السلام عليكم
حقيقة ما دعاني للرجوع لأصول كلمة عرب , خشية من أن تغدو كلمة لا محل لها من الإعراب...لذا يجب أن نسطر سطورنا هذه في واقع يتصيدنا في صميم عروبتنا , كي لانسدل الستار على تلك الكلمة الذهبية التي لم يعد لها رنين الذهب الآن.
ومازلنا تنتظر فارسا مغوارا يجمع في خلاله خلاصة فرسان العرب والعروبة التي نعرف.
****************
بكل حزن لم يدرج غوغل ولا بحث واحد حقيقي وقوي وشامل لكلمة عرب...إنما قصاصات متفرقة كحالنا تحتاج تهذيب وتلميع وتصويب..
***************
1-معجميا:
أ- مختارات من لسان العرب:
العُرْبُ، بالضم، وبالتحريكِ‏:‏ خِلاف العَجَمِ، مُؤَنَّثٌ، وهُمْ سُكَّانُ الأمصار، أو عامٌّ‏.‏
والْأَعْرابُ منهم‏:‏ سُكَّانُ الباديةِ، لا واحدَ له، ويُجْمَعُ‏:‏ أعاريبَ‏.‏
وعَرَبٌ عارِبَةٌ وعَرْباءُ وعَرِبَةٌ‏:‏ صُرَحاءُ،
ومُتَعَرِّبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ‏:‏ دُخَلاءُ‏.‏
وعَرَبيُّ، بَيِّنُ العُروبَةِ والعُروبِيَّةِ‏.‏
والعَرَبِيُّ‏:‏ شَعيرٌ أبيض، وسُنْبُلُهُ حَرْفانِ‏.‏
والإِعْرابُ‏:‏ الإِبانَةُ والإِفْصاحُ‏(‏عن الشيءِ‏)‏
والتَّزَوُّجُ بالعَروبِ‏:‏ للمَرْأةِ المُتَحَبِّبةِ إلى زَوْجِها، أو العاصِيَةِ لَهُ، أو العاشِقَةِ لَهُ، أو المُتَحَبِّبَةِ
إليه المُظْهرةِ له ذلك، أو الضحَّاكَةِ،
ج‏:‏ عُرُبٌ، كالعَروبَةِ و العَرِبَةِ،
ج‏:‏ عَرِباتٌ‏.‏
والعَرْبُ‏:‏ النَّشاطُ، ويُحَرَّكُ، وبالكسر‏:‏ يَبِيسُ البُهْمَى، وبالتَّحريكِ‏:‏ فَسادُ المَعِدَةِ، والماءُ
الكثيرُ الصَّافي، ويُكْسَرُ راؤُه،
ويَعْرُبُ بنُ قَحْطانَ‏:‏ أبو اليَمَنِ، قيلَ‏:‏ أوَّلُ من تَكلَّمَ بالعَرَبيَّةِ‏.‏ وبَشيرُ بنُ جابِرِ بنِ عُرابٍ، كغُرابٍ‏:‏ صَحابيُّ‏.‏ وعُرابيُّ بن معاوِيَةَ بنِ عُرابِيٍّ، بالضم‏:‏ من أتباع التَّابِعينَ‏.‏ وعَرابِيُّ، بالفتح‏:‏ لَقَبُ محمدِ بنِ الحُسَينِ بنِ المُباركِ‏.‏
*****
ب-معاني واشتقاقات كلمة (عرب)من مختار الصحاح:
(العَرَبُ) جيل من الناس والنسبة إليهم (عَرَبيٌّ)
وهم أهل الأمصار, و(الأعراب)منهم سكان البادية خاصة
والنسبة إليهم(أعرابي) وليس( الأعراب)جمعاً لعرب بل هو اسم جنس, و(العرب)
العاربة الخُلَّص منهم أكد من لفظه كليل لائل,وربما قالوا (العربُ العَرْباء) و (تَعَرَّبَ)
تشبَّه بالعرب, و(العرب المستعربة) بكسر الراء
الذين ليسوا بخُلَّصٍ وكذا (المُتَعَرّبَة) بكسر الراء وتشديدها, و(العربية)
هي هذه اللغة, و(العَرَب) و(العُرْب)
واحده العَجَم والعُجْم,والإبل(العِراب) بكسر العين, و(أعْرَبَ)
بحجته أفصح بها,ولم يتق أحداً,وفي الحديث:
(الثيبُ تعرب عن نفسها)أي تفصح,و(عَرَّبََ)عليه فِعلَه( تعريباً) قَبَّحَ, وفي الحديث
(عرّبوا عليه)أي ردوا عليه بالإنكار, و(العَرُوب) من النساء بوزن العروس
المتحببة إلى زوجها والجمع (عُرُب) بضمتين.
*********************
نحويا:
يقول الأستاذ حسين بن حيدر[1]
بإمكانك ، إذا أردت أن تعرف معنى كلمة ، بأن تقلبها في مادتها ، فمثلاً مادة : ( ع رب ) ، ينتج عنها ( ع ر ب ) ، ( ع ب ر ) ، ( ب ر ع ) ، ( ب ع ر ) ، ( ر ع ب ) ، ( ر ب ع ) ستة جذور ، وترجع لتعرف معنى كل تركيب على حدة ، ومن ثم تستخلص معنى جامع للجذور الستة ، وتقارن بين المعنى الخاص لكل جذر والمعنى المشترك للمادة .
__________________
حسين بن حيدر محبوب الهاشمي الحسيني
ويمكننا الاستعانة بالباحث العربي اللغوي[2]:
وسنختار بعضا من التراكيب الواردة في الباحث مما يلتقي ببحثنا هذا مستعينين بالقواميس:
رجل معرب إذا كان فصيحاً ، وإن كان عجمي النسب .
ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب .
والأعرابي إذا قيل له : يا عربي ! فرح بذلك وهش له .
والعربي إذا قيل له : يا أعرابي ! غضب له . فمن نزل البادية ، أو جاور البادين وظعن بظعنهم ، وانتوى بانتوائهم : فهم أعراب ؛ ومن نزل بلاد الريف واستوطن مدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب : فهم عرب ، وإن لم يكونوا فصحاء .
وقول اللّه ، عز وجل : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا ،قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا، وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا . فهؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، المدينة، طمعاً في الصدقات ، لا رغبة في الإسلام ، فسماهم اللّه تعالى العرب ؛ ومثلْهم الذين ذكرهم اللّه في سورة التوبة، فقال : الأَعْرابُ أَشدّ كُفراً ونِفاقاً ؛ الآية . قال الأزهري : والذي لا يفرق بين العربي والأعراب والعربي والأعرابي ، ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية ، وهو لا يميز بين العرب والأعراب ، ولا يجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار أعراب ، إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية ، وسكنوا المدن ، سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى ، والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة ، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم ، واقتنوا نعماً ، ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة ، قيل : قد تعربوا أي صاروا أعراباً ، بعدما كانوا عرباً .
وقال الأزهري : الإعراب والتعريب معناهما واحد ، وهو الإبانة ؛ يقال : أعرب عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح .
والإعراب الذي هو النحو إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ .
والتعريب : أن يتخذ فرساً عربياً .
ورجل معربٌ : معه فرسٌ عربيٌّ .
وأعرب عن الرجل : بين عنه .
وعرب عنه : تكلم بحجته .
ولو أخذنا فقرة أخرى تهمنا:
والعربية : هي هذه اللغة .واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً فقال بعضهم : أول من أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان،وهو أبو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة ، ونشأ إسماعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، معهم فتكلم بلسانهم ، فهو وأولاده : العرب المستعربة ؛ وقيل : إن أولاد إسماعيل نشئوا بعربة ، وهي من تهامة ، فنسبوا إلى بلدهم .
وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : خمسة أنبياء من العرب ، وهم : محمد ، وإسماعيل ، وشعيب ، وصالح ، وهود ، صلوات اللّه عليهم



3-تاريخيا:
يكمن الفرق في عالم البحث التاريخي عن حضارة ما حال وجود كتابة من عدمه .وما نعرف أن أول حضارة عربية غير كاتبة كانت بدايتها من وادي الناطوف في فلسطين 10000ق.م[3]
أما الحضارة الكتابية فقد تزامنت بين نقادة 2 في مصر 3600-3300ق.م والفيوم في مصر والوركاء في العراق إلى أن وصلت لليونان والرومان.
ورغم هذا لا تكفي المدونات المصرية والسومرية لإقامة الدليل الكامل.
إن مكونات أمة ما يعتمد على : اللغة-الجغرافية-الهدف المشترك.
وهنا نصنف ونفرق بين عرب وافدة وعرب أصيلة.
فالوافدة كل من وفد من الهلال الخصيب لمكة بداية حيث كان هناك قبيلة جرهم(العرب الأصيلة) التي بادت.
الوافدة استعربت مياه مكة واستعملتها فهي عاربة والبائدة التي بادت منها, والباقية من بقي إلى زمننا الآن.
لا نعرف لغة أم للهجة العدنانية التي وصلتنا ,لكن ما سطره التاريخ هو 33 حضارة ولغة مرت على الوطن العربي ويجب أن ندرك أن ليس من تكلم لغة ما صار من هذه الأمة ويمكننا مقارنتها بزمننا هذا لإقامة الحجة المقنعة, فهناك شعوب مسلمة تتحدث بلغة القرآن لكنها ليست عربية.[4]
يقول الدكتور قبيسي في كتابه المذكور هو أن التاريخ قد استلب منها حسب الفكر التوراتي, فمن أين أتى مفهوم السامية.؟ هل هو تمييز مفتعل وقد نجا تفسير الألوسي ورشيد رضا من الإسرائيليات التي وقع فيها ابن كثيرة(كان نبه لذلك في كتابه) الأثير والطبري ...؟
وقد يقفز سؤال عابر هنا متى ضم التوراة للإنجيل ؟ أو العكس؟فهل هو انفصام في الشخصية الدينية لما أريد قراءة الإنجيل فأراني أقرأ الاثنين معا؟[5]
ما يحب أن نعيه بجدية هو أن الإسرائيليات وفي المصطلح التوراتي كلمة عرب تعني البداوة والصحراء( يمكنك زيارة غوغل والبحث عن كلمة عرب لتعرف مدى الغش التاريخي الذي ناله من خلال مواقع عربية وغربية على السواء) ولو عدنا للمعاني عربة اسماعيل:بئر زمزم
بئر عروب: كثير الماء
وادي عربة: وادي الماء
امرأة عروب: امرأة متوددة إلى زوجها كالماء الصافي.
في الآرامية:
ذا رب بيت عربا:هذا مدير دائرة الماء
في الأجاريتية:
راكب عربة: راكب غنمه
في الأكادية:
عربتو: جو غائم حامل للماء.
وهذا ما وجدناه في قواميسنا!![6]
*************
لمعرفة الحضارات التي توالت في الهلال الخصيب وقتئذ يشرح عنها الدكتور في ص 28-29 وهو هام جدا.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
4-في القرآن:
قد وردت كلمة عربي في عدة مواضع من القرآن الكريم أشهرها قول الله تعالى: ? إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)? سورة يوسف[7]

ومن المعروف عند الكثيرين أن الكلمة هنا معناها أن القرآن قد أنزله الله تعالى باللغة العربية، ولكن إن حاولت أن تتدبر النصوص الأخرى التي أتت بها هذه الكلمة بحياد تام قد تصل إلى نتيجة أخرى وأن كلمة قرآن عربي ليس مقصود بها قرآن باللغة العربية، فإن أردنا معرفة دلالة كلمة عربياً هنا فأصوب طريقة هو مقارنتها بمواقع ورودها في أماكن أخرى في النصوص القرآنية ومحاولة الوصول إلى ما تقصده الكلمة، فإن تدبرت قول الله تعالى: ? وَكَذَلِكَ أَنْـزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ (37)? سورة الرعد


في هذا النص يقول تعالى أنه أنزل حكماً عربياً، فيبدو هنا بوضوح أن كلمة عربياً ليس المقصود بها اللغة، فصفة الحكم الإلهي هي الوضوح والكمال وليس حكم باللغة العربية، فوصف حكم الله بأنه باللغة العربية لا يستقيم معه المعني ولا تقدم اللغة ولا تؤخر بإضافتها كوصف للحكم الإلهي، والأقرب أن الكلمة هنا جاءت بمعنى صفة الوضوح والكمال لهذا الحكم مما يستقيم مع معنى كلمة عربياً في الآيات التالية التي تصف القرآن الكريم

فيقول الله تعالى: ? إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)? سورة الزخرف

فيقول الله تعالى: ? قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)? سورة الزمر

فيقول الله تعالى: ? كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)? سورة فصلت

فالنصوص هنا تستقيم مع معني أن القرآن عربياً أي له صفة الكمال والوضوح لعل الناس تعقله، أم أن يكون القرآن باللغة العربية سبباً لكي يعقله الناس فهذا معنى غير مستقيم فقد يكون الإنسان يتحدث نفس اللغة ولا يفهم نصوص مبهمة، وماذا عن من لا يتكلم هذه اللغة أليس القرآن موجه إليه أيضاً، فلعلكم تعقلون موجهه لكل البشر وليس فقط لمن يتحدث بلغة القرآن
وفي النص الثاني يصف الله تعالى أن القرآن عربياً غير ذي عوج، والمعنى هنا يستقيم أيضاً لو أن القرآن كامل وواضح وغير ذي عوج، أما أن كان المقصود القرآن باللغة العربية وغير ذي عوج فإن كونه بهذه اللغة لا يؤيد بالضرورة أنه غير ذي عوج، فقد يجتمع الإعوجاج مع كونه باللغة العربية، ولكن لا يجتمع الإعوجاج مع صفة الكمال والوضوح

وفي النص الثالث فإن المعني يستقيم أيضاً مع معني أن الكتاب قد فُصلت أدلته كقرآن كامل وواضح لمن يريد أن يتعلمه، أما أن كان المقصود أنه قرآناً باللغة العربيه، فإن المعني كذلك يجعل من كونه بهذه اللغة هو ميزة في حد ذاتها ومعرفتها هو الطريق الوحيد لتقبل رسالة الله للبشر وهذا ينافي نزول الرسالة للعالمين ويرفع التكليف عن غير المتكلمين للغة القرآن
فالقرآن نزل بلغة العرب لعلكم تعقلون وأن الله تعالى يتحدث في القرآن إلى العرب فقط

إذن فمن الأرجح أن صفة قرآناً عربياً لا يمكن أن تعني اللغة ولكن الكمال والوضوح

أما قول الله تعالى: ? بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)? سورة الشعراء

وقوله الله تعالى: ? وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)? سورة الأحقاف
************************
ومما يجد ر التنبيه له أن كل البحاثة باتوا يلجئون لغوغل كمرجع لكل شيء وهذا غير صحيح...فيجب رغم كل هذا غربلة ما نقرأ عبره...فعندما بحثنا عن كلمة عرب..ظهر لنا كل النصوص متأثرة بالإسرائيليات بشكل فادح..
ماعدا مرجع واحد كان أقلها ورغم هذا لم نستطع اقتباس كل ما ورد فيه لأنه يعتمد في بعض زوايا بحثه على المصادر التوراتية التي لا نعتبرها طرفا في البحث أصلا...لذا وبالاعتماد على الأسس التي أرشدنا لها الدكتور والباحث بهجت قبيسي سنأخذ أهم ما ورد من حيث الصحة فقط.[8]فقد ورد عبر مراجعه التي عرضها بعض مراجع متأثرة بالإسرائيليات.
******************
5- في الحديث:
تكاد تجمع الاحاديث الوارادة في هذا الأمر على عدم وجود حديث واحد صحيح بهذا الصدد لكننا نرود بعضا عنه للاستئناس:
ورد في النص المشار إليه أن الأنبياء العرب أربعة:هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر.[9]
درجة الحديث لا تثبت صحته بحال فماذا يعني هذا؟رغم ورود قصة كل منهم في القرآن...وحتى لو كان هذا صحيحا فهو لا يغير من الحقائق الأولى التي وردت, هل هناك مرامي وراء هذا الحديث غير الصحيح؟.[10]
حقيقة عمق الاختراق التاريخي للإسرائيليات بات خطيرا فعلا.ووجب على الباحثين تصويب ما يرد مما بات سرطانيا عبر الشابكة واستغلال النسخ وللصق بشكل أعمى .
ورغم هذا سنورد قرآنيا هن هؤلاء الأنبياء للاطلاع حسب ما ورد في المرجع المشار إليه :

النبي العربي الأول هود عليه السلام :
هو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام
من خلال نسبه يتبين أنه أكبر من يعرب بن قحطان بن عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
وفي بعض الروايات أن هود أول من تكلم بالعربية وهذا فيه غرابة لأن الرسول (ص) قال في حديثه أن هود عربي .. أي أن العربية سبقته ولم يقل أنه أصل العرب ولو كان كذلك لكان الأمر مهم للغاية ولأخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك مما يعني أنه ينتسب إلى أصل عربي أقدم منه سنعرفه فيما بعد.
أرسل الله هوداً عليه السلام في قومه عاد في جنوب الجزيرة العربية ( الأحقاف )، وقد بلغوا من الحضارة مبلغا عظيما وتتطاولوا في البنيان وكانوا يشيدون القصور العظيمة على رؤوس الجبال والخيام العظيمة ذو الأوتاد في السهول والأودية ، وكانوا ثلاث عشرة قبيلة فظلموا وقهروا العباد بسبب قوتهم التي آتاهم الله إياها وقد زادهم الله بسطة في الخلق وقوة في الأبدان والعظام وقيل أن الواحد منهم يبلغ مائة ذراع وأقصرهم ستون ذراعا –
يقول الله تعالى في شأنهم :
(واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطه )
وقال تعالى : أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُون، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}. صدق الله العظيم
وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها ويتقربون إليها من دون الله مثل صنم ( صداء ) وصنم ( صمودا ) .
يقول الله تعالى في ذكر عاد وذكر بلدتهم العظيمة ( إرم ):.
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ( 6) إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ ( 7 ) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البِلادِ ( 8 )
وكذب قوم عاد نبيهم هود وسفهوه واضدهدوه هو وأتباعه ، فغضب الله عليهم وأرسل الريح عذابا لهم :
قال ابن مسعود وابن عباس وغيرهما من أئمة التابعين: هي الباردة، والعاتية الشديد الهبوب.
{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}
أي كوامل متتابعات. قيل كان أولها الجمعة، وقيل الأربعاء.
{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} شبههم بأعجاز النخل التي لا رؤوس لها، وذلك لأن الريح كانت تجيء إلى أحدهم فتحمله فترفعه في الهواء؛ ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخه فيبقى جثة بلا رأس، كما قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} أي في يوم نحس عليهم، مستمر عذابه عليهم.
{تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ}
وفي الآية الأخرى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}
ومعلوم أنها ثمانية أيام متتابعات والمراد في أيام نحسات، أي عليهم.
وقصة قوم عاد ونبيهم هود قصة عظيمة ليس هدفنا التفصيل فيها .
قوم صالح عليه السلام :
أما النبي العربي الآخر صالح عليه السلام حيث أرسله الله إلى قوم ثمود وهم أبناء عم لقوم عاد إلا أنهم كانوا يستوطنون شمال المدينة المنورة التي عرفت فيما بعد بمدائن صالح وديارهم تعرف ( فج الناقة ).
نسبه عليه السلام :صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن ارم بن سام بن نوح أما قومه ثمود فهم من أبناء أبناء عابر بن ارم بن سام بن نوح وقد واصلوا حضارة قوم عاد ولكن في الشمال وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا ويشبهون في حضارتهم قوم عاد إلا أنهم زادوا عليهم بالنحت في الجبال والتخطيط في العمران .
وقد استكبروا في الأرض وفسقوا فيها وعبدوا الأصنام من دون الله فأرسل الله لهم صالحا نبيا من المرسلين فكذبوه وطلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة تدلل على صدق قوله ، بل إنهم اشترطوا نوع المعجزه فطلبوا منه أن يخرج الله لهم من أحد الصخور الكبار ناقة كبيرة لها شرب يوم ولهم شرب يوم ،واشترطوا عليه أن تكون ناقة عشراء أي في شهرها العاشر.
فدعا صالح عليه السلام ربه أن يخرج لهم ما يريدون حتى يكون حجة عليهم فأخرج الله لهم الناقة وهي حبلى في شهرها العاشر , ثم جاءت بمولودها , وكان لها شرب يوم ولهم شرب يوم .
يقول الله تعالى :
( قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
وأجمعوا على قتل الناقة بعد أن تضايقوا من الناقة فعقروها وقتلوها وعاقبهم الله عقابا عظيما ورد في أكثر من آية من آيات الكتاب الحكيم .
يقول الله تعالى :.
{فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
وبعد أن تحدوا نبي الله صالح عليه السلام أرسل الله على ثمود صيحة من السماء فأخذتهم جميعاً .ولم يبق إلا صالحا والذين آمنوا معه ، وهكذا انتهى أصحاب الحجر بالغضب عليهم من الله سبحانه وتعالى وهلاكهم.

نبي الله شعيب عليه السلام :
اختلف في نسبه عليه السلام ولكنه عربي حسب ما ورد في الحديث الشريف
وكان يلقب بخطيب الأنبياء لفصاحته ، أرسله الله إلى عرب مدين في معان بالأردن من أرض الشام وهو ابن عشرين عاما ، ويعرف قومه ياأهل الأيكة وهي شجرة كانوا يعبدونها من دون الله .
وكان أهل مدين كفاراً، يقطعون السبيل ويخيفون المارة، ويعبدون الأيكة وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها.
وكانوا من أسوأ الناس معاملة، يبخسون المكيال والميزان، ويطففون فيهما، يأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص.
فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو رسول الله شعيب عليه السلام، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي هذه الأفاعيل القبيحة، من بخس الناس أشيائهم وإخافتهم لهم في سبلهم وطرقاتهم فآمن به بعضهم وكفر أكثرهم، حتى أحلَّ الله بهم البأس الشديد. وهو الولي الحميد.
قال الله تعالى :{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}ولن نستطرد كثيرا في قصة شعيب فهي معروفة .. ولكن مجملها أنهم كذبوه وسفهوه وهددوه بالطرد فعذبهم الله بالرجفة .
قال تعالى : {فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} صدق الله العظيم.
*************
قد نكون هنا وضعنا مفاتيح بحث وربما بعض نقاط على الحروف,لا يهمنا هنا من انحرف من المغرضين عن الحقيقة بهدف تشويه المفهوم الذي يواجه مع الإسلام هجوما شرسا جدا,[11] ونأمل أن نكون قد قدمنا إضافة هامة هنا كمحاولة جديدة هامة.
ريمه الخاني 5-8-2011


[1] راجع موقع ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167328


[2] للاستفاضة انظر الرابط
http://www.baheth.info/all.jsp?term=عرب


[3] انظر كتاب د.بهجت قبيسي /حضارة واحدة أم حضارات؟ ص 8-9

[4] مقتبس بتصرف من الكتاب السابق

[5] مقتبس بتصرف من المرجع المذكور

[6] راجع الكتاب ص 26 للمزيد من التوضيح

[7] تأتي معانيها في القرآن بقصد اللغة العربية تابع روابط التفاسير
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=7&tSoraNo=12&tAyah No=2&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1


[8] راجع الرابط
http://www.alhfah.com/vb/showthread.php?t=92


[9]راجع درجة الحديث عبر هذا الرابط
http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A% D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8+%D8%A3% D8%B1%D8%A8%D8%B9%D8%A9&xclude=&degree_cat0=1


[10] راجع صفحة 3 من البحث لمعرفة التفاوت في المراجع بالنسبة للأنبياء العرب

[11] للاطلاع انظر الرابط
http://uaesm.maktoob.com/vb/uae101449/