وأخيرا انفلق الشهر " أعني رمضان " وفك الله أسر قلمي الذي تم تصفيده لمجرد احتمالية تطاوله على قدسية شهر رمضان في حين أن غيري يتطاول بكل أقلامه ولم يكتب في عداد المصفدين ! وكان ربك حكيما !

نشوة لا توصف حين تتحلى بصفة من صفات الألوهية
فتسعى لتصفيد أصدقائك بمجرد رؤية هلال رمضان
لتحفظ لشهرك حرمته وتجد متسعا من الوقت لتلعن جدران الفيس بوك عقب كل صلاة !
وتردد ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم !

كنت أظن أنني بتصفيدي لأصدقائي الأشد فتكاً على ساحات الفيس بوك سأكون بمثابة عابد الحرمين في شهر الصيام ولكني بعد مضي 24 ساعة فقط لاغير من مطلع الشهر الكريم أدركت أن تصفيدي لقلمي أولى من تصفيد أولئك الغاوين ! فأرسلت في أثرهم أطلب صداقتهم مجددا ! والعجيب أنني لم أراسل أيا منهم إلا وقد قبل صداقتي مجددا وعلى الفور ! " يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورا "

دائما ما أكون عند حسن ظن الآخرين فقد وعدت بأن أجعل من رمضان 1431 رمضان غير على غرار جدة غير ! وحقا كان لي ما أردت ! فلم افطر في عام من أعوام حياتي 4 أيام متفرقات إلا في هذا العام !.....ولم أتخلف عن صلوات التراويح كلها جملة وتفصيلا في عام من اعوام حياتي إلا في هذا العام ! ولم أستهل علاقة مشبوهة من علاقات التيتانيك إلا في هذا العام ! وما كنت اخال يوما أن همتي ستنطفئ دون آل عمران في رمضان ما إلا في هذا الرمضان ! ويحي مالذي دهاني ؟

ماتركت مجمعاً تجاريا ولا بلاطة من بلاط أرصفة الكورنيش إلا ووطئتها في هذا الشهر الفضيل
بحجة إدخال السرور على قلب أخيك المسلم الذي استدرجك إلى هكذا أماكن !......
ألا لعنة الله على المفكرين!! ؟

وماعلاقة المفكرين بانحرافي الأخلاقي ؟ بلى هم سبب كل بلاء ! .....فقد كنت ليلة رمضان أستمع إلى ذاك المفكر الإسلامي وهو يترنح ويردد ناصحا بأن خير القربات إلى الله في هذا الشهر هو أن تجالس الناس وتسعى في حاجاتهم .......ففعلت فعلتي التي فعلت وكنت من الظالمين !

وبمناسبة المفكرين في عالمنا الاسلامي فأود أن أقول :

المفكر في الحقيقة : إنسان لا يصلح لفعل شيء غير الاستلقاء كثيراً و الثرثرة أكثر ، بعبارة أخرى : هو إنسان لا يستطيع خوض غمار الواقع و تغييره ، و حدود الاستطاعة لديه تنتهي عند تخيل المشكلات ثم تخيل الحلول لها ثم إخبار الناس عن هذه الخيالات و مطالبتهم بالاهتمام بها و العيش من أجلها و الدفاع عنها بالوكالة ، لذلك لا أستطيع منع نفسي من الابتسام أو الضحك عندما يقدم أحدهم لي نفسه على أنه " مفكر "
كأنه يقول لي بالحرف الواحد : أنا أخوك في الله الذي لا يصلح لفعل شيء !! ..
فأجيب في قرارة نفسي : أنعم و أكرم يا أخا العرب ، كلنا ذاك الرجل .......


تقبل الله منا ومنكم


بقلم أخوكم الضال المفكر : محمد عيد

من الايميل