الباب ..

فُدِيتِ ؛ يَئِنُّ البابُ " سَلوَى " ؛ وَ أُقسِمُ :=( أَراهُ حَزِينًا , بَعدَ ما كانَ يَبسِمُ !
وَ أَنَّ لَهُ دَمعًا ! وَ ما مِنْ مَدامِعٍ !=وَ أَنَّ لَهُ صَوتًا ! وَ لَيسَ لَهُ فَمُ ! )
يَبُوحُ لِيَ المِصراعُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ=أُلَامِسُهُ أَنَّا مَشُوقٌ وَ مُغرَمُ
وَ لَكِنَّنِي فَضلًا عَلَى الشَّوقِ مُعدَمٌ=فُؤَادِيَ مَكلُومٌ ؛ وَ ضِلعِي مُحَطَّمُ
أَضَرَّ بِنا التَّنزافُ ؛ حَتَّى كَأَنَّنا=شَرِيكانِ فِي البَلوَى , فَصِيحٌ وَ مُلجَمُ
وَ لَستُ مُفِيدًا مِنْ فَصاحَةِ أَحرُفِي=وَ لَيسَ مُضِّرُّ البابَ أَنَّهُ أَعجَمُ
يَرِقُّ لِحالِي كُلَّما نُحتُ ناحَ لِي=لِيَرتِقَ جُرحَينا إِذا انتَفَضَ الدَّمُ
وَ ما عَجَبِي أَنِّي أَنُوحُ بِحُرقَةٍ=وَ لَكِنَّ عُجبِي مِنْ حَدِيدٍ يُبَلسِمُ !
أَصُبُّ عَلَى أَعتابِهِ دَمعَ مُقلَتِي=وَ أَمسَحُ بِالتُّربانِ خَدِّي وَ أَلطُمُ
أُطِلُّ بِرَأسِي بَينَ قُضبانِهِ عَلَى=حَدِيقَتِكِ الفُضلَى إِذِ اليَومَ تَجهَمُ
وَ كَرمٍ هُنا ذِي دالِياتٍ , تَعَلَّقَتْ=عَلَيها عَناقِيدٌ بِقُربِكِ تَحلُمُ
أَراهُنَّ أَطلالًا حَزانَى بَواكِيًا=كَأَنَّ لَهُنَّ البُؤسَ أَمرٌ مُحَتَّمُ
وَ أَذكُرُ يا " سَلوايَ " سَلوَى قُلُوبِنا=إِذا ما قَضَينا اللَّيلَ فِيهِنَّ نَلثَمُ
أَتارِكَةً بِالحَيِّ قَلبًا مُمَزَّقًا=وَ صاحِبُهُ المُلتاعُ صَبٌّ مُكَلَّمُ
وَ ناثِرَةً أَشواقِيَ - اليَومَ - أَدمُعًا=أَمِثلِيَ تَشتاقِينَ ؟ وَ الرُّوحُ تَألَمُ ؟
أَمَ انَّكِ فِي شُغلٍ عَنِ الوَجدِ ؟ بَينَما=نَحِيبِيَ مَوصُولٌ ! وَ طَوقِيَ مُحكَمُ !
نَزَعتِ ضُلُوعَ الصَّدرِ فِي شَرِّ ضَربَةٍ=وَ أَحرَقتِنِي وَ القَهرُ فِي الرُّوحِ مِيسَمُ
وَ أَهلُوكِ أَهلُ الكِبرِ إِذْ أَنكَرُوا الهَوَى=رَعَيتُ لَهُمْ وُدِّي فَباعُوا وَ أَحجَمُوا
أَنا العاشِقُ المَفجُوعُ فِي وَحدَتِي ؛ أَنا=هَوَيتُ فَزادُونِي العَذابَ ؛ هُمُ هُمُ
وَ قُلتُ لَهُمْ : ( إِنِّي قَتِيلٌ بِبابِكُم=عَشِيقٌ ؛ وَ أَشواقِي تُشَلُّ وَ تُصلَمُ
وَ قَلبِي لِبِنتٍ عِندَكُمْ قَدْ وَهَبتُهُ=فَباتَ هَشِيمًا فِي لَظَى الصَّبرِ يُضرَمُ )
وَ لَكِنَّهُمْ راحُوا ! فَرُحتِ ! وَ لَمْ أَزَلْ=وَفِيًّا إِذا بِعتِ الهَوَى ! لَستُ أَسأَمُ
رَحَلتِ ؛ وَ لَا ذِكرَى تَمُرُّ سُيُوفُها=عَلَى مُهجَتِي إِلَّا تَشُقُّ وَ تَثلِمُ
وَ غادَرتِنِي حَتَّى أَضَعتُ مَلامِحِي=وَ تُهتُ فَلَا عَمٌ يَدُلُّ ؛ وَ لَا حَمُ
حَنانَيكِ ؛ ما عِندِي إِذا البابُ أَنَّ لِي=سِوَى أَنَّةٍ حَرَّى وَ جَرحٍ يُدَمدِمُ
وَ لَيسَ لَهُ عِندِي مِنَ الرَّدِّ ما يَفِي=بِأَسئِلَةٍ فَتَّاكَةٍ فِيهِ تَزخَمُ
فَأَكذُبُهُ أَنَّ الزَّمانَ دَواؤُنا=وَ يَكذُبُنِي أَنَّ التَّصَبُّرَ مَرهَمُ
وَ يَزعُمُ لِي أَنَّا مُعِيدانِ عِشقَنا=إِذا عُدتِ يا " سَلوَى " , وَ لِلبابِ أَزعُمُ