حُبُّ النَّبي
***
شعر
صبري الصبري
***
حُبُّ النبي له احترامي مذهبي
ومديحه دأبي بشوق تحببي
وضياؤه قصدي بمحض مودتي
للمصطفى الهادي برغد تقربي
من قدوتي المختار أحيا مسعدا
في نوره العذب الطهور الْمُسْهَبِ
في روضة الأنوار تغشى مهجتي
بنفائس البسط الجميل الأرحبِ
فالقرب منه على الدوام سعادتي
وزيادتي من فيض خير أطيبِ
والذود عنه معاركي بمصارع
لعدونا الباغي السقيم الأجربِ
بئس الذين تجرءوا واستمرءوا
خبث الإساءة في فظيعِ المأربِ
وتبجحوا جهرا بزيف خاسئ
من كل وغد في جهالته غبي
أعمى البصيرة فاسق متقوقع
بالغي يشهر مستطير المخلبِ
يمضي بإفساد الغرور ممزقا
في سكرة النذل الجهول الْمُعجبِ !
ساء المسالك واستقر بخيبة
رعناء يهوي في وخيم المقلبِ
ويعيش بالشيطان في إسفافه
بالإثم في وحر المجال الأجدبِ
من لاح منهم نلته بقصائدي
أرميه بالسهم السريع الْمُعربِ
عن حب أمة (أحمد) لحبيبها
ورسولها المحمود .. أنعم بالنبي !
أكرم به خير النبيين الذي
قد جاء بالنهج القويم الأشهبِ
بمكارم الأخلاق يعلي شأنها
في الأرض عانت من مجون تَسَيُّبِ
عانت من الكفار في إجرامهم
من كل خير في خبال تَهَرُّبِ
عبر الدهور بخبثهم بعبادة
للصخر والطاغوت أو للكوكبِ
حتى أضاء (محمدٌ) في كوننا
من بعد فترة أهبة وترقبِ
يا أيها المختار أنت حبيبنا
نور العيون المجتبى والمجتبي
قد جئت تدعو للسماحة والهدى
والبر دون تشتت وتعصبِ
تهدي الخلائق بالشريعة والتقى
تنجيهمُ من فرقة وتشعبِ
تحبو الأحبة من صفاك هدية
تسمو بطهر باهر مُسْتعذَبِ
وتزورهم في النوم بدرا ساطعا
تسديهمُ نور الضياءِ الأعذبِ
من شاهد المحمود رؤية نائم
حقا رآه وعزَّ إغداق حُبِي
بضيائك المبرور تجبر خاطرا
يهفو إليك بمشرق وبمغربِ
وتنير مهجة مادح مستعذب
بالمدح وردا من بهاك المطربِ
يوم القيامة سوف تشفع في الورى
بحساب يومهم العصيب الأصعبِ
إني أحبك يا حبيبي أرتجي
يوم القيامة من شفيعي مشربي
من حوضك الصافي بكفٍ مشرق
بالنور يروي خافقي بتقربي
ما أنصف المداحُ قدرَكَ إذ شدوا
بالشعر يهمي بالفصيح الصيبِ
فالقدر أعلى من حدود بلاغة
فيها البحور من البيان الْمُذْهَبِ
هذا كلام المادحين بعجزهم
قالوا المقال بالانسياب الأصوبِ
وإذا الجهول مع الإساءة قد هذى
طورا بجهر أو بجبن يختبي
فهو السفيه كمثل كفار الدجى
كانوا جميعا في الظلام بمهربِ
ظنوا الضياء عدوهم فتأرجحوا
في الشرك بثوا سمهم بتكسبِ
بتجارة الشيطان روَّج إفكهم
بضلال وغد أو بلاء مخرِّبِ
بالسم يسري في طرائق فُجْره
وفسوقه وفساده كالعقربِ
ما ضر (أحمد) ما أذاعوا إنه
بدر البدور .. قلوبنا بتحببِ
للصادق المصدوق طه المصطفى
خير الخليقة في مراقيه الأبي
مدح الحبيب على الدوام وسيلتي
للوصل هذا في حياتي مذهبي
وله حنيني بالوداد ولهفتي
لجواره .. رباه .. حقق مطلبي
هذا قصيدي للحبيب سطرته
ليكون ذخري يوم حشري مكسبي
فاجعله ربي في صحائف قربتي
من عفوك الوافي لعبد مذنبِ
صلى الإله على النبي وآله
ما لاح نجم من مسالك غيهبِ !!