مع طبيب الأسنان
ضِرْسِي حَبيبي لقدْ مَزَّقْتني ألَـمَاً
أغذوكَ طيباً وتَنْسى الوِدَّ أحـيانا
أسْـتاكُ في عَجَلٍ كي لا تُعاتبَـني
وَتَطْلُبُ الحُلْوَ والأثـمارَ ألـوانا
تُعَجِّلُ الطَّحْنَ في هَرْسٍ كَمَطْحَنَةٍ
وتَعْزِفُ الصَّنْجَ حينَ المَضغِ ألْحانا
وذا شريكٌ من الأحياءِ يُـبْهجُـهُ
مَنْ يَتْرُك الثَّغْرَ دونَ الغَسْلِ نَسْيَانا
فَيَنْخرُ السِّنَّ كي يَحْمي عَشيرَتَهُ
بئسَ العَدُوُّ إذا ما ضافَ إنسانا
يا مُصْلِحَ السِّنِّ لا تَغْفُلْ عُفُونَتها
وأَتْـقِنِ الحَفْرَ إنْ عالَجْتَ أسنانا
وطَهِّرْ الجَذْرَ إنْ تتركْ بهِ عَفَـنَاً
يُشْعِلْ لهيباً ويغـدُ الرأسُ بُركاناً
إنْ تَحْشُ سِنَّاً بأخلاطٍ مُناسِبَـةٍ
والتاجُ منْ خَزَفِ يَجْعَلْه زَهْـوانا
وارحمْ بطفلٍ إذا ما حلَّ ضيفَكُمُ
إنْ تُبْـدِ مِنْ حُقَنٍ تَجْعَلْهُ فَزْعَانا
أو قَدْ تَرى بُـقَعَاً تفشو بمَقْعَدِهِ
عالِجْـهُ في لُطُفٍ تولـيهِ إحسانا
لَوْنُ السَّوادِ بأسنـانٍ له أُكِـلتْ
طـيبُ المعاشِ لجـرثومٍ لَـهُ بانا
آنِسْهُ منْ لَغَطِ الآلاتِ يُرْهـِبُهُ
واحفرْ بضرسٍ له قَدْ باتَ خَدْرانا
إنْ كان من لـَبَنٍ والجَذْرُ يؤْلِمُه
فاقلـعْهُ في عَجَلٍ ينساهُ نِسيانا
واترك مكاناً له في حفظِ حافظةٍ
والثَّغْرُ يبقى قويـماً أو كما كانا
مِنْ تَحْـتِهِ بَدَلٌ يَبْقَى مَدَى عُمُرٍ
ما دام في أَلَقٍ يستاكُ ضَحْـكانا
حافـظ على دُرَرٍ كالثلجِ في قِمَمٍ
وريـحُها عَـطِرٌ يَجْـتازُ بُستانا
إنْ صُـنتها أبداً تحفَظْكَ من بَخَرٍ
جبريلُ يوصي بـها والله أوصانا
هذا الأراكُ من الأشجارِ أطيبُها
مِسْواكُهُ مَرِنٌ قد صار ريْـحانا
ضرسي حبيبي لقد أهديتكم فَنَناً
من أطْيَبِ المِسْكِ شُكْراناً وعِرْفَانا
أرجوكَ فاقبل هدايا مِنْ مَزِيَّـتِها
طَرْدُ الأعادي وجَعْلُ القَلْبِ فَرْحانا
الدكتور ضياء الدين الجماس
11/11/2008