نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






عتبر حي القيمرية من أقدم أحياء دمشق، وفهو يقع في قلب دمشق القديمة، ويعيده بعضهم إلى العصر الروماني، ولكن تسمية القيمرية تعود إلى العصر الأيوبي، عندما قدم إليها مجموعة من أمراء المجاهدين لرد الغزوات الأفرنجية عن دمشق، فجددوا بناء هذا الحي وأعطوه اسمهم.


ويعود موطن الأسرة القيمرية إلى قلعة قيمر في شمال العراق بين الموصل وخلاط، وقد شكلوا قوة أساسية ساهمت في الأحداث بعد هجرتهم إلى الشام.


وكان صاحب (قلعة قيمر) الأمير المظفر ضياء الدين أبو الفوارس القيمري، ومنها انطلق القيمريون إلى سورية، وشكلت قيمرية دمشق مركز القيادة الإدارية والسياسية والعسكرية لأمراء الأسرة القيمرية


ولم يرد زمن محدد لالتحاق القيمريين بالأيوبيين، ويمكن القول إن البداية الفعلية لالتحاقهم كانت في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي، وهناك قولان.


ويرجع القول الأول التحاق للقيمريين بالأيوبيين إلى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي في أواخر الثاني عشر الميلادي، بينما الثاني يعيدهم إلى بداية القرن الثالث عشر الميلادي ضمن أحداث سنة 1209م كأول ظهور فعال لهم على الساحة.


واشتهر الحي باسم القيمرية بعد أن سكن فيه الأمير حسام الدين القيمري وكان قد لجأ إلى قلعة قيمر في عام 1250م، ثم قدم إلى دمشق والتحق بعدها بالملك الأشراف الأيوبي الذي حكم بين عامي 1218 و1237م.


ويحد القيمرية من الشرق حي باب توما ومن الغرب الجامع الأموي بدءاً من منطقة النوفرة، ومن الشمال تحده حارة الجورة، ومن الجنوب شارع مدحت باشا، ويتصل الحي بباب توما عبر زقاق حمام البكري.


وفي الحي الكثير من الآثار والأسواق والخانات الشهيرة، ومن معالمه التاريخية باب جيرون أحد أبواب معبد جوبيتر من العهد الروماني والكنيسة المريمية ومكتب عنبر وبيت جبري.


ومن الحمامات حمام البكري، وحمام نور الدين الشهيد، ومن الأسواق الخياطين، والبزورية، ومن الخانات خان أسعد باشا، وخان السفرجلاني.


وتتميز بيوت القيمرية بنسجيها المعماري الخاص حيث الباحة الداخلية والإيوان والبحرة، ولكن للأسف هجرها السكان ليتحول كثير منها إلى مطاعم وفنادق.


ومن هذا الحي خرج كثير من المناضلين ضد الاحتلال الفرنسي، وكذلك عدد من الزعماء الذين تولوا مناصب رفيعة، ومنهم يوسف العظمة وزير الحربية وقائد معركة ميسلون، والرئيس في عهد الانتداب تاج الدين الحسني. وزعيم الكتلة الوطنية عبد الرحمن الشهبندر.


كما توجد عائلات كبيرة من مختلف الأديان والمذاهب مثل الصواف والربّاط، ومرتضى والمحايري والعكام والأظن والنـوري والقطـان والشلاح والنحاس والزيات ونظـام وجبري، ومن العائلات المسيحية العريقة بيت أبو كسم، وبيت المعقد.


ومن اللافت للنظر أن أهل القيميرية نأوا بأنفسهم عن المناوشات التي كانت تحدث بين سكان الأحياء القديمة، كتلك التي كانت تجري بين الميادنة والشواغرة (سكان الميدان والشاغور) أو بين الميادنة والصوالحة (سكان الصالحية).
.
البوست من الاخت masa al_sadat
و الصورة من الاخ muhamad
.
R@mî