اتصلت هاتفيا بأستاذة التراث وجامعته الأستاذة :فيال سليمة شويكي:
مختصر االقول الذي قالته:أنصحك بالتوقف عن الطباعة من كلفتك الخاصة وذلك لأنه لم يعد في الساحة الثقافية من يقرأ!!!
وأخشى أن اسمع نصيحتها فعلا، فقد لفت نظري كتاب لم يكتب عنه مايجب كتابته وهو حصيلة مشوار طوييل من الكفاح الثقافي فلم أجد سوى موقع واحد كتب عنه وبطريقة اختصاصية جدا لم تشكل الكتاب وماجاء فيه من اهيمة ماطرح.
وانتهز الفرصة لأطرح ماجاء فيه بعد أن ألفت النظر لمسائل مهمة قد اناقشها في هذا المقام:
1- في ص 311
يقول المخرج المسرحي فرحان بلبل :إن الكتابة بالعامية لاتقضي على الأدب المسرحي فقط، وإنما تؤدي إلى قطع الروابط الأدبية بين الأقطار العربية.
حقيقة ماطرح هنا ينافي ماودجناه من تواصل وتجديد ونحن هنا لاندعو ونتبنى الكتابة بالعامية لكن لنعتبرها تسجيل يومي للتجارب الإنسانية، فإن وقف الأمر عند هذا الحد فلنقل هي لهجة آنية تتبخر مع مرور الوقت،ولايبقى منها سوى المميز الذي يمد جسوره الثقافية تاريخيا كالفولكلور في عالم التراث فهل يمكننا حذفه؟
وهنا يمكن للأستاذة فريال شويكي الدفاع عن هذا الأمر التسجيلي التاريخي، وقد ينشر لها كتاب زجلي قريبا جدا وهو مميز فعلا سمعته منها.
ولو رجعنا لنشاة العامية عبر هذا الموضوع:
نشوء العامية في اللغة العربية/ريمه الخاني
نر ان جل من يدلو دلوه يقول أن الغرب غذى هذا الأمر نعم غذاها لكن نشأتها كانت انزياحا تلقائيا نابعا من اللحن والحياة العامة.
**********
2-يقول بلبل في ص 338-339:
إن الرواية ليست الوحيدة التي يكتبها كتاب غير العرب وتدافع عن قضية عربية، هناك أجانب يكتبون عن قضايانا، لكن عودة صغيرة إلى أدبنا تجعلنا نكتشف في الأعم الأغلب الذاتية المفرطة التي كتبت بها.
لذا يقول لاحقا:
إن الناس حين يبتعدون عن الأدب فالأدباء هم المسؤولون وليس الناس.
***********
وسؤالي: من المسؤول إضافه لهذا السبب، عن انزياح ذوق الجمهور.؟
ولعل الكاتب يقولها بعد سطور: بأن الفرار من الواقع للذاتية يكون أبلغ من الدلالة على الاضطراب والبؤس..هذا كله صحيح..
******
لكن الحقيقة ان طريقة الطرح هي الحكم غالبا..وأن مانرى من أدب مازال له رؤية أحادية الجانب ، وغير موضوعية البتة فهل هناك من يزرع الشوك في طريق المصداقية؟ ولماذا؟.
****
3- في ص 373 يقول بلبل بصدق ومحبة:
إن شعبنا العربي الجاهل(وقد ذكر في صفحة 501 أنه معطل وليس جاهل وهذا تناقض-والتعطيل بسبب الافتراء عليه اعلاميا وعدم تقديم مايفيد ويهم من حقائق صادقه).
قادر على استيعاب الأدب ، وقادر على فهمه وتقديره وتقييمه تقييما صحيحا نابعا من عفويته وإحساسه الصحيح بالحياة.
...وجمهورنا بعد هذا كله قادر على تخليد الأديب الذي يتحدث بلسانه ويعاني مثل معاناته.
فإن سلمنا بمقولة بلبل لقلنا: لكنه لايتلقى أدبا موضوعيا خاصة لو ترجم عملا فنيا ، وعلى هذا فذوقه محكوم بالاعلام عموما.
ريمه الخاني 25-1-2015