عِيدُ الهَم !!


..
في كل عيد تفرحون بأُمَّاتِكم و أختنق بدخان ذكريات حادثي الأليم و إياها
فاعذروني إن حرمتكم سعادة العيد و حبوره .
..
( سامحوني فلن يمر عيد دون بكاء )
..





كُلُّ عامٍ إِذا يَجِيءُ العِيدُ=يَنزِفُ القَلبُ وَ الهُمُومُ تَعُودُ
كُلُّ " آذارَ " لِلجُرُوحِ بِرُوحِي=مُستَقَرٌّ وَ مِبضَعٌ وَ صَدِيدُ
وَ لِيَأسِي بِقاعِ عُمرِيَ وادٍ=وَ لِدَمعِي بِوَجنَتِي أُخدُودُ
وَ الشَّرايِينُ بِالتَّضَرُّعِ ذَهلَى=وَ الدَّواوِينُ حَيرَةٌ وَ شُرُودُ
بِدَمِ القَلبِ قَدْ سَطَرتُ كِتابِي=لِيَدِ العِيدِ , وَ الدُّمُوعُ بَرِيدُ
فَحُرُوفِي خَنِيقَةٌ بِلِسانِي=وَ ضَمِيرِي مُحَطَّمٌ مَكدُودُ
حَضَرَ العِيدُ ؛ فالرَّزايا قِيامٌ=وَ مَضَى العِيدُ ؛ فالرَّزايا قُعُودُ
ذاتُهُ القَهرُ ! ذاتُهُ الحُزنُ ! يُلقِي=بِجَحِيمِ انتِقامِهِ , وَ يَزِيدُ
مُنذُ أَنْ غِبتِ فِي التُّرابِ ؛ تُرابٌ=مِلءَ ثَغرِي وَ خافِقِي مَفصُودُ
قَدْ تَعَوَّدتُ وَحدَتِي وَ بُكائِي=لا أُبالِي بِما يُبالِي الوُجُودُ
لَستُ أَدرِي ! أَصاحِبِي مَنْ لَحانِي=لِمَراثِيَّ ؟ أَمْ لَحانِي الحَقُودُ ؟
أَنتِ عُمرِي وَ مُهجَتِي - فَليَقُولُوا=ما يَقُولُونَ - وَ الحَنانُ الفَرِيدُ
أَنتِ لِلرُّوحِ ياسَمِينُ جِنانٍ=وَ رَياحِينُ ما لَهُنَّ حُدُودُ
ما تَقُولِينَ لَو عَلِمتِ بِأَنِّي=قَدْ تَزَوَّجتُ ؟ هَلْ لَدَيكِ رُدُودُ ؟
كُنتِ بِالأَمسِ تَحلُمِينَ بِعُرسِي=إِيهِ - يا أُمِّ - وَ الرُّدُودُ صُدُودُ
ُكُنتِ تَبكِينَ فِي الصَّلاةِ لِأَجلِي=وَ تُناجِينَ ؛ وَ النُّجُومُ شُهُودُ
وَ أَنا - الوَغدُ - كَمْ رَفَضتُ مِرارًا=وَ أَنا - الطِّفلُ - عابِثٌ وَ عَنِيدُ
أَنا - وَ اللَّهِ - قاتِلٌ رُغمَ عَنِّي=أَنا - وَ اللَّهِ - فاقِدٌ مَفقُودُ
أَنا - وَ اللَّهِ - لَو عَلِمتِ بِحالِي=بَعدَ ما غِبتِ كَمْ كَوانِي العِيدُ
آهِ - يا أُمِّ - آهِ آهِ .. خُذِينِي=ذابَتِ الرُّوحُ وَ الحَشا مَوقُودُ
كُلَّما الذِّكرَياتُ مَرَّتْ بِبالِي=عَضَّ صَدرِي - بِنابِهِ - التَّنهِيدُ
وَ تَفَقَّدتُ وُجهَتِي دُونَ جَدوَى=فأَنا الرَّملُ ؛ وَ الجِهاتُ البِيدُ
ضاقَتِ الأَرضُ بَعدَ مَوتِكِ , بَينا=صَدرُها الرَّحبُ لِلدُّنَى مَمدُودُ
وَ أَنا فِي غَيابَةِ البُؤسِ وَحدِي=شارِدُ الذِّهنِ ؛ خائِرٌ , مَكبُودُ
عِيدُكِ اليَومُ ؛ وَ الأَنامُ حَيارَى !=أَحَرِيرٌ مُطَرَّزٌ ؟ أَمْ عُقُودُ ؟
كُلُّ طِفلٍ بِباقَةٍ مِنْ وُرُودٍ=جاءَ يَمشِي ! وِ ما لَدَيَّ وُرُودُ !
كُلُّ طِفلٍ لِأُمِّهِ جاءَ يَشدُو=بِنَشِيدٍ ! وَ ما لَدَيَّ نَشِيدُ !
وَ أَرَى النَّاسَ يَحمِلُونَ الهَدايا=وَ هَدايايَ : " زَوجَةٌ وَ حَفِيدُ "
وَ حَكايا السُّرُورِ فِي كُلِّ بَيتٍ=وَ حَكايايَ قاتِماتٌ سُودُ
وَ يَقُولُونَ : ( لا تَلُمْ نَفسَكَ . المَو=تُ قَضاءٌ مُقَدَّرٌ , وَ أَكِيدُ )
كَيفَ - يا أُمِّ - لا أُعَذِّبُ نَفسِي ؟=وَ بِنَفسِي مَقامِعٌ وَ حَدِيدُ !
كَيفَ لا يُوقِدُ الحَنِينُ حَرِيقًا ؟=وَ عُيُونِي ؟ وَ أَدمُعِي ؟ وَ الخُدُودُ ؟
كَيفَ أَنساكِ ؟ وَ ادِّكارِيَ قَوسٌ=بِوَرِيدِي كَأَنَّهُ مَشدُودُ !
كَيفَ أَنساكِ ؟ وَ الحَياةُ صُخُورٌ=فِي طَرِيقِي ! وَ وَجهُها جُلمُودُ !
يَسأَلُونِي بِأَنْ أُخَفِّفَ سُهدِي !=وَ انتِباهاتُ غَفلَتِي تَسهِيدُ !
يَسأَلُونِي بِأَنْ أُجَدِّدَ ضِحكِي !=كَيفَ هَذا ؟ وَ مِبسَمِي مَسدُودُ !
وَ يُرِيدُونَ أَنْ أَعُودَ سَعِيدًا !=وَ حُظُوظِي تَعَثَّرَتْ ! وَ السُّعُودُ !
أَيُّها النَّاسُ ؛ بَعدَها ماتَ قَلبِي=وَ الأَمانِيُّ مَعبَرٌ مَوصُودُ
أَيُّها النَّاسُ ؛ لَيسَ يَبرَأُ جُرحِي=فأَنا بَعدَ فَقدِها مَفؤُودُ
أَيُّها النَّاسُ ؛ عِيدُكُمْ لَيسَ عِيدِي !=كُلُّ عِيدٍ بِمَوتِها مَردُودُ