حَنَنْتُ إِلَيْك
***
حَنَنْتُ إلَيْكِ بِالغُرِّ الْجَواري
لِيَبْسِمَ مِنْكِ ثَغْرُ الْجُلَّنارِ
وَ أَدْنَيْتُ الْغَمَائِمَ مِنْ سَحَابي
وَ آذَنْتُ الْخَمائلَ بِانْهِماري
وَ أَزْجَيْتُ الْبَشَائِرَ مُرْهَفَاتٍ
فَكَانَتْ غَضَّةً ذاتَ افْتِرَارِ
وَ كُنْتُ بِها الْهَدِيرَ وَ ضِفَّتَيْهِ
فَمُؤْتَلَفٌ وَ آرامُ احْوِرارِ
تَنَضَّرَ بِي الْجَمَالُ عَلى الرَّوابي
فَفِيمَ تُراهُ يَنْفَعُها انْحِسارِي ؟
إِذا أبْغَضْتِنِي فَتَجَنَّبِيني
وَ لا تَقَعِي بِضُرِّكِ فِي أَسَاري
إِلى الرَّحْمنِ لَيْسَ إِلَيْكِ فَقْرِي
وَ لا سَعَتي لَدَيْكِ وَ لا يَساري
وَ مَنْ وَجَدَ الْمَرَارَةَ في نَمِيري
فَلَنْ يَجِدَ الْعُذُوبَةَ في بِحاري
وَ مَنْ خَشِيَ الْعَواقِبَ في سُهُولي
فَلا يَرْجُ السَّلامةَ في قِفاري
شِهابَكِ لَسْتُ شَيْطاناً رَجِيماً
فَيَرْصُدَني بِمُنْحَرَفِ الْمَسارِ
فَكُونِي الرَّوْضَ يَأْنَسُ بي وَ إلاَّ
فَكُوني الْغابَ تَأنَسُكِ الضَّواري
إذا ما ارْتَدّ طَرْفٌ عَنْ شُعَاعِي
فَذلِكُمُو تَطَاوُلَهُ انْتِهَاري
إذا الْعَيْنُ السَّقيمةُ أَنْكَرَتْني
فَلَيْسَ شِفاؤُها إِلاَّ ازْدِهاري
تَزاوَرْ بِي عَنِ الْمُزْوَرِّ عنِّي
إِبائيَ ثُمَّ لا تُقِمِ ازْوِراري
بَلَوْتُ النَّاسَ ما صَادَفْتُ عَدْلاً
وَ لاحَ الظُّلْمُ مُؤتَلِقَ الشِّعارِ
يُحِيلُونَ الْفَضَائلَ ثَوْبَ إفْكٍ
وَ يُلقُونَ الشَّوَائبَ فِي النُّضارِ
وَ رُبَّ ضَغِيْنَةٍ لَمْ تَمْتَثِلْ لِي
ضَغِينَةِ ظُلْمةٍ دُونَ الْجِهارِ
وَ لَيْلٍ نُورُ ظُلْمَتِهِ بُرُوقي
لِذلِكَ فَهْوَ يَحْرِمُنِي غِرَاري
بَثَثْتُكِ في الْغَيَاهِبِ يا شُجُوني
تُأَوِّبُكِ السَّوَابِحُ وَ السَّواري
إِلهِي لا يُعَدَّ عَلَيَّ كِبْرٌ
يُخِلُّ بِذِلَّتي لَكَ وَ انْكِساري
سَوَائِيَ مَنْ يَهِيمُ بِكُلِّ وَادٍ
وَ هَا أَنا في ذُرَى الْفَلَكِ الْمُدارِ
***
شعر
زياد بنجر