هل أضحى الحيوان اليوم متفوقا على كثير من البشر في المثل والأخلاق ؟!
هشــام الخــاني
إن من يرى في نفسه أنه يعلم ماوراء حدود العقل هو قاصر مكذب بالحق مغرور لاتلبث الحياة أن تصفعه لتعلمه وتؤدبه. وإن الذي لم يفرط في الكتاب من شيء (تباركت أسماؤه) قد أكد بأن أصناف المخلوقات من دواب أو طيور هي أمم مثل أمة البشر. ولقد بدأنا نري بأن الإنسان الذي فضله ربه بالتكليف عبر العقل ليس متفوقا على باقي المخلوقات في العديد من الصفات مادة وحسا. فلقد كان الحيوان ملهما للإنسان في حالات كثيرة، وذلك من نعم وتقدير الله. فمن الطير الذي مازلنا نتعلم فنون الطيران منه حتى اليوم، إلى الدودة صاحبة الحرير، إلى الغراب بذكائه الفطري، إلى دواب البحر، إلى الصقور والكلاب وغيرها وغيرها مما تميز بصفات معجزة أراد الله لنا أن نستفيد منها ونقتبس.
ورغم أن الخوض في إعجاز الخلق هو بحر ليس له سواحل، الا أن معايشة الكثير من اصناف الحيوان أثبتت لنا وجود عواطف ووفاء عند معظمها. وكانت تلك العواطف عبرا للإنسان الذي ساقته عبادته للدنيا إلى الانحطاط دون مستوي تلك المخلوقات حتى في العقل. ذلك ان الامة التي تستخدم عقلها كي تفني بعضها هي امة تدنو أي خلق آخر ï»»نها استخدمت العقل الذي فضلت به من أجل القتل والطمع والإفناء حائدة به عن وظيفته المتمثلة بإعمار الارض بالحب والعطاء والإفادة من كل ماسخر الله. فلئن أصبح العقل وسيلة لابتكار الدمار بين افراد أية أمة، فإن تلك الأمة تكون متدنية عن باقي أمم الخلق التي تميزت بسلامة الفطرة. وهاهو (الثور) يضرب مثلا في الرافة والرحمة تجاه شرائح لاتحصى من البشر تدنت عنه في مشاعرها ورحمتها فسمت التعذيب رياضة، والعبث فنا، وفق حيود مبين عن الفطرة.
ترى هل أضحى الثور والأسد والكلب عبرة في الوفاء والصدق والحب للكثير من البشر؟! وهل أمسى الحيوان مثلا أعلى لهم في تعرفه إلى سلامة الفطرة؟!!
....