الكل ينفخ في قربة مقطوعة
فتحت عيني على الدنيا منذ حوالي خمس وخمسون عاماً ومن يومها وانا لا أسمع ولا أرى إلا الاختلاف والقتل لبعضنا ومحاولة كل طرف استئصال الآخر ونخب فكريو مثقفة لا تعرف قيمة أو حق للمواطن وأنظمة تستأسد على مواطنيها فقط ....
أمة منقسمة وتدعو إلى الوحدة طريقاً للنهضة والقضاء على العدو الصهيوني ولكنها تمارس نهج تكريس الفرقة وتعميقها وكل طرف يتهم الآخر بالعمالة والخيانة والتآمر على المشروع الوطني والقومي ...
هل لأحد يجيبني أمة هذا حالها كيف لها أن تنتصر أو تحقق نهضة أو تحصل على الحد الأدنى من الاحترام بين الأمم؟
تباً لمثقف لا يعرف أين مصلحة الوطن!
تباً لمثقف يتمترس خلف فكر عفن عفا عليه الزمن
تباً لمثقف لا يتعلم من أخطاء الماضي والحاضر
تبا لثقف يتشدق ويتفزلك بالحديث عن المؤامرة ويكون أول المشاركين فيها
ثباً لمثقف لا أعمى لا يرى إلا بعين واحدة!
تباً لمثقف ى يعرف قيمة الوطن والمواطن لا يعترف بحقه في حياة كريمةً
تباً لمثقف يناقش النتائج ويدافع عن المسببات ويحميها!
تباً لمثقف لا يسمو على يهمه إلا التنظير وإثارة الأحقاد والكراهية بين ابناء الوطن بجهله نخبويته وعنجهيته!
تباً لمثقف ترك فلسطيننا واقصانا يجتاحه ذلك الخطر وانشغل بمعركة ليست معركته!
تباً لمثقف يدافع عن أنظمة هي سبب نكباتنا وهزائمنا وغرورها واستعلائها سبب استجلاب العدو الخارجي لوطننا ولا يريد الاعتراف بالحقيقة!
تباً لمثقف يدافع عن أنظمة عمالتها ليست خافية على أحد واعتلت كرسي الحكم على أنقاض وإجهاض المشروع الوطني والقومي وأكبر ثورة عربية معاصرة ولاحقتها في كل مكان ومازالت ويلبسها ثوب الثورية والوطنية!
تباً لكل مثقف جاهل تحركه أحقاده الفكرية والأيديولوجية وهمه تصفية الحسابات مع شركائه في الوطن باتهامهم بالعمالة والخيانة وغيرها
تباً ... وتباً ... وتباً ... لكل دعي للثقافة والنضال لا يحسن اختيار ما يكتب ولا يعرف أين مصلحة الوطن والأمة وتحول إلى خادم مخلص للعدو ويظن نفسه مخلص ووطني
تباً للجهل المتلفح بأثواب الثقافة والوعي
حقاً أننا لأمة ضحكت وستبقى تضحك من جهلها الأمم ما دامت لا يعلو فيها إلا زعيق ونعيق الغربان والنخب الجاهلة التي يحركها حقدها وجهلها