الحرب على سوريا والرعب لدى الصهاينة
د. فايز أبو شمالة
حالة من الإرباك في مراكز توزيع الكمامات، وتشوش في العمل، وفوضى لدى الصهاينة جراء التدافع والتزاحم، وشكاوي من الإسرائيليين لعدم تسلمهم الكمامات، واجتماعات طارئة لقادة الجبهة الداخلية، إنه الرعب الذي صار عصا غليظة تصفع ظهر الصهاينة، وتطاردهم بالصواريخ، التي تخيلها الصهاينة تتساقط فوق رؤوسهم من أقصى الشمال حتى الجنوب.
التهديد الأمريكي الذي يؤازره الغرب والعرب، تهديد غاشم موجه ضد الشعب السوري ـ بغض النظر عن جرائم الحاكم المدانة ـ هذا التهديد الأمريكي سيحمل الموت والجرح والتدمير للمواطن السوري، إلا أن الفزع إسرائيلي، والخوف إسرائيلي، وبات يطغى على سوق المال في تل أبيب، وعلى سعر الوقود وضرب كل مقومات حياة الصهاينة.
أزعم أن الرعب المرتعش الذي خبط الصهاينة مرده للعوامل التالية:
1ـ دور الصهاينة المباشر في التحريض على ضرب سوريا، ودورهم في التآمر على مصر وعلى القضية الفلسطينية، وعلى باقي الشعوب العربية، التي تغوص قدم الصهاينة في أحشائهم، هذا الدور الصهيوني المتآمر يخفي من خلفه شخصية الصهيوني الجبان الخوار الضعيف، الذي يرتعب من فشل تآمره، ويحسب ألف حساب لأي خطأ في الحساب.
2ـ هذه الحرب التي يتذرع حلفاء أمريكا بأنها جاءت نصرة للشعب السوري، وتحرقاً على الأطفال السوريين الذين حرقهم المجرم بالكيماوي، هي حرب تشن من أجل الصهاينة، ولضمان سلامتهم، ولتحقيق أمنهم، من هنا يجيء الخوف الصهيوني من نتائجها، ويستبقون إلى الملاجئ تحسباً من لحظة الصفر، التي تفاجأ الجميع بخطأ تقديراتهم.
3ـ هشاشة التجمع الصهيوني، وعجزه عن الصمود والصبر، وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه، وهذا أكبر دليل على أن كل الانتصارات الصهيونية التي تحققت في الماضي على الجيوش العربية كان وهمية، وكانت انتصارات زائفة، تمكن الصهاينة من تحقيقها بسهولة من خلال التآمر، أو من خلال تجنيد قيادات عربية عميلة، مكنت الناب الصهيوني في اللحم العربي.
4ـ الغول الذي يرعب الصهاينة هم رجال المقاومة الإسلامية؛ بشقيها اللبناني والفلسطيني، لذلك يحسب الصهاينة ألف حساب لقوات حزب الله، ولاسيما أن الحروب الصهيونية الأخيرة قد أقنعت المجتمع الصهيوني بأنه يواجه عدواً عقائدياً، يصعب ترويعه، ويستحيل اختراقه، ولا يمكن تجنيده، وعجز الصهاينة عن إغرائه بمباهج الدنيا التي أوقعت في حبائلها الكثير من القيادات العربية على مر الزمن الصهيوني الغادر.
الحرب على سوريا ستغير خريطة التحالفات في المنطقة، وستكشف الوجوه السياسية العربية الزائفة، وستفضح عملاء إسرائيل وأمريكا بجلاء، لترتد الحرب عليهم دماراً وهلاكاً.