إنها المؤامرة يا صديقي!!

تخاصم "زيد" مع زوجته، فخرج من بيته، ولم يعد..
بعد مرور أسبوعٍ على اختفائه، وُجِدَ "زيد" مقتولا..
كشفت التحقيقات عن أن قاتل "زيد" قد يكون هو الرجلٌ الغريب الذي زار زوجة "زيد" قبل قتله بقليل..
...
قال قائل، ذلك الرجل الغريب هو عشيق زوجة "زيد"..
ثم قال قائل، إذن زوجة "زيد" تآمرت مع عشيقها على قتل زوجها كي يخلُوَ لهما الجو..
وعندما اختفى الرجل الغريب، قيل أن زوجة "زيد" اتفقت معه على ذلك إلى أن تهدأَ الأمور..
وعندما ألقي القبض على الرجل الغريب، قالوا أن العشيق الثاني لزوجة "زيد" هو الذي وشى به لدى الشرطة انتقاما..
وعندما هرب الرجل الغريب من السجن، قالوا أن زوجة "زيد" هي التي هَرَّبَتْه كي تغيضَ به عشيقها الثاني..
وعندما قُتِلَ العشيق الثاني، قيل أن الرجل الغريب هو الذي قتله بعد أن أحسَّ بأنه سيخطف منه عشيقتَه..
وعندما قُتِلَ الرجل الغريب، قالوا أن زوجة "زيد" هي التي قتلته كي تخفيَ أسرارَها مع عشيقيها..
وعندما قُتِلَت زوجة "زيد"، وُجِدَ من يقول أن "زيدا" هو الذي قتلها انتقاما لشرفه، فهو لم يكن قد قُتِل، وكانت الجثة التي عُثِرَ عليها هي جثة شقيقه التوأم المغترب منذ عشر سنوات، وليست جثته هو..
وعندما تساءلوا عن سر وجود الشقيق التوأم في المكان في تلك اللحظة، قالوا أن "زيدا" كان قد طلب منه الحضور فورا، ثم انفرد به وقتله..
وعندما احتاروا في سبب لجوء "زيد" إلى الإقدام على فعل ذلك، تبين لهم أنه كان يخطط لقتل زوجته وعشيقيها دون أن تدور حوله أيُّ شبهات..
وعندما هز "عامر" كتف رفيقه "سامر" بعنف كي يستعيده إليه بعد أن طال سهوه وهو يحدق في الطاولة التي كان يجلس عليها "زيد" وزوجته، وشقيقه التوأم "عمرو" يتسامرون، جفل "سامر" كمن عاد فجأة من سفر، ثم ابتسم وهو يهز رأسه ويواصل التحديق في الثلاثة على الطاولة المقابلة..
وعندما سأله "عامر" مستغربا، عما به..
واصل "سامر" الابتسام والتحديق دون إجابة..
لم يفهم عامر شيئا، لكنه ونظرا لمعرفته بصديقه أيقن أن أمرا ما سيحدث..
بعد أسبوع وُجِدَ "زيد" مقتولا..
ثم انفرط عقد المسبحة..
إلى أن قُتِلَت زوجة "زيد"..
أعجبت "عامر" رواية "سامر" الجديدة، وقال له..
إنها المؤامرة يا صديقي..
كما عرفتك دائما، ذهنيتك ذهنية مؤامرة..
ولكن على الورق فقط..
فهذا القدر من حبكِ المؤامرة لا يحدث إلا على الورق، وفي خيالات الروائيين..
إياك أن تصبح سياسيا، فالسياسي يجب أن لا يحلق بعيدا في خياله.. فهو أكثر الناس التصاقا بواقعه..