مساحات في القلوب
عندما سحبت قلبها من صدرها وكتبت على صفحاته أني أحبها وحاولت إرجاعه لمكانه كانت قد ماتت ...
ولما مررت بشجرة أوراقها تشبه رسمه القلب ترددت أن أكتب شيئا عليها خوفا من اصفرارها خجلا أو هـّما من رجفتي أو من قبلتي على أخضرارها .............
سلكت طريق الكتب والأساطير وعلم التشريح كي أفهم مـَن صّور القلب لنا على شكل الكمثرى قبل كسر الأضلاع في وجه الحب - أو مـَن أسكَن العشق في حجراته وجدته من اختراع وهم الحقيقة في ثنايا الروح – وأن القلب والعقل لا يلتقيان إلا في تنفيذ الأوامر فينبض القلب عندما العقل يريد ويتوقف العقل عندما القلب يريد فتتساقط دموع العقل ماء وملحا– وتذرف دموع القلب هوى وسحرا ....
عندما كنت اصطاد الأسماك بكل أحجامها من الأنهار والبحار والمحيطات في سفن بنتها لي الحوريات الساكنات هناك –رأيت فن القتل والموت والإختفاء بين الأسماك والحب أيضا – وعرفت أن بعضها تحوي قلبا واحدا أو أكثر وبعضها لا قلب لها وتتصارع على البقاء .......
وعندما كنت أراقب أحد النطاسين وهو يقبض على قلب يوصل إليه الوريد والشريان والدم كان ينظر إليه كقطعة لحم – وقلبه ينبض رحمة وعشقا - بينما كانت حبيبتي تنظر إليه مخزنا للذكريات ...............
وفي حجرتي عندما كنت اتكىء على ثيابها بعد رحيلها عني وأنا فكر بعقلي كيف ضاعت مني كان دقات قلبي تشعرني أنها أسرع من النبض وأن قلبي يحوي الحب في داخل الحجرات .
نشأت حداد