رحمه الله واسكنه فسيح جنانه
عن موقع بيت القدس:
رحيل فضل شرورو أحد مؤسسي اتحاد كتاب فلسطين
نضال حمد
بصمت رحل ليلة الأمس الأديب والاعلامي ، المثقف الوطني والقائد السياسي فضل شرورو .. شباب شعب فلسطين من الجيل الجديد قد يجهلون من هو هذا الرجل. لذا مهم أن يتعرفوا عليه ويعرفوه عن حق. انه أحد فرسان الكلمة في فلسطين ، وواحداً من مؤسسي اتحاد كتاب وصحفيي فلسطين ، مع الرواد ابو سلمى وغسان كنفاني وناجي العلي ومعين بسيسو وانيس صايغ ورشاد ابوشاور وآخرين.
فضل شرورو اختار طريق العودة الى فلسطين عبر الالتزام بنهج المقاومة والكفاح المسلح والبنادق المشرعة ، فكان واحداً من مؤسسي الجبهة الشعبية القيادة العامة لتحرير فلسطين. ومن قيادييها التاريخيين. نطق باسمها طويلاً. وانتخب في مكتبها السياسي ثم اصبح امينا لسر هذا المكتب حتى وفاته.
أصدر مجلة الى الأمام باللغة العربية والتي كانت ومازالت من المجلات الفلسطينية المعروفة. ويرأس تحريرها هذه الأيام مناضل آخر رفيق لشرورو في ميدان الكلمة الملتزمة بكل فلسطين. انه الأسير المحرر ، الكاتب والاعلامي والأديب تحسين حلبي عضو المكتب السياسي للقيادة العامة.
كما اصدر الراحل شرورو جريدة فور فوورد الناطقة بالانجليزية. ثم أسس اذاعة القدس الفلسطينية المعروفة ، التي لعبت دوراً ريادياً ابان الانتفاضة الفلسطينية الأولى. فكانت من اهم عوامل تحريض الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وأراضي فلسطين المحتلة عام 48 على العصيان الشعبي والمقاومة والثورة والمجابهة... ومازالت تعمل حتى يومنا هذا.
خلال الفترة الأخيرة كان الراحل يعمل على تأسيس أول محطة فضائية تابعة لفصيل وطني وقومي فلسطيني ، من الفصائل الاساسية التي انطلقت بالعمل الوطني الفلسطيني والمقاومة منذ بداياتها التاريخية في ستينيات القرن الفائت. نقول هذا لأن حركة حماس (الاسلامية) هي أولى الفصائل الفلسطينية التي أفتتحت عصر الفضائيات في حركة التحرر الفلسطينية.
عرفته فلسطين وقواها وقوى التحرر العربية كاتباً واعلاميا متميزاً. فقد كان للراحل زاوية ثابتة في جريدة السفير احدى أهم الصحف اللبنانية والعربية. وله زوايا ثابتة في صحف عربية عديدة أخرى. كما له آلاف المقالات والمقابلات المنشورة في الصحافتين العربية والعالمية.
ألف الراحل كتباً عدة منها «قراءة في صحف الصباح»، «الأحزاب والحركات والقوى السياسية في لبنان»، و«حقائق في زحمة الصراع»، و«دعوة لتنشيط الذاكرة».
من مواليد سنة 1940 في مدينة الرملة الفلسطينية المحتلة. درس وتخرج من جامعة دمشق، حمل شهادة البكالوريوس في التجارة والاقتصاد، كذلك شهادة الدراسات العليا من جامعة القديس يوسف في العاصمة اللبنانية بيروت.
لم يحصل لي أن تعرفت على الرفيق شرورو عن قرب، لكنني التقيت به مرة في حصار بيروت الشهير سنة 1982 حين كان يحاول تهدئة روع الشهيد القائد سعد صايل أبو الوليد ، الذي خرج غاضباً من اجتماع للقيادة الفلسطينية كان يعقد في مقر للجبهة القيادة العامة، لبحث الخروج من بيروت. وفي المرة الثانية التقينا مؤخراً في المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في دمشق حيث كنت عضواً في اللجنة السياسية للمؤتمر و التي كان شرورو رئيسها.
لا بد أن رحيل فضل شرورو سيترك فراغاً في الجبهة .. لأن الرجل كان يعمل بلا كلل من أجل النهوض اعلامياً وسياسياً بقوى الممانعة في فلسطين. لكن ثقتنا بالذين آمنوا بنهج الكفاح المسلح وبالبندقية المقاتلة وبالفكر الحر والالتزام بكل فلسطين ، ثقة كبيرة. لذا نقول لفضل شرورو نم قرير العين إن الثورة مسمرة حتى طرد الغزاة من كل فلسطين وعودتنا احياء وشهداء الى كل فلسطين.