جاء ها صوته رهيفا عبر اسلاك الهاتف سألها عن صحتها وتفاصيل كثيرة .في حياتها نعم انها تعرف هذا الصوت وان كان لم تسمعه من وقت بعيد
بدات ضربات قلبها قلبها تتسارع وتعلو وتدفق شلال من الذكريات في راسها واحست بلسانها معقود في فمها كانت تسمع فقط..وغاب عنها كل شيء ولم تتذكر إلا الموعد الذي حدده للقائها واستيقظت على حلمها
لا لم يكن حلما بل كان حقيقة وهاهي لاتزال تمسك بسماعة الهاتف في يدها اعتدلت في سريرها وهي تنظر إلى الساعة الراقدة بقربها لايزال الوقت مبكرا.
نهضت بتثاقل من سريرها وأذنها تردد صدى كلماته...
لازالت ضربات قلبها متسارعة أزاحت الستارة عن النافذة وراقبت الشمس التى بدات تتسلل إالى الطرقات واسطح المنازل ترى هل يمكن للساعة ان تتوقف عن الدوران أو ان تعود إالى الوراء..نظرت في المرآة وبدات تلاحظ تلك الخطوط التي أخذت حيزا هاما من وجهها..
عدة سنوات مرت على آخر لقاء حدد كل شيئ...واتفقا ولكن..تلك الانا التي تكمن في داخلها جعلتها ترفض تلك الفرصة لاتريد السفر تريد التمسك بعملها وكانت الانا في نفسه اكبر....
وهاهي الآن...تقبع وحيدة بعد ان رحل الأب والام وبقيت تجتر وحدتها وسط إخوة كل منهم قد وجد لنفسه مهام..اخرى بعيدة عن آخر خيط من خيوط التماسك العائلي .
اسندت رأسها إالى الكرسي الذي تجلس عليه كل يوم...وبدات تستعيد تفاصيل التفاصيل...
تلك الكلمات...التي انهت لقاءهما الأخير كلاهما تعلق بالآخر ولكن كعادة كل من يرمي قراراته على مشجب القسمة والنصيب...قرار انهى حتى الكلمات..
وانتهى كل شيء ومضت السنون ..
مالذي ذكره بها؟ هل هو مجرد اطمئنان؟ام التاريخ سيعيد نفسه؟وسيعود ليدق بابها من جديد؟
لم تستطع ان تطرد من ذاكرتها ولو لساعات تلك الاشباح ...
قبل قدوم موعده بدات تفكر في الكلام الذي ستنتقيه للقائه ترى ماذا يريد؟
انهكها التفكير فيه تراه هل تغير؟ هل لازال ذلك الرجل ذو الكلام المنمق الذي يسحر جالسه؟
وبدات تفتش في ثيابها عن أثر اناقة وجاذبية وامتدت يدها الى اشياء تستعملها لتبدو اضغر سنا...
واحست بالانثى تستيقظ فيها من جديد هاهو الموعد يقترب جرس الباب يقرع سوف تستقبله وحدها!
تريد ان تكون وحدها...
ترى هل يعود هذا الشعور القديم؟ بدا يداعب قلبها من جديد هل يمكن لاحاسيس الشباب ان تعود؟فتضيئ جوانب هذا القلب المعتم؟
انه امامها...كما كان ..بطوله وجاذبيته ارخى راسه بانحناءة خفيفة...وهو يبادرها بالتحية واختار نفس المقعد الذي اعتاد الجلوس عليه وبدأ ينتقي كلماته ..
كعادته تماما كلاما جميلا وصوتا رخيما يأخذ بشغاف القلب قبل ان يعيده العقل مرات...
سألها عن اخبارها وما طرا عليها إنه يعلم انها لازالت حتى اللحظة غير مرتبطة ..بدات تستعيد رباطة جاشها واستلمت زمام المبادرة وبدات تساله...
لابد انك تزوجت..في تلك الفترة بقي صامتا...وهو ينظر اليها..وتشجعت أكثر للكلام ..
ربما خطبت...او فشلت...ولكن مالذي ذكرك بي؟ بعد تلك الفترة؟
لم اكن اريد غيرك...ولم يستطع احد ان يحتل مكانك في قلبي بل لم يكن لدي الجراة لان ادق غير بابك كيف يمكن لي ان افعل ...
انت لازلت ماثلة في الحلم...
جائتها كلماته كانها انشودة السعد لم تكن تصدق ماتسمع هاهو من جديد...
يمد يده اليها لكن تلك الثقة التي بدات تنتعش داخلها خذلتها واعادت النظر في تلك الآمال التي بدات تخبو في قلبها وتكررت اللقاءات..........
وبدا الموضوع ياخذ منحى الجد...
هذه المرة وفجاة تبدد الحلم من جديد...التاريخ يعيد نفسه...ليكتب الخاتمة بالام...
جاء ليقتنص البقية الباقية ..منها جاء ليرتشف اخر رشفة من شهد حياتها..
ويغفلها بغلاف محبة بعيدة المنال ويخلفها وراءه....
جاء لانه لم يجد سواها ترضي غروروه...
ويترك الميدان...ليتركها من جديد تجتر الامها وحدها...
بعد ان انهكها المسير والانتظار...
حملها اثمه وذنبه وتعاسة عمره...منذ صغرها...
وتعود الى رتابة حياتها من جديد ..تتامل الشيب الذي يغرد في راسها معلنا انتصاره....
تحاول ان تعيد من رباطة جاشها تستيقظ في يوم من الايام ...
لتفتح نافدة حياتها للهواء النقي والشمس الدافئة...
ربما سطعت على قلبها من جيد بعض اشعة...
تتامل هذا الزائر..الذي زارها ذلك اليوم.
كالاعصار سريعا مفاجئا ليدك كل شيء ويترك وراءه اشلاء ممزقة ومحترقة...
لن تكون لقمة سائغة لذلك الاعصار..المدمر
ستعيد ترتيب اشيائها من جديد وتداوي روحها المبعثرة...
مستعينة بالله...على الامها وصابرة محتسبة ...
تنظر الى الافق البعيد ...و هي تنتظر زائرا جديدا...
نعم سوف ياتي طال الزمان ام قصر ولااعبا بعدها كيف ستكون النهاية