السلام عليكم
ربما تشدنا كتب الأرصفة بشكل ما ولكنه الفضول لارغبة الشراء مؤكد, ولكن لاضير إن وجدنا ما يلفت النظر , وهذا ماحصل معي,فانا اعيش فترة ذهبية من النهم القرائي لو جاز التعبير.
ومازالت تتكدس لدينا الكتب دون ان يسعفنا الوقت لقراءتها ..فهل هو المر بعينه؟
لفتت نظري وكتب عليها 100 ليرة سورية! ,وطلب مائتين فنقدته حسب ماقرات وأعطيته الفرق لأرضيه من كتبي ! فهل كنت محقة؟
بكل الأحوال معظم ما نراه ونجده فات وقته وتكدس في المكاتب بإهمال لذا ففكرة مكتبة الاستعارة اجدها مجدية رغم المسافات الفاصلة عبرها:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?20491-فكرة-جديدة-لتبادل-الكتب-المقروءة!!!
رؤية نقدية لرواية سد هارتا/لهريمان هيسة
نوبل 1946
ولد في تموز 1877 من ابوين مبشرين في الهند.
ترك دراسة الكهنوت الاعدادية , وعمل ميكانيكيا , ثم كتبيا , ثم تحول نهائيا إلى الكتابة.
تجنس بالجنسية السويسرية بعد ان استقر فيها بعد عام 1919
ينتمي إلى الرومانسية الالمانية , ويجسد في ادبه الشعور بالعزلة الروحية.
من ابرز مؤلفاته " بيتر كامنزينت" 1904.
"ديدمان" 1919 " ذئب البراري " 1927 " الموت العاشق" 1930
نشر ديوانين من الشعر (1922) و(1929)
توفي في آب 1962
ترجم رواية سد هارتا: جيزلا فالور حجّار دار نشر المدى./الجزء الاول( وان كان هناك جزء ثان فقد اكتفيت بالاول )
********
ما أثار استغرابي الترجمة غير الدقيقة بداية...وقد كانت مزعجة او لنقل انها قدمت عيب جوهري للانتقال بين العربية الجزلة المسبوكة بعناية والموفقة بين مكان الفعل المناسب والاسم,والغربية القحة
يتبين لنا من تلك الجمل المتناثرة كعينات(وهذا يدل على عدم إتقان المترجم للغة العربية):
ص 7:
تبدا الرواية بتلك الجمل الهشة:
في ظلال الدار, في الشمس الساطعة على ضفة النهر قرب المراكب, في ظلال غاب الساج,في ظلال التين ترعرع سد هارتا( بطل الرواية)
في مكان آخر:
يقوله مع الشهيق في داخله بلاصوت
ص8
لكنه هو سد هارتا لم يـُدخل البهجة إلى نفسه ولم يكن ملذة لذاته!
********
حتى ان هناك مصطلحات ضبابية لم تستطع الترجمة توضيحها :
ماذا يعني السمانيين عن البراهمة؟
ماذا يعني تلك العبارات:
صحيح أن أبياتا كثيرة في الكتب المقدسة , وبخاصة في الأبانيشاد لسمافيدا , تتكلم على هذا الباطني الاخير!!...
وكتب ان الانسان ينتقل في النوم من ( كتبت في ) النوم العميق الى باطنه ويسكن في اتمان.
ص 10
بكل الاحوال يمكننا اختصار الرواية على انها:
قصةتحكي عن شخصية محورية اسمها سدهارتا نشا في عائلة متدينة فقيرة اتجه مع صديقه تلقائيا نحو التدين بعد ترويض نفسه على الجوع والجهاد
مادام الفقر يحيطهما! لكنه لم يجد سوى توجيها للمحبة والمثالية والترويض الروحي دونما خطوات عملية للحياة الكريمة! فترك كل شيئ ليعمل مع تاجرا ويقع في علاقة عاطفية مع فتاة غنيىة.
وعندما يسقط في براثن الحرام والقمار والشراب يصحو على حلم عصفور عشيقته كمالا الذي مات فيعرف ان روحه ستموت فيهجر كل شيئ ليعود الى البراهمة ملتاعا وكانه فقد بريق حياته الوسخة القذرة...
لتعود كمالا الغنية للبراهمة بعد منحها لاملاكها لهم وتتنسك ويعرف ان له ابنا منها وتلسعها الافعى لتفقد حياتها ويرى ابنه اخيرا يغوص في الترف وعبثا لايستطيع ترويضه على حياته!
فيعرف انه عقاب له...
ويضيع ابنه كما ضاع هو ويموت البطل بين يدي ساري عشيقته التي منحته للبراهمة...
تحوي الرواية فلسفة فريدة تبين ان المادة والروح هي ديدين الحياة متكاملين من وجهة نظر الكاتب تتبين من تلك العبارات:
ص 19
هذه الدروب وغيرها تعلم ولوجها , الف مرة هاجر اناه, لساعات وأيام مكث في اللاانا , لكن مهما بعدت به الدروب عن الانا , فنهيايتها ترجعه إلى الأنا أبدا.
ص 38
سلبني البوذا( ويقصد رجل الدين الأكبر لديهم في حينها) واكثر مما سلب وهبني صديقي ذالك الذي آمن بي والذي يؤمن الآن به , الذي كان ظلي بات الآن ظل غواما( رجل دين)لكنه وهبني سدهارتا وهبني ذاتي.
ص 47
الا ان هذا كله لم يكن عند سد هارتا قط سوى حجاب خادع وعابر امام عينيه موضع ارتياب مقدر عليه ان تخرقه الافكار وتمزقه لانه ليس ماهية , ولان الماهية تقع في ماوراء المرئي والان تمكث في الدنيوي عينه المتحررة.
ص 60
اني اجيد التفكير والانتظار ياكمالا ...سترين ان السمانيين المغفلين في الغابة يتعلمون مناقب لطيفة تجهلونها انتم , قبل امس كنت شحاذا شعثا بالامس قبلت كمالا وقريبا , ساكون تاجرا له مال وكل تلك الاشياء التي تنسبين اليهاقيمة.
ص 56
قرا كمسوامي( والد كمالا التاجر الكبير):
الكتابة حسنة لكن احسن منها التفكير , الذكاء حسن لكن احسن منه الصبر.
( كان هناك غرابة ووصف خاص للحالة الشعورية التي احسها مع كمالا حتى انه وصفته بانه لايعرف الحب .../واذا هل كان حيوانيا؟)
ص 74
صحيح ان اشياء كثيرة مما تعمله عند السمانيين ومن غوتاما وابيه ابرهمي ظلت حية فيه امدا طويلا : الاعتدال في الحياة/الغبطة بالتفكير/ساعات الاستغراق/العلم الخفي بالذات/وبالانا السرمدي الذي ليس جسدا ولاوعيا
لكنها كانت تهبط الى القاع رويدا رويدا.
ص 77
فقد سد هارتا رزانته لحظة الخسارة فقد طيبته ازاء المتسولين فقد الرغبة في اهداء المال واقراضه للطالبين ..صار في التجارة اكثر صرامة واصغر نفسا وكلما استيقظ من هذا السحر القبيح كلما راى وجهه المتزايد القبح والكهولة.
*********
مايلفت النظر في اخر الرواية لقاؤه بكمالا بعدما هجرها ليعود للبراهمة كما ذكر لها وتوقها لذلك هي الاخرى :
ص 105
شخت ياعزيزي قالت وشاب شعرك لكنك تشبه السماني الفتى الذي جاء يوما ما دون ثياب وبقدمين مغبرتين الى حديقتي انت به اقرب شبها مما كنت تشبه يوم رحلت عني وعن كمسوامي في العينين
تشبه سد هارتا اوه لقد عجزت ايضا فهل عرفتني؟
*********
الرواية عبرت بصدق عميق عن الواقع المعاش هناك بين حياة الفقر المدقع والغنى الفاحش والاهم طريقة التفكير في هذا المجتمع الغريب عنا ربما, وتبقى تصنف من ضمن الادب الكلاسيكي الطريقة الذي يتمحور حول شخصية واحدة وكانها سيرة حياة.
لايمكن ان نقيم باكثر من ذلك خاصة انها مترجمة ولاتفتح النوافد امام المترجم ليقول كلمته...
اخيرا ارجو ان اكون قد نقلت وجهة نظري وصوة واضحة عن الرواية.
( البراهمة حسب الرابط المنشور هنا هو دين التوحيد لكنه حرف بعد ذلك ليتحول للهندوسية-تابع الرابط)
http://www.grenc.com/print.cfm?artid=891

http://www.google.com/search?client=gmail&rls=gm&q=%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8 %B1%D8%A7%D9%87%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%87%D 9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9
ريمه الخاني 31-1-2011