ن أنسى صداعي . حين باغتتني أوجاعي , و تغير المزاجْ و انتفخت مني الأوداجْ . و أنا أطالع الساعة بانتظار الصباحْ علّي من تلك الأوجاع أرتاحْ . طلع الصباح فقمت من فوري و حزمت أمري . اغدو الى الطبيب من فوري . قالت أم بناتي تمهلْ تروى و لا تتعجلْ . فالأطباء متماهلون و عن عياداتهم يتأخرون . فجلست انتظرْ . على احر من الجمرْ فسمعت طرقاً على بابي فقلت ربما أحد أصحابي سأصرفه دون ارتيابِ . فتحت البابْ فكانت جارتي ام ربابْ التي يحلو لها الكلام و الغيبة و السبابْ . سلمتْ بحرارةْ فقلت اهلا بالجارةْ فعاتبتني على برود سلامي و ردي عليها دون اهتمامِ . فقلت عذرا يا ام ربابْ فلبرود ردي اسبابْ . أولها صداع رأسي و قلة نومي في أمسِ . فقالت لا تهتم يا جاري علاج الصداع من اسراري . و اخرجت من جيبها أقراص دواءْ قالت تناول ففيها الشفاءْ . اخذت منها الاقراص فإذا بصديقي قد أقبلْ و سلم علينا و تدخلْ فقال ما الخطبُ مما تعاني فقلت الصداع أضناني . فقال : عانيتُ منه قبل ايام و هذا العلاج شافاني خذ منه قرصا سترتاح في ثوانِ . و وضع القرص في كفي و ضم اصابعي بعنفِ . دعوتهما للدخول فأصاب زوجتي الذهولْ . و تحيرت عن سر قدومهما و ما الذي في بيتنا جمعهما . فقلت لا تتعجبي فقد عرفا عن صداعي و حزنا لا وجاعي . و اعطوني تلك العلاجاتِ و قالو انها تنفع لمثل هذه الحالاتِ . هممتُ ان اتناولَ قرصاً فإذا بابنتي قد اقبلتْ و نظرت لاقراصي و استغربتْ فقالتْ هذا القرص دواء كذا و لا يجوز بغير كذا قد قرأت في النت عنه و احضرتْ قرصاً و قالت تناوله معه . تناولتُ الاقراصَ الخمسةْ و اقبلت زوجتي خلسة ْ فقالت : جارنا الشيخ اقبلْ يريد ان يراك فتعجلْ . ذهبتُ و سلمتُ عليه فحياني و قال الف سلامةٍ لجيراني و اخرج من جيبه حرزاً و اعطاني و قال اكثر من الدعاءْ و الصلاة ففيها الشفاءْ و الهناء في الحياةِ بل و السعادة بعد المماتِ فقلت في نفسي تتعجل ذكر الموت قبل ميعاده و تتكلم عن السعادة . و فجأة شعرت برأسي تدورْ و كل شيءٍ يدورْ و يدورْ . ختى دخلتُ في العتمةِ فارتحت في تلك الظلمةِ . احسست بأوجاعي زالتْ و رأسي بأحسن حالٍ صارتْ . فعلا تلك العلاجات شافيةْ . و ترجع للمريض العافيةْ . و بعد لحظاتٍ نظرت حولي فرأيت أجهزةً و خراطيمْ . و ممرضاتٍ و ممرضينْ . أين أنا يا اخوتي ؟ هل أنا في بيتي ؟ . ابتسمت بوجهي الممرضة ابتسامة محبوبةْ و قالتْ : ا ستفاق المريض من الغيبوبةْ . غيبوبةْ ؟ فاقْ ؟ اين انا يا رفاقْ ؟ رد علي رجلٌ بصدريةٍ بيضاءْ . باديةٌ عليه مظاهر الاعياءْ . اصبتَ بتسممٍ من الدواءِ ادى بك للاغماءِ . قلت له ألم ينفعني الحرزُ و الدعاءْ ؟ ضحك من اعماقهِ و قال اتصدقُ هذه الاشياءْ ؟ و بعد ان اطمأنو على حالتي اخرجوني من الصالةِ . و اكملو اوراق المغادرةْ فتعجل الطبيبُ المبادرةْ و قال حمدا لله على السلامة اياك ان تتناول الدواءْ دون وصفاتِ الاطباءْ . و تذكرْ ان الأمراضَ لا تشفى بالدعاءْ و تبسم و حياني فعدت الى بيتي و فكرت طوال الوقتِ . لماذا الناس تدعي الفهمْ ؟ و الغالب منهم لا يحترم العلمْ . لماذا يعتقدون ان الدعاءْ فيه لامراضهم شفاءْ ؟.
و رغم القناعةِ بالدعاءْ . تراهم يزورون الأطباءْ . و يشترون الدواءْ ؟ .
أعددتُ فنجان قهوتي . و استمتعتُ بوقتي . و أنا أستمعُ لاغنيةِ