اشتهر الناقد الكبير مارون عبود بمنهجه النقدي الرصين القاصد
الذي لا يخلو من سخرية تزيده جدية واتزانا
لذا فكافة نصوصه النقدية مفيدة نافعة من وجوه تستحق الإحصاء عناية بتراث نقاد الأدب العربي الرائدين المتميزين
أسوق هنا نصا من نصوصه النقدية الحرية بالمطالعة والتحليل :
( إن بين القديم جديدا لا يبلى ؛ كما في الشعر الجديد ما لا يستحق أن يتلى
فيا ليت شعري كيف يتخلص العربي من أدبه القديم ؟
هل يستطيع أن يتملص من ملامح سلالته ؟
وإذا كان كذلك ؛ فكيف نقدر أن نمحو أثر الماضين منا ؟
لقد غالى الماضون في إحاطة القديم بهالة قدسية ؛ محافظة منهم على تراث أمتهم
فالشاعر الأصيل - قديما كان أم حديثا - هو من تتمثل فيه من صور الغابرين أشياء
ولكنها لا تكون هي بالذات ، كما أننا نحن نحمل في أجسادنا ملامح أجدادنا
وإن كنا لسنا إياهم بالذات ، كذلك يجب أن تظل فينا ملامح شعراء جنسنا
بل ملامح جميع النوابغ في هذا الفن منذ كان حتى هذه الساعة
إن شعراء اليوم ينشدون الفن الرفيع في صور فكرية
ولا يأبهون لجمال الكلمة ، وموسيقى العبارة
فكأنهم فيما ينظمون يحاولون حل قضايا منطقية ، أو جبرية ، أو هندسية فيناجون الفكر ؛ لا الذوق ) .
المجموعة الكاملة في النقد الأدبي 5-324 .