«تخت شرقي»مفردات حياتية في نوتة واقعية
قدمت يمّ مشهدي عملاً جديداً مختلفاً عن مسارها الرومانسي السابق في «يوم ممطر آخر» و«شاء الهوى» هو «تخت شرقي» وفيه تقدم سرداً واقعياً لتفاصيل حياتنا اليومية، التي تشكل بتراكماتها أزماتنا وانكساراتنا.. وقد ذكرت مشهدي في حوار سابق لها: «تخت شرقي يعني العلاقة التي تربط بين مجموعة آلات مكونة نوتة موسيقية تعبّر عن حياتنا».. المسلسل أشبه بقطعة فسيفساء متعددة الألوان والأشكال، كل جزء منها يحكي قصة، تعالج قضايا اجتماعية يعيشها مجتمعنا، أهمها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، غياب القيم الروحية، افتقادنا إلى المشاعر الوجدانية، قلة فرص العمل، تخلي أحد الشريكين عن الآخر بسهولة، خيانة الأصدقاء، الوحدة الداخلية، الضياع وسط تسارع الحياة، تنازل الأم عن حضانة أولادها، الإهمال بالمشافي العامة، الضغوط العائلية التي تتعرض لها المرأة المطلقة وقد تميز بأسلوب بصري متميز، من حيث تنوّع المشاهد القصيرة، وحيوية الكاميرا بانتقالها السريع من عالم إلى آخر.. والبُعد عن الحوارات الطويلة. وقد صرحت مخرجة العمل رشا شربتجي بأن هذا العمل يعتمد على التفاصيل، وهو من أصعب الأعمال التي قامت بإخراجها.. ومن خلال الآراء العامة نرى أن المسلسل حظي بمتابعة كبيرة من قبل المشاهدين، وقد برعت المخرجة بتجسيد الحدث وإظهار الصراع الداخلي الذي تعيشه الشخصية في مشهد بصري.. حفل المسلسل بشخصيات منوعة تعبّر عن نماذج لأشخاص يختلفون بأسلوب الحياة والثقافة والبيئة والأفكار والوضع الحياتي.. وربما أظهر الكثير من الآراء المتناقضة التي يتظاهر بها الإنسان، لكنه ينفذ نقيضها أحياناً!.. تدور فكرته حول أربعة شباب في الثامنة والعشرين من العمر، تربطهم صداقة قوية، تدور حولهم الأحداث من خلال واقع أسرهم وصداقاتهم وجيرانهم.. وتمضي الأحداث الدرامية بحبكة متعددة الأطراف، وصولاً إلى ذروة الصراع الداخلي.
أسئلة كثيرة طرحها العمل من خلال العلاقة الإشكالية بين الشخصيات وتدخلات القدر، التي تغيّر أحياناً من حياة الإنسان وتبعده عن الأشخاص الذين يحبهم، فنقف عاجزين عن الإجابة.. ويترك الحل معلقاً لأن كل مشكلة مرتبطة بصاحبها وبالأوضاع الحياتية وبالقضايا العامة، التي تحكم واقعنا.. واللافت أن كاتبة العمل استخدمت الكثير من المفردات الشائعة والمستخدمة بكثرة في الشارع من قبل الشريحة الكبرى في المجتمع... وإن بدا استخدامها أحياناً غير منطقي.. ربما أرادت تقديم لغة واقعية بكل أبعادها.
مِلده شويكاني
http://www.albaath.news.sy/user/?id=934&a=83650