رئيس .. تنتخبه النساء ..!!
قصة : مهنا أبو سلطان ..!
قررت أن أصبح رئيساً لدولة (قحطانيا) ..
لم لا ؟؟ فالأوضاع السياسية .. والاقتصادية .. والاجتماعية .. والثقافية لا ترضيني ولا ترضي غالبية أهل هذه الأرض ..
أليس من حقي أن أصبح رئيساً ؟ فأنا قحطانيٌ أباً عن أجداد .. جذوري كنعانية .. ضاربةٌ في عمق التاريخ القحطاني .. وتاريخي النضالي الثوري بدءاً من نشأتي النضالية ، مروراً بالسجن أكثر من مرة .. وانتهاءً بخوض انتفاضتين .. يدعم ترشيحي .. ثم إن غيرتي على هذا الشعب المرابط .. وفك الحصار عنه كان هاجساً قوياً لدي ..
والأهم من ذلك هو .. الوضع المأساوي للمرأة القحطانية .. ليس فقط لأني أحب ( النسوان ).. بل أيضاً لأني إنسانٌ متحرر .. ولأن المرأة هنا ممتعضةٌ .. وتشعر باستمرار بهضم حقوقِ تدعي أنها لم تنلها .. وبالتالي فهذا الشعور سيزرع في النساء بذرة الثورة والتمرد .. ونحن لا يُرضينا أن تتمرد المرأة .. فثورتها ستكون خطيرةً وسيترتب عليها أمورٌ لا يحتملها الرجل .. عدا عن خطورتها على الأبناء والأجيال كلها ..
من أجل ذلك رأيت في نفسي الشخص الأكفأ لمنصب رئيس الدولة .. وبما أنه من المسلمات أن أسدد كافة مستحقاتي للدولة قبل التقدم بترشيح نفسي .. ولأنني لا أملك المال الكافي لتسديد أثمان المياه والخدمات الأخرى للبلدية .. فقد توجهت لأحد أثرياء البلد وأطمعته بمنصب (وزير الأوقاف) بعد فوزي في الانتخابات ، وأكدت له أن الفوز حليفي .. وأنها مسألة وقتٍ لا أكثر .. فلم يتأخر الرجل وقام بتسديد كامل مستحقاتي للدولة .. وقام أيضاً بتمويل حملتي الانتخابية ..
توكلت على الله .. وأعلنت ترشيحي .. ولم أرفع في كل اللافتات التي تم تعليقها هنا وهناك ، سوى شعاراً واحداً .. (المساواة) .. وشرحت في برنامجي الانتخابي المطبوع مفهومي للمساواة .. وهو لا فرق عندي بين وزيرٍ وغفيرٍ .. أو بين أميرٍ وحقير .. أو بين مقيمٍ وسفير .. ولا بين ساكنِ رصيف ، وساكن قصرٍ منيف ..
ولا فرق بين الرجل والمرأة في كافة مجالات ومناحي الحياة .. ولا أخفي أنني اعتمدت في حملتي على العنصر النسائي بشكل رئيسي .. فأقحمت إحدى (المتحررات)، لتكون مديرة حملتي الانتخابية .. وذلك لحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات النسائية .. لأن المرأة تملك أكثر من صوت .. فهي تملك صوتها .. وصوت زوجها ، وأعلم أنها سوف تهدده إن لم ينتخبني أنها ستهجره في المضاجع .. وهذه مأساة كبيرة بالنسبة للرجل .. تعادل كارثة (تشيرنوبل) ..
وكانت مديرة الحملة ترتدي الميني جب وبلوز الحفر (النصف بطن) ، لكسب أصوات المترددين من الرجال .. أو الذين لا سلطة لزوجاتهم عليهم ..!
وبالفعل .. تم المراد .. وفزت كأصغر رئيسٍ للدولة في تاريخ الوطن ..
ومن اليوم الأول لتسلمي مهام الرئيس .. خرجت النساء في مظاهرةٍ حاشدة ، مطالباتٍ بتنفيذ وعودي لهن بالمساواة .. وإلا فإن المظاهرة ستتحول إلى انتفاضةٍ مستمرةٍ ، حتى تحقيق تلك المطالب ..
فسرعان ما بدأتُ أطبّق وعودي للمرأة .. فأصدرتُ مرسوماً يقضي بمساواتها مع الرجل في كل جوانب الحياة .. وعلى كافة الأصعدة .. وتمت صياغته كالتالي :
1ـ المرأة أخت الرجل لها ما له وعليها ما عليه ..
2ـ للمرأة الحق أن تكون العصمة بيدها .. فهي تستطيع الزواج متى شاءت .. ومَنْ شاءت .. وتستطيع الطلاق والخلع .. كما الرجل في العهد السابق تماماً ..!
3ـ للمرأة الحق أن تذهب لخطبة الرجل الذي تريد .. وتطلب يده من والدته أو والده إن لم يكن له أم .. كالرجل في العهد السابق تماماً ..!
4ـ للمرأة الحق في تعدد الأزواج حتى أربعة فقط .. كما للرجل في العهد البائد تماماً ..!
5ـ لا وجود للمهر المعجل والمؤجل بين الطرفين لأن ذلك يتنافى مع روح المساواة ..!
6ـ في الميراث .. لها كما للرجل .. ولا يجوز بأي حالٍ أن تحصل على نصف نصيب الرجل .!
7ـ تشكل لجنة إصلاح أو أكثر لفض الخلافات العشائرية ، كافة أعضائها من النساء ..!
8ـ للمرأة الحق أن تصبح (عكيدة) الحارة .. " وشكلين ما تحكي " ..!
9ـ على المرأة أن تدافع عن العائلة جنباً إلى جنب مع الرجل .. ولتحمل السكين والخنجر والساطور والبندقية ..!
10ـ يعين في كل مسجد إمام (وإمامة) .. يتناوبان على إمامة المصلين يوماً بعد يوم .
11ـ المرأة كما الرجل .. مُلزمة بتأدية الخدمة العسكرية .. سنتان لمن تبلغ ثمانية عشر عاماً .. يُستثنى من ذلك وحيدة الأبوين .. ومن تعاني من إعاقة عقلية أوجسدية ، وبعد إحصاء الإعاقات في صفوف النساء ، فمن يتبقى منهن ملزمٌ قانوناً بتأدية الخدمة مهما كان عددهن قليلاً .
12ـ يشكَل الجيش النظامي للدولة من النساء والرجال .. والتجنيد إجباري .. للدفاع عن مقدرات الأمة ..!
13ـ تعيين العديد من الضباط النساء للتحقيق مع المعتقلين الجنائيين والعسكريين ..!
14ـ توفر الدولة فرص العمل للجميع .. وتدفع لكل عاطل وعاطلة عن العمل بدل بطالة ..
وعلى كل امرأة مسَجَلة في مكتب العمل القبول بأي عملٍ يُسند إليها سواءً في ذلك أعمال البناء والدهان والقصارة ، والبلاط والسيراميك .. والحدادة واللحام والنجارة والطوبار .. أو العمل في البلديات كأعمال جمع النفايات (الزبالة) وتصليح مواسير المياه ..!
15ـ على المرأة أن تعمل في مقهى أو محل شاورما .. أو بناشر وميكانيك .. أو كهرباء سيارات .. أو البيع على بسطات الخضار والملابس وما أشبه .. جنباً إلى جنبٍ مع أخيها الرجل ..!
16ـ تدرب النساء على قيادة حافلات النقل العام وسيارات الأجرة (التاكسي) .. فتصبح إحداهن (أم جانتي ، ملكة التاكسي) ..!
17ـ يُقسّم العمل الواحد بين الزوجة وزوجها .. من أجل أن يبقى أحدهما مع الأبناء الأطفال .. أي يعمل الرجل في المهنة أربع ساعاتٍ وتستبدله المرأة أربع ساعاتٍ أخرى ..!
وما أن بدأ تطبيق هذه البنود على أرض الواقع حتى خرجت النساء عن بكرة أمهن في مظاهرةٍ حاشدة .. مهدداتٍ أن تتحول المظاهرة إلى انتفاضةٍ مستمرة ..!
تمت ..!!