بَيْـــنَ الثُّلُــــوجِ
هبة الفقي
رَصَّعْتُ فَوْقَ الثَّلْجِ إسْمكَ أوْحَدَا
فتـَـلألأتْ حَبَّاتـــهُ مِثْل النـَّــدَى
والْقلْبُ غَرَّدَ لَحْنَ حُبِــكَ بارِعاً
والثَّلْجُ منْ حرِّ الصَّبابَـــةِ ردَّدَا
وكَنَسْمــةٍ بينْ الثَّلـُـوجِ تَدَلَّلَـــتْ
قَدْ جاءَ هَمْسُكَ والرَّبيعُ تَجَـــدَّدَا
مَالي ومَا للبـَـــرْدِ إِنِّي مُغـْــرَمٌ
والشَّوْقُ جَمْــرٌ في الْفُؤادِ تَوقَّــدَا
أَنْتَ القَصِيدُ خَتمْتُ بَعْدكَ جُمْلَتي
وهَواكَ حينَ بَدَأتُ كانَ الْمُبْتـَــدَا
يا نَوْرَسَ الْحُبِ الْمُرابِط في دَمِي
سَيَظلُّ عُشُّــكَ بالضُّلُوعِ مُمَــــدَّدَا
فَافْردْ جِناحكَ للسَّعــادَةِ مَوْطِنَا
مَا زالَ قَلْبي للغَرامِ هُو الْمَــدَى
يا بُلْبـُــلَ الْعُشَّــاقِ مُذْ نادَيْتَني
لَبَّاكَ قَلْبي والْحَنيـــنُ تَولَّـــدَا
أَطْـرَبْتَ نَفْسَاً هَادَ بعْـــدكَ لَحْنُــها
والْفَنُ أضْحَى في الْوجُودِ مُقلَّــدَا
أبْصَرْتُ لونَ الثلجِ هاجَتْ مُهْجَتي
فَصَفاءُ وَجْهكَ فوْقَ صفْحَتِهِ بـَــدَا
والثلـــجُ أَلْبَـــسَ للْبَسيطَــةِ ثَـوْبها
في يـَـوْمِ عُــرْسٍ بالْبَهاءِ تَفـَــرَّدَا
وكَمِثْلهِ قدْ حَاكَ حُبُكَ بَهْجَتـِــي
فلَبِسْتُ دونَ النَّاسِ ثوْباً أَمْجَدَا
مِثْل الثُّلُوجِ يزِيــنُ حُبكَ طَلَّتـِـي
ولَمسْتَ روحي فالْعَذاب تَبـَــدَّدَا
لكــنَّ بيْنــكَ والثُّلـــوجِ لفــارِقٌ
تَفْنى الثُّلوجُ وسِحْرْ حُبِكَ خُلِّـــدَا
ودَّعْتُ قبْلكَ كُلَّ أصْنافِ الهَوَى
وهَــواكَ مُذْ لقْياكَ يَحْيا مُفـْـرَدَا
شَهِدَتْ بُحورُ الْعِشْقِ أنِّي دُرُّها
وبِأنَّ مَا مِثْلي مُحِـــبٌ أنْشَــــدَا
حَتَّى حُروفُ الْوجْدِ عنْدي سِرّها
مَا قِيـــلَ فيها أوْ يُقــالُ مُجـَــدَّدَا
إنِّي حَملْتُ عن الْقلُوبِ لِواءها
فغَدوْتُ نَجْماً للهُيـــامِ مُشَيَّـدَا
وبِكلِّ سِحْر الضَّادِ غَنَّتْ أحْرُفي
فَالْكَوْنُ أَزْهَــرَ والْقَصِيدُ تَوَرَّدَا
15-1-2015