• تعلمت الكثير في حياتي ، ولم أتعلم بعد ، اقصد كلما قابلت موقفاً ، تذكرت مصباح ديوجين في بحثه عن المعرفة في وضح النهار ، لاأحد يتعلم أبداً ، تمتلئ المقابر بالملايين الذين لم يحفظوا الدروس جيداً ، ولذلك قلما تكون التجربة مهما تعمقت ، قلماً تكون رافداً للذاكرة إذا ما تزاحمت الأمور على الإنسان ، جرب مثلاً أن تكون صادقاً مع نفسك ومع الناس ، لن يصدقوك عملاً بحكمة قديمة تقول [الحقيقة عادة غير مُثيرة] ، ولقد حاولت بقدر ما استطيع وفي حدودي أن أكون كذلك ، لاأغش ولاأكذب ولا أنافق ولا أتطاول على حق احد [مادي أو معنوي] ولااخون عهوداً ولاامارس البغاء ومع ذلك سأجد في حياتي كثير من الاتهامات .
• ذات مرة شن زميل في الإذاعة حملة شعواء على شخصي بسبب اعتماده في تفكيره على نظرية المؤامرة ، وهذا الزميل ليس فيه من مواصفات تغري بالتآمر عليه ، إنه عبارة عن كائن دخل إلى مؤسسة الإعلام بالصدفة وأرتقى في وظائفه بسبب الغفلة حتى ظن بأنه عظيم لدرجة أن التآمر عليه لابد منه حتى يتم إزاحته من الطريق الناجح!!وتطاول في ادعاءاته حتى وصل إلى درجة الجنون وأصبحت هاجسه اليومي .
• جاءني صديق من الوسط الإعلامي قال لي: ماذا تريد من هذا الرجل؟؟ دعه في حاله ، والحقيقة إني لم أغضب من الزميل الذي يدعي ، بل غضبت من صديقي الذي ظن انه ما من شاغل لي غير التآمر على هذا المسكين وجاءني وهو واثق بأني متفرغ للتآمر عليه حتى عند الوزير..اكتشفت ان صديقي اكثر غباءاً من ذلك الذي يحمل على كتفه هاجس مؤامراتي ، امطرت صديقي ببعض الاسئلة وكان يجيب على كل سؤال بكلمة لا قلت له:
• حتى اتآمر عليه هل يشكل هو على شخصي خطورة ادارية؟
• لا
• حتى أتآمر عليه هل يشكل هو على شخصي خطورة إعلامية؟
• لا
• حتى أتآمر عليه هل يشكل هو على شخصي خطورة ثقافية؟
• لا
• حتى أتآمر عليه هل يشكل هو على شخصي خطورة إعلامية؟
• لا
• حتى أتآمر عليه هل يشكل هو على شخصي خطورة ثقافية؟
• لا
• حتى أتآمر عليه هل يشكل هو على شخصي خطورة فنية ؟
• لا
• حتى أتآمر عليه هل يشكل هو على شخصي خطورة أدبية؟
• لا
• أليس من حقي الإداري أن أوقفه عن عمله ..فهل فعلت؟
• لا
• أتعرف لماذا؟
• لا
• لأن مرتبه ليس ملكه بل ملك أطفاله وزوجته.
• أليس من حقي القانوني أن ألاحقه على الإساءة لي وتعرف أن المحامين ينتظرون؟؟فهل سمعت أني شكوته للمحاكم؟؟
• لا
• أتعرف لماذا؟
• لا
• لأني اعرف أن أمثاله يعانون من عدم معرفة جيدة لأحجامهم الطبيعية في الحياة وذلك بسبب غياب التقييم الحقيقي في مجتمع يعاني من تركيبة معقدة.
• ذهب صديقي من أمامي ، فلحقته وأمسكت به وقلت له:
• لقد أجبت على أسئلتي بكلمة لا ولم تضيف ولم تقل رأيك؟
• لن أضيف..لأني اكتشفت كم كنت غبياً ولااعرفك ..رغم أني أعرفك منذ ربع قرن ، كيف جرؤت أنا على مجرد التفكير بهذه الطريقة نحوك ..لم أتعلم شيء في حياتي ولن أتعلم.
للتهاميش صلة في موضوع آخر