لمحتها قادمة تدفع عربتها امامها و فيها بعض المشتريات .. قفزت ذاكرتي قفزة عالية باتجاه سنوات بعيدة جدا كنت فيها طالبة في المرحلة الثانوية
لا بد انها هي .. كذا حدثتني نفسي و اثنت عليها ذاكرتي التي لم تخذلني يوما
خفت ان اسالها فيخيب ظني .. لكنني متعودة على ان احادث اناسا لا اعرفهم فكيف بمن حدثني قلبي انه قريب كل القرب
اقتربت منها بحذر تلك الطالبة في الصف العاشر
_ مساء الخير ياسيدتي
_ مساء النور
_ هل حضرتك المدرسة سناء المصري ؟
_ نعم انا هي
كان في عينيها استفهام و ابتسامة رقيقة
_ انا ريم بدر الدين الطالبة من الصف العاشر
_ عرفتك يا ابنتي كنت طالبة مميزة
كعادة كل من يسأل عن حصيلة عمله و ثمرة جهده سألتني
_ ريم ماذا انجزت؟
بفخر كبير و انا تلك الطالبة الصغيرة التي اضحت كبيرة و كأنني حصلت علامات عالية تجعلني اقف امامها بثقة
_ ماجستير ادب انجليزي و اعمل في الصحافة و الترجمة
ثم بفرحة من عثر على كنز اضافي
_ انستي الغالية صدرت لي ايضا روايتين
_ انا فخورة جدا بك و هذه الاخبار تملأ قلبي بالسعادة
خرجنا من باب المركز التجاري فقالت معلمتي للحارس عند الباب
_ هذه ابنتي و طالبتي منذ زمن طويل
ثم اخبرتني: احتفظت ببعض الدفاتر لطالباتي المميزات في مسيرة حياتي التدريسية و منذ فترة اعدت قراءة دفترك الخاص بالتعبير الكتابي و سالت نفسي عنك و ها انا ذي التقيك اليوم
شكرا لك معلمتي الغالية فقد منحتني جرعة من الاطاقة الايجابية التي لا احظى بها كثيرا
المدرسة سناء المصري من اكفأ معلمات اللغة العربية في دمشق قامت بالتدريس لما يزيد عن ثلاثين عاما في مدارس دمشق و علمتني في الصف الاول الثانوي في مدرسة حسن شعيرية