مسجد "محمد على" بقلعة صلاح الدين.. تاريخ و فن و سياسة
يمتزج في مسجد محمد على القابع بقلعة صلاح الدين الأيوبي الدين بالتاريخ والسياسة والفن بالزخرفة والعمارة إلى أبعد الحدود.
03.09.2010 13:46
يمتزج في مسجد محمد على القابع بقلعة صلاح الدين الأيوبي الدين بالتاريخ والسياسة والفن بالزخرفة والعمارة إلى أبعد الحدود.
وفيه يقف التاريخ ليقول كلمته حاسما الخلط الشائع بين عوام الناس ، فجامع محمد على أكثر معالم القلعة شهرة ، ويعتقد البعض أن قلعة صلاح الدين الأيوبي هى قلعة محمد على باشا لشهرة هذا الجامع بها ، كما يسمي أيضا جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام النادر الذى كسي به.
رأى محمد على الحاجة الماسة إلى إنشاء مسجد لأداء الفريضة ، وليكون مدفنا له ، فعهد الى المهندس المعماري التركي " يوسف بوشناق " بوضع تصميم له ، فوقع اختياره على مسجد السلطان احمد بالآستانة ، واقتبس منه مسقطه الأفقى بما فيه الصحن والفسقية مع تعديلات قليلة . ولقد بدا العمل فى عمارة هذا المسجد بموقعة الحالى من قلعة صلاح الدين سنة ( 1246 هجريا / 1830 م ) واستمر العمل بلا انقطاع حتى توفى محمد على باشا فى سنة ( 1265 هجريا / 1849 م ) فدفن فى المقبرة التى اعدها لنفسه بداخل المسجد .
التصميم الداخلي للمسجد
يمتاز المسجد بتاثير الفن البيزنطى على تصميمه ، وهو فى مجموعة يكون شكلا مستطيلا ينقسم الى قسمين : القسم الشرقى وهو بيت الصلاة او حرم المسجد ، والقسم الغربى وهو الصحن تتوسطه فسقية للوضوء . ولكل من القسمين بابان متقابلان اى ان المسجد يشتمل على اربعة ابواب ، ومن الباب الذى يتوسطه الجدار البحرى للمسجد ندخل الى الصحن ، وهو عبارة عن فناء كبير مساحته حوالى 53 × 54 مترا تحته صهريج ، يحيط به اربعة اروقة ذات عقود محمولة على اعمدة رخامية تحمل قبابا صغيرة منقوشة من الداخل ومغشاة من الخارج بالواح من الرصاص وبها اهله نحاسية .
فى وسط الصحن المكشوف نجد قبة للوضوء انشئت سنة ( 1263 هجريا / 1844 م) ذات رفرف خشبى ومقامة على ثمانية أعمدة رخامية وباطن هذة القبة زين برسوم ملونة تمثل مناظرطبيعية متأثرة بالاسلوب الغربى . وبداخل هذة القبة قبة اخرى ثمانية الاضلاع لها هلال رخامى نقش عليها بزخارف بارزة عناقيد عنب ، وبها طراز منقوش ملون مكتوب عليه بالخط النستعليق الفارسى بقلم الخطاط " سنكلاخ " آيات قرآنية للوضوء وتحمل التاريخ سنة ( 1263 هجريا / 1844 م ) . ويتوسط الرواق الغربى بالصحن برج من النحاس المخرم والزجاج الملون بداخلة الساعة الدقاقة التى اهديت الى محمد على باشا من ملكة فرنسا لويس فيليب سنة 1845م.
تجمع الناس في المسجد
والقسم الشرقى من المسجد وهو المعد للصلاة عبارة عن شكل مربع طول ضلعة من الداخل حوالى 41 مترا تتوسطه قبة مركزية مرتفعة قطرها حوالى 21 مترا ، وارتفاعها حوالى 52 مترا عن مستوى ارضية المسجد . وهذة القبة تحملها اربعة عقود كبيرة ترتكز اطرافها على اربعة اكتاف مربعة ، ويحيط بالقبة اربعة انصاف قباب ثم قبة خامس ليغطى بروز المحراب عن جدار القبلة ، بالاضافة الى اربع قباب صغيرة بأركان المسجد .
والمحراب من الرخام المصرى، يجاوره المنبر الرخامى الجديد الذى أمر بعمله الملك فاروق الأول ، وبالقرب منها المنبر الخشبى القديم بالمسجد ، وهو اكبر منير فى الآثار المصرية القديمة تحليه نقوش مذهبة عبارة عن لفائف نباتية متأثرة باسلوب الباروك والروكوكو الاوروبى . كما توجد دكة مؤذنين بالجدار الغربى ، وهو بعرض المسجد مقامة على ثمانية اعمدة رخامية تتوجها عقود نصف دائرية ، ولها سياج نحاسى يتوصل اليها والى الممر العلوى المحيط بالمسجد من سلمى المئذنتين ، وهما على هيئة المآذن العثمانية ( القلم الرصاص ) ارتفاعهما 84 حوالى مترا.
محراب المسجد
وفى الركن الغربى القبلى ضريح محمد على يتألف من تركيبة رخامية حولها مقصورة من النحاس المذهب جمعت بين الزخارف الإسلامية والزخارف التركية المتأثرة بالباروك والروكوكو.
نال جامع محمد على قسطا كبيرا من العناية والرعاية من افراد اسرة محمد ، كما اعتنى به الملك فؤاد اربعة اعوام انتهت عام ( 1939 م ) وذلك لإعادة بناء القبة .
العربية
المصدر
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=40208