عندما تمضى بنا الحياة إلى مستوى لامعنى لها، قد نهبط إلى نقطة متدنية، فنتساءل عن الغرض الأساسي من النضال الإنساني. فيتدفق لا هوادة فيه من التاريخ. تصعد الحضارات إثر سقوط أخرى.
فكيف يمكن أن يكون لحياتنا السقيمة أي معنى ذو مغزى؟
يصعب علينا أحيانا مكافحة شعور الحط من اليأس الساحق، ما لم نتخذ النزعة الخيرة كهدف أساسي للحياة، لنتأكد من أن كل المعاناة الإنسانية الكبرى تلتقى بغرض نبيل.
لكن المشككين يعترضون وجود النبل أصلا في وجهة النيات.
ومهما يكن، فإن المعاناة الهائلة للإنسان لا تبدوا شرطا أساسيا لتحقيق نهاية سعيدة لكل قصة زاخرة بالإعمال البطولية للحياة.
فحين نرتاب عن وجود هدف نبيل في حياتنا يحرقنا الشك بعدم اليقين. عندها تتضاءل الضمانات بأن جهودنا المتحمسة لن تنتهي في بعض الكوارث المروعة، فيثقل اليأس الوجودي على كاهل أجهزتنا العصبية.
حاجة ألناس إلى هدف بسيط من اجل البقاء لم يعد من مطالب الحياة فحسب، بل من أنجح حيل البقاء وإن على هامش الفناء في حيرة رحلة التضاد. فكلما كان الغرض أسمى وأعظم أشعر بالارتياح.
المتفائلون وحدهم وثقوا بذكاء الأهداف النبيلة من الحياة! في حين لايجد المكتئبون معاني كبيرة في حياتهم في ظل الغياب عن محرك حقيقي أو دوافع تغتنم هذه الفرصة بغية الاستنباط منها خيارات متعددة تناسب اللياقة أو المؤهل، وبذلك قتلوا العاطفة باستياء غير عقلاني، بتقاعسهم عن ممارسة أساليب بسيطة قد تهدئ من ترويع مشاعرهم بقتامة السلبية.