الفنان التشكيلي
سمير قريطبي
المدن الحاضرة في الذاكرة لوحات فنية تجسّد آثار سورية...
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ضمن نشاطات الحركة الفنية التشكيلية في سورية شارك الفنان سمير قريطبي بمعرض منفرد، أُقيم في المركز الثقافي العربي«أبو رمانة».. اتسم بالطابع الواقعي والانطباعات التعبيرية، التي جسّدت معالم مناطق أثرية غابرة، إضافةً الى معالم أثرية من العهد الحديث، وتميّز المعرض عامةً بإتقان تحديد المعالم، وتحديد جزئيات اللوحة وباستخدام دقة اللون ودرجته.
على هامش المعرض.. التقت البعث الفنان سمير قريطبي وتحاورت معه حول معرضه واهتماماته...

> تنتمي حضرتك الى المدرسة الواقعية.. فلماذا اخترت هذه المدرسة.. وما الشيء الجديد الذي أضفته؟.
>> توجهت نحو المدرسة الواقعية لاهتمامي بعالم الآثار ولا سيما أن ادلب تملك 40٪ من آثار سورية، ويُطلق عليها تسمية «المدن المنسية»، فانطلاقاً من هذه التسمية بدأت فكرة معرضي لتكون بالذاكرة دائماً، ولا يقتصر اهتمامي على آثار ادلب، وإنما ينسحب على المناطق الأثرية جميعها في سورية، لأننا نحن أقدم حضارة، ونحن من أعطى الأبجدية للعالم... والشيء الجديد أنني تحوّلت الى التشريح والطبيعة الصامتة، والى توثيق الآثار والأحياء الشعبية، وقد أضفتُ إليه تحوّلاً قوياً بالرسم من الريشة «ايزيرو» الى الرسم بالسكين بطريقة مباشرة.
> ضمّ معرضك عدداً من اللوحات الفنية يعود بعضها الى آثار قديمة، وبعضها الى آثار من العصر الحديث... فهل تعطينا فكرة عن محتويات معرضك؟.
>> رسمتُ مواقع إيبلا والقصر الملكي وهي تعود الى الألف الثالثة قبل الميلاد، ثم تابعت رسم آثار الكتلة الكلسية وتضم 830 مدينة أثرية التي تمتد من قلعة سمعان العمودي الى أفاميا.. وتمر بجبال حارم والوسطاني وجبل الزاوية، وبعض الأماكن المقدسة مثل كنيسة قلب لوزة وكنيسة طورين وكنيسة سمعان، اضافةً الى المدافن مثل مدافن الدانا، كما رسمت بعض المدن الأثرية مثل مدينة جرادن.. وتوجد لوحات تعود الى العهد العثماني جسدت فيها فن العمارة، ورسمت آثار تدمر وحمص والرقة والرصافة ودمشق القديمة «قوس النصر- والجامع الأموي- وكنائس باب توما» والحارات الشعبية والأزقة.
> في بعض اللوحات أقحمت العنصر البشري... فما دلالة ذلك؟.
>> أردتُ العنصر البشري كنوع من الانطباعات التعبيرية، فجاء في بعض اللوحات بصورة غير مباشرة عبر ومضات من صورة النوافذ التي حددتها بالسكين، وجاء بصورة مباشرة في بعض اللوحات كأنه حلم أتى من بعيد بشكل ضبابي غائب الملامح والسمات، وإنما برز الشكل الخارجي واللباس، الذي كان متبعاً آنذاك في الأزقة والحارات الشعبية.
> تميّز معرضك باستخدامك تدرجات اللون الواحد والمزج بين الألوان المتقاربة، وترك مساحات لفضاءات الظل والإضاءة، فماذا تقول عن ألوانك والتقنية الفنية؟.
>> أنا مرتبط بالألوان الواقعية، التي توصف الحالة الراهنة للمنطقة الأثرية، لذلك خيّم اللون الترابي، لكنني لا أستخدم الألوان الجاهزة، فأنا أركب ألواني وفق ميولي فَعَبر خليط الألوان الزيتية كوّنت لوناً يشبه الترابي وهو مزيج من لون الزيتون والتراب والحجر الكلسي والكرزي، ومن خلال استخدامي النفط كسرتُ حدة اللمعان فبدا اللون شفافاً سكونياً، يخال للمرء أنه لون مائي لصفائه وسكونيته، وكما قلتُ لك فأكثر اعتمادي على السكين بصورة مباشرة، أما تدرجات اللون الواحد والنتوءات والسماكات اللونية ومساحات الظل والإضاءة، فهذا يتبع المشهد العام للوحة والهيكلية التي أرسم بها، ولا سيما بتحديد أعمدة القصر الملكي والأقواس والقبب وجزئيات أخرى، كما يخضع تبدل اللون لدرجة تخمره.
> بعيداً عن معرضك ماذا تحب أن ترسم؟.
>> اهتماماتي تنحصر بعالم الآثار، وأحب أن أجسّد مشاهد الآثار العالمية، فهناك بقع غنية جداً بالآثار مثل تركيا وبالتحديد استنبول واليونان وايران وقبرص والمغرب، وحالياً أحضر لرسم مشاهد أثرية من استنبول مثل جامع أيا صوفيا وقصر السلطان عبد الحميد والقلاع والجامع الأزرق، وسيقام معرضي القادم في إيران... وفي نهاية الحوار أتمنى أن تكون ادلب وجميع المناطق الأثرية في سورية حاضرةً بالذاكرة دائماً.


حوار وتصوير: مِلده شويكاني
http://www.albaath.news.sy/user/?id=458&a=42214