مملكة «الإنجيليين» الموعودة في كردستان العراق!
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي بغداد: سارة علي
يخطط الإنجيليون لإقامة «مملكة إنجيلية» بين الحدود التركية الإيرانية في كردستان العراق منذ سنوات، ففي عام 1992م، قام كادر من الإنجيليين في «ناشفيل» من مجموعة «الخادم الدولية»، بما في ذلك عدد كبير من «المؤمنين الأكراد»، وتقاطروا من قاعدتهم في كنيسة «بلمونت»، وكنيسة «ميغا» بمجموعات عدة للتحضير لإعادة الاحتلال إلى جبال كردستان في شمال العراق. حيث فتحوا مقراً صغيراً هناك كموطئ قدم لهم، وكانت التعبئة لذلك التوجه عبارة عن طباعة عدد كبير من الأناجيل باللغة الكردية، وأكياس من النقود، والمعدات الطبية، ووضع خطة طويلة المدى لوضع كل «مملكة الأب» بين الحدود التركية والإيرانية. ومنذ وصولهم إلى شمال العراق قبل نحو عشرين عاماً، اتسع وجود مجموعة «الخادم العالمية»، وقامت بإنشاء المكاتب والوزارات والمدارس في تركيا وآسيا الوسطى، وإندونيسيا، وألمانيا، والنرويج. وبعد سبع سنوات من الهيمنة الأمريكية في المنطقة، تغلغلوا في عمق حزب «برزاني» وحزب «طالباني»، ومع المساعدة من «لايتون» في شركة تنمية كردستان، وبمساعدة العلاقات مع جماعات الضغط الجمهورية، وأعضاء في الكونجرس، قاموا بالسمسرة لصفقات استثمار وعقود تنقيب عن النفط، ووجهوا أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية(USAID) ووزارة الدفاع إلى بعثاتهم، وأقاموا سلسلة من المدارس الكنسية، وفي المقابل دعمت حكومة كردستان كنائس مجموعة «الخادم» ومدارسهم بمنحهم الأراضي والمباني مجاناً وعطايا أخرى. حرب روحية وتعرف مجموعة «الخادم» وشركاؤها بالنمط العسكري للإنجيلية (يسمونها «حرباً روحية») وبتكتيكاتهم السرية المسماة «صناعة الخيام» و«بزنس المملكة»، يدخلون بلاداً ويقيمون شركات تبدو علمانية، ولكنها غطاء للإنجيلية، وجمعهم للمعلومات، ويسمونها «التخطيط الروحي» (Spiritual Mapping) حيث فرق من الإنجيليين يديرون أبحاثاً ميدانية واسعة النطاق تشمل بيانات ديموجرافية وتاريخية وجغرافية من مستوى الأحياء إلى كامل البلاد، ومعاداتهم للإسلام، ونظريتهم المسماة «المملكة الآن» (أي ضرورة الإسراع في إقامة مملكة الرب الآن). وتظهر وثائق وزارة الدفاع الأمريكية أن القيادة المركزية الأمريكية بين عامي2005و2007م، دفعت من قيادة التعاقد العراقي المشترك إلى مجموعة «الدبان» وهي شركة كردية لبناء مدرسة «غرانت للميديين» ما مجموعه 640 ألف دولار وقبل عامين، كانت هناك عشرات الآلاف من الدولارات من البرنامج الذي تموله وزارة الخارجية لشركات الرعاية الصحية في شمال العراق أيضاً في طريقها إلى مجموعة متنوعة من المشاريع الإنسانية لمجموعة «الخادم» الإنجيلية. وفي مقابل دعم الحكومة الإقليمية لهذا الوجود الإنجيلي في كردستان، نشط «دوغ لايتون»، وهو من ولاية «تينيسي» وأحد مؤسسي مجموعة «الخادم»، وخدم كضابط اتصال مهم مع حكومة إقليم كردستان في واشنطن أثناء سنوات حكم «بوش» هناك، وكان يدير العلاقات العامة للأكراد وجهود تجنيد رجال الأعمال الإنجيليين للاستثمار في المنطقة. ويقول «لايتون»: «منذ الفترة التي سبقت حرب العراق، قام «مسعود بارزاني» وحكومة إقليم كردستان مع إدارة «بوش» والجناح اليميني لبناء القاعدة المسيحية الإنجيلية في كردستان العراق. لماذا كردستان مهمة لهم؟ وقد كتب «بيل بيركوفتز» مقالة بعنوان «الحرب الصليبية الإنجيلية الكردية» يسأل فيها: لماذا كردستان مهمة للمسيحيين الإنجيليين؟ وأجاب قائلاً: بالنسبة للإنجيليين فإن شمال العراق هو عقار مهم فيما يسمونه (نافذة 10/40)، وهي مساحة جغرافية في حدود 10 و 40 درجة شمال دائرة العرض التي تفتح عبر شمال أفريقيا وخلال الشرق الأوسط والهند، وتنتهي في إندونيسيا، وقد تولد المفهوم في عام 1991م مع الإنجيلي الأرجنتيني «لويس بوش»، وتوسع بزميليه «بيتر واجنر» و«جورج أوتس» الصغير، والمتطرفون هؤلاء يسمونها «ميدان المعركة الروحية الرئيسية في العالم اليوم.. الحدود الإنجيلية الأخيرة للكنيسة». وحين توجه «المحاربون الروحانيون» لمجموعة «الخادم» من «ناشفيل» إلى كردستان كان ذلك تحت هذه الراية، وبتواطؤ حكومة «بارزاني» وتعاطف إدارة «بوش» أسس الإنجيليون الأمريكان هؤلاء قاعدة عمليات راسخة في الشرق الأوسط لتبشيرهم العدواني والملتهب. وتعتبر مدرسة «الميديين» واحدة من ثلاث مدارس خاصة جديدة في المنطقة التي تعلم ما يسمى النظرة العالمية «للمسيحية» ومن عمل الإنجيليين الأمريكيين من ولاية «تينيسي»، سميت بهذا الاسم على أساس أن «المديان» هم أصل الشعب الكردي، وأن الإمبراطورية الميدية دمرت الإمبراطورية الآشورية إلى الأبد، وحكمت بلاد ما بين النهرين والأناضول لمائة سنة، ثم انهارت على يد الإمبراطورية الفارسية. وتدير مدرسة «الميديين» الكلاسيكية ثلاث مدارس في المنطقة، هي: مدرسة في السليمانية، وهناك واحدة في أربيل، وأخرى في دهوك، وكل منها تشمل الدراسة من الحضانة إلى الصف العاشر، وكل المواد باللغة الإنجليزية وتمولها الحكومة من خلال وزارة التعليم و«الكنائس خارج كردستان»، ولديها 800 طالب من عائلات تنتمي للطبقات الوسطى والعليا، ومعظمهم أطفال المسؤولين في الحكومة، ومعظمهم مسلمون، وهم بهذا أهداف ناضجة لبعثات التبشير التابعة لمجموعة الخادم، والمسيحيون في هذه المدارس يعدون على أصابع اليد الواحدة! دعم النشاط الإنجيلي وتأتي أموال دعم النشاط الإنجيلي في كردستان العراق من تبرعات الإنجيليين الأمريكان من خلال كنيسة «بلمونت» ومنظمات تبشيرية أخرى، وما بين عامي 2002م و2006م، ضخت مجموعة «الخادم» مليوني دولار في العمليات الإنجيلية الكردية بمساعدة «الشركاء الدوليين»، وهي مؤسسة إنجيلية مقرها في «سبوكين» في «واشنطن»، ومؤسسة أخرى متطرفة هي «جلوبال هوب» (الأمل العالمي) من «تينيسي»، وتقوم ببناء منشأة متفوقة التقنية بمبلغ مليوني دولار مجهزة بمقهى إنترنت وتسمى «مركز الحرية في العراق»، وترأس المشروع «هيذر ميرسير» Heather Mercer وهي التي اعتقلتها حركة «طالبان» في أغسطس 2001م حين كانت مع مبشرين آخرين في أفغانستان توزع الأناجيل وتعرض فيلم «يسوع». ويصف «مايكل غونتر» Michael Gunter وهو أستاذ العلم السياسي من جامعة «تينيسي» التكنولوجية - كتب 12 كتاباً عن كردستان آخرها «صعود الكرد»، والذي يناقش المنطقة في عهد ما بعد «صدام» - يصف هذه الجهود الإنجيلية الأمريكية في كردستان قائلاً: إنها «تنذر بالخطر»! ويضيف: إن «الأكراد مسلمون وهويتهم ليست المسيحية، وفي حين أنهم متسامحون مع المسيحيين فحتى المسلم غير الملتزم لا يهتم بالإنجيلية، ومن الغريب أن تسمح حكومة كردستان بذلك»؟!

http://magmj.com/index.jsp?inc=5&id=...129&version=64