة أخرى فيها برقم 186، مجموعة فريزر، نسخت سنة 1048هـ/ 1673.
14- نسخة في لندن بالمكتبة البريطانية، برقم 116، فيها بعض الرسوم.
15- في دبلن بهولندا نسخة تحمل رقم 4187، في مكتبة تشيستربيتي، ولكنها ناقصة الأوراق، وبعض رسومها غير واضحة.
16- كما يوجد في المكتبة الوطنية بباريس نسخة برقم 3477 ناقصة، نسخت سنة 890هـ/ 1485م.
17- وأيضاً يوجد نسخة ثانية في باريس تحمل رقم 5110 نسخت في القرن 18م.
18- وفيها نسخة ثالثة مترجمة إلى الفارسية برقم 1145، ترجمت سنة 1291هـ/ 1874م.
19- ورابعة برقم 1145- آ – تشمل مجموعة من الرسوم فقط.
20- أما النسخة الخامسة في باريس فتحمل رقم 5105 – عربي، وهي دون رسوم.
21- وفي مكتبة لينينغراد نسخة برقم 2539، وناسخها شمس الدين بن أبي الفتح الصوفي الميقاني، وأوراقها 53 ورقة، فيها نقص، وتاريخ نسخها غير واضح، وقد نسخها عن نسخة كتبت بتاريخ 4 جمادى الثانية 606هـ.
22- ويوجد نسخة في جامعة هارفرد بكمبردج بالولايات المتحدة، نشرت في كتاب.. طبع في 1924.
23- وفي مكتبة ليدن في هولندا نسخة برقم 656 شرقي، فيها نقص في نصها ورسومها، أما ناسخها فهو محمد المهوراني، نسخها سنة 891هـ نقلاً عن نسخة أبي الفتح، وفيها بعض الرسوم المتوسطة الجودة.
24- وفي نفس المكتبة نسخة ثانية برقم 117 شرقي، بعض رسومها سيئة.
25- في متحف الفنون الجميلة في بوسطن نسخة مصورة بعنوان كتاب في معرفة الحيل الهندسية، ويسمى الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل، كتب عليها من عصر المؤلف القرن 13 م، وقد اعتنى بنشرها مع دراسة عنها (كوماراسومي)، وقد صدرت عن المتحف ذاته.
الخاتمة:
عندما نحرر تراثنا الفكري المخطوط من الطمس القسري الذي فرضته عليه عهود الاحتلال والقهر، ونعمل على رصده وإحيائه مبسطاً ومدروساً بنزاهة وحياد، فإنما نضع أمام الأجيال العربية الطالعة إلى النور، حقيقة انحسار حالة الاستكانة والتكلس، وانتقالنا إلى مرحلة المبادرة والإبداع.
وإذا كانت معاناتنا الفكرية الراهنة تتضمن أسئلة عديدة، فتراثنا العربي والإسلامي بشموليته وأبعاده، يتضمن الإجابات الصحيحة على معظم هذه التساؤلات، وسيجد الإنسان العربي في الصياغات العلمية المتعددة التي قدمها أسلافه حافزاً له على الدخول الجريء في البحث والتقصي، وبخاصة بعد أن توالت البراهين الحسية والوثائقية على ارتباط الحضارة الإسلامية في كل أنواع المعرفة من علم وأدب وفن ورؤى حياتية، وفلسفة وأخلاق.
ولا نقصد من المطالبة بإخراج التراث المخطوط من ظلمات الخزائن إلى عالم القراء الواسع، شد عجلة التاريخ إلى الوراء، أو إثارة مشاعر الاعتزاز بماضي الأمة العربية، بل نهدف دعوة الجيل الناشئ العربي إلى المزيد من الثقة بالنفس ومكافحة الاستلاب والتبعية، واستجماع القوى للانطلاق من جديد من موقع الموقف إلى موقع العطاء الجاد والبناء.
وما أحوجنا في هذه المرحلة من تاريخ الإنسانية التي تعج بضجيج الثورة التكنولوجية والمعلوماتية مهددة باقتلاع الشعوب من جذورها ومحو سماتها، أن نلوذ بالاعتصام بالأصالة والتمسك بالتراث، شريطة أن نستوعب التقنية الحديثة المتقدمة، ونستخدمها لإثبات وجودنا القومي، فوثبتنا يجب أن تنطلق من ركائزنا الروحية والثقافية، لأن محك أية نهضة هو قدرتها على رد التحدي.
وإن شعباً عميق التاريخ كشعبنا العربي، جدير بطلائعه المشرقة، أن يبقى التراث حياً في وعيها، وتعمل بكل طاقاتها للإحاطة بكتب التراث وإعادة نشرها تباعاً، ويجب على مفكريه إقامة صلة وثيقة بين الماضي والحاضر، وصياغة المعطيات المستقبلية على أساس ما قدمه الأولون وما يستنفع به القادمون، ومع كل اتساع نطاق الغزو الثقافي المركز الذي تتعرض له الأمة العربية اليوم، من قبل الأعداء والهادف إلى إفساد الأهمية التاريخية للتراث العربي وتشويهه، تبرز الحاجة الملحة إلى تجذير التراث الفكري، تأكيداً لحضور الهوية الثقافية العربية على الساحة الإنسانية، لنقف في مواجهة أساتذة الإجرام والاختلاس، الذين يتسابقون للسطو على رصيد العرب والمسلمين الحضاري، ولصقه بتاريخهم المزيف.
في هذه الأجواء، أجواء محو العرب والمسلمين من الوجود، تتزايد مسؤولية المثقف العربي في التصاعد علمياً وحضارياً ضمن صراط عقائدي ومسار قومي ينتمي إلى الوطن الذي خلقنا فيه. أ – هـ.
مصادر ترجمته كثيرة أهمها:
1- علم الساعات والعمل بها لرضوان ابن الساعاتي – تحقيق محمد أحمد دهمان (المقدمة 53 – 75).
2- عباقرة الحضارة العربية الإسلامية – محمد غريب جودة (220 – 224).
3- أعلام الحضارة العربية والإسلامية – زهير حميدان 3 (131 – 151).
4- الوسائل التوضيحية في المخطوطات العلمية العربية – سماء زكي المحاسني (52 – 55).
5- الصورة والكلمة في المخطوطات الإسلامية – خلف طايع – مجلة الفيصل عـ 112 أيلول 1985 (90 – 94).
6- مخطوط عربي يباع في لندن – وجيه الشربجي – مجلة الدوحة عـ أكتوبر 1982 (44 – 47).
7- الفنون الإسلامية – د. سعاد ماهر (427 – 441).
8- قطعة نادرة من مخطوطة كتاب الحيوان للجاحظ في مكتبة أمبروزيانا بإيطاليا – د. محمد حسن الحمود – مجلة آفاق الثقافة والتراث – مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث – دبي.
====================================
وهذه بعض الصور من نفس مخطوط الكتاب---
وهذه ايضا
وكذلك هذه--
وهذه---
وهذه---