بسم الله الرحمن الرحيم



شِخْنا
ولكنّا نعلم أن:
كثيراً من أصول التربية تنقصنا!





معلّمة ،
ولكن عن حبّ








المعلمة

وزجاجة عِطر أُمّه الميتة


رائحتك اليوم مثل رائحة أمّي !


منقولة من القصص المؤثّر
في منتدى التدريب الشامل

عدّلها: فيصل الملوحيّ


حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، نظرت لتلاميذها وألقت على مسامع التلاميذ - كما ألفت أن تقول من قبل - جملة لطيفة تجاملهم بها: إنني أحبّكم جميعاً، .

هكذا كما يفعل كلّ المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت أضمرت في نفسها استثناء تلميذ يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.

راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولحظت أنه لا يلعب مع الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج.
بلغ الأمر بها أنّها كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ،
فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في الأخير. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!! لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي يتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية وحبّ . وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، محبوب لدى زملائه في الصف، لكنه منزعج قلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن يعنيه الأمر، والحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطوٍ على نفسه، ولا يبدي كثيرا من الرغبة في الدراسة، ليس لديه كثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل من نفسها على ما بدر منها،و تأزم موقفها إلى أسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي،
وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما توقّف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها، ووضعت قطرات من العِطر على معصمها.
ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة أُمّي.
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء مدة ساعة على الأقل،
لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمّه الراحلة
ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال الموادّ كافّة "معلّمة صفّ.
وقد أولت السيدة تومسون عناية خاصة بتيدي، وحينما بدأت .التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه،

وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وفي ختام السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الصفّ.
وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها إنه أكمل المرحلة الثانوية،
وأحرز المرتبة الثالثة في صفّه،وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه:"أصبحت الأشياء صعبة،
وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً في الجامعة بدرجة الشرف الأولى،

وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحبّ معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه حصل على درجة البكالوريوس، وقرر أن يتقدم في الدراسة،وأكدّلها مرّة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه:"إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما َسبق أن أخبرها بأن والده توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، و وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداها إيّاه في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة خلت، وكانت إحدى أحجاره ناقصة، بل أكثر من ذلك فقد تأكد من تعطّرها بذلك العطر نفسه الذي ذَكّر بأمه في آخر عيد ميلاد!! .
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرلك ثقتك بي، وأشكرلك أجزل الشكر أن جعلتني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً متميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ:

لقد كنت

أنت من علّمني

أن أكون
معلمة مبرزة متميزة
ولو كان عن غير قصد وعفو الخاطر.
لم أكن أعرف أن أعلِّم، حتى قابلتك.




( تيدي ستودارد: الطبيب الذائع الصيت، لديه جناح باسم مركز "ستودارد لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية فقط وإنما في الولايات المتحدة الأمريكية) .