بسم الله الرحمن الرحيم

لابد لي من إعطاء فكرة بسيطة عن آلية عمل الجهاز الهضمي ومن ثم انتقل إلى العلاج

يتكون الجهاز الهضمي من عدة أقسام وهي الفم وما يحويه من أسنان وغدد لعابيه ولسان، البلعوم، لسان المزمار، المريء، المعدة،الأمعاء الدقيقة، الأمعاء الغليظة، المستقيم، وهناك غدد مساعدة منها الكبد، البنكرياس، الزائدة الدودية.كيف يعمل الجهاز الهضمي

عندما تبدأ عملية الأكل في الفم تقوم الأسنان بتقطيع الطعام ويساعدها في ذلك الغدد اللعابية التي تفرز الإفرازات اللعابية التي تعمل على ترطيب الطعام وتهيئته لاجتياز المرحلة التالية حيث يقوم اللسان بتحريك الطعام ومن ثم يُدفع الطعام إلى المريء ومن ثم إلى المعدة حيث يتم هنا ك التعامل مع الطعام الوارد ليها حيث تفرز الأحماض لإذابة الطعام وتحويله إلى كيموس قابل للامتصاص

ومن ثم دفعه إلى الأمعاء الدقيقة حيث تفرز المرارة عصارتها لإذابة بعض الدهون، وهناك يتم الامتصاص وتحويل السائل الممتص إلى الكبد، والفضلات تتابع مسيرتها إلى الأمعاء الغليظة حيث تتحلل تلك الفضلات بواسطة بكتيريا الأمعاء ويُمتص الماء نهائيا ومن ثم إلى المستقيم وفتحة الشرج إلى الخارج.هكذا ببساطة نرى كيف تسير عملية الهضم بدقة وعناية إلاهية ويدل ذلك فعلا أن المعدة بيت الداء لأنه من خلال هذه اللقمة التي تصل فوائدها أو مضارها إلى كل أعضاء الجسم وأقول إن اختيار الغذاء المناسب للشخص هو الذي يحدد هوية صحة هذا الجهاز أو سقمه
وسأتوقف قليلاً عند هذا الجانب الحساس حيث أن صفة التعميم في مسألة نوعية الطعام على كافة الشعوب أوالأفراد هو أمر خاطئ

إننا نرى أفكاراً جديدة قد غزت عقولنا من خلال الإعلام وشكلت لدينا ثقافات صحية مختلفة تحمل من الأخطاء الكثير
وهؤلاء الذين يحملون رايات تلك الثقافة هم من أهل الاختصاص أكمل دراسته في الغرب وتأثر بعادات تلك الشعوب وتبنى أفكارهم بقصد أو بدون قصد وأنجب لنا
أفكاراً مشوهة ومشوشة البعض يحمل في طيات تلك الأفكار المكسب المادي والبعض الآخر الشهرة وهكذا وقعنا نعيش في مآزق ثقافية في مجال الغذاء من حيث النوع والكم

فالبعض يقدم لك بالأرقام عليك أن تتناول كربهدرات رقم كذا وفيتامينات رقم كذا وذلك من خلال تناولك لعشرة لقيمات
وان تتناول في الساعة ا لفلانية الغذاء الفلاني ولا تنسى قبل النوم وأيضاً عندما تفيق فيضعك في دائرة مغلقة وكأنك خلقت من اجل هذا الهدف
وإنك ترى برامج عجيبة الحساء الفلاني للتنحيف والآخر للتسمين وما عليك إلا أن تقوم بالتسجيل في هذا المعهد كي تتناول هذه الأنواع وأنت تحت إشراف شهادات عليا من أوربا أو أمريكا

وهناك مدرسة الماكروبتيك تلك المدرسة المتوغلة في القدم والتي تعتمد على النبات كغذاء ويسمى أصحابها نباتيون يقال أن أصول هذه المدرسة يونانية وتعني الحياة الطويلة وطوروها اليابانيون وهم يقولون بموازنة السالب والموجب من خلال الغذاء في الجسم من اجل الارتقاء بالصحة وذلك بتقليل الدهون وإكثار الألياف وبذلك يصبح غذائك هو علاجك استطاعت أن تنتشر هذه الأفكار بقوة في وطننا العربي في الآونة الأخيرة وتبناها الكثير من أهل الاختصاص وعارضها الكثير والحقيقة هي متطرفة في مسالة الغذاء وديننا أباح لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث أباح لنا أكل اللحوم ومنتجات اللحوم من ألبان وأجبان وسمن وغيرها وهو ماتحرمه نهائياً تلك المدرسة وتقول إن العدس مثلا يعيض عن اللحم ونحن نقول إن العدس يبقى عدس واللحم يبقى لحم وإن احتوى كل منهما على عناصر مشتركة فيستحيل أن يغني العدس عن تناول اللحم

ولا شك أن لهذا النظام الغذائي فوائد عظيمة إن أخذ وفق ثقافتنا الغذائية
وهناك من يقول لك أن زمرتك الدموية هي التي تحدد نوعية غذائك
وهناك من يجعل لك ستة وجبات باليوم
وهذا يخلق الكثير من التناقض في وجهات النظر الصحية المطروحة على الساحة الإعلامية
وأردت من خلال هذهالمقدمة البسيطة القول أن لاينساق الناس وراء تلك الأفكار فالإنسان ابن بيئته فدرجة الحرارة عندما تكون خمسون في دولة افريقية يعيش سكانها

بشكل طبيعي ولكن تلك الدرجة من الحرارة لو حصلت في اليونان مثلاً لمات الناس هناك بسبب ارتفاع الرطوبة عندهم والتي تنعدم في أفريقيا

فالإنسان الصومالي يأكل الزنجبيل كما نحن نأكل الفستق
والبدولايأكلون السمك نهائياً وهم اقل الناس إصابة بالغدة الدرقية

وأكل
العامل في نفس البلد غير أكل الموظف في نفس البلد نتيجة الاختلاف في طبيعة العمل فتجد العامل الذي يعتمد عمله على القوة العضلية يأكل الدسم وأطباق الحلو بكثرة ولا تصيبه بدانة
أبداً أما الموظف الذي يجلس خلف المكتب يدير أعماله لو أكل ربع كمية الوجبة التي يأكلها العامل لأصبح بديناًً ولابتلي بأمراض كثيرة

أقول عليك أولاً أن تأكل من منتجات بلدك وفق وصايا ديننا الحنيف والذي رسمه لنا بدقة علمية رائعة

قال الله تعالى كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين
وقال تعالى
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن المؤمن يأكل في معي واحد وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء
وهو توضيح للهدف من الطعام فالإنسان يجب أن يأكل ليعيش ولا يعيش ليأكل
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم
ماملأ اّدمي وعاء شراً من بطنه بحسب ابن اّدم لقيمات يقمن صلبه فان كان لامحالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
ولمعرفة مقياس الثلث أن تقوم من الطعام ونفسك تشتهيه وستجد أنك بعد زمن قليل أن تلك الرغبة في الطعام قد رحلت
إذاًً هذه القواعد الصحية لو اتبعناها لكانت وقاية وعلاج وبنفس الوقت تناولنا الأطعمة المنوعة التي أحلها الله ولا تشكل ضرراً جسميا أو نفسياً علينا

ولكن لو تخطينا تلك التعاليم وأطلقنا العنان لأنفسنا تأكل ما تشتهي وبإسراف لحصلت لدينا المشاكل الصحية والأمراض التي قد تمنعك نهائيا من تناول قطعة سكر أو قطعة لحمة

ولأصبحت البدانة عنوان لأجسامنا ومحتوى لكثير من الأمراض النفسية والعضوية ولأصبح ارتفاع الضغط مترافق في حياتنا كما ترافق السكر وتطور الأمر إلى الجلطات الدماغية والقلبية وغيرها
إضافة لسوء الهضم وكسل الأمعاء وتقرحات الجهاز الهضمي والإمساك أو الإسهال المزمنين وهكذا نعيش في دوامة تناول الأدوية كي تستطيع أن تأكل القليل من الطعام

وأقول أن هناك السلوك الاجتماعي الذي طرأ على حياتنا هذا السلوك الذي اكتسبناه من الغرب وأصبح امرأ تقبلناه وتعايشنا معه فأصبح السهر مخيف وما يترتب عليه من إفساد في الفطرة التي جبل عليها الإنسان
وأصبح يكثر النوم في النهار وأصبحت الوجبات الدسمة نتناولها ليلاً ولانتا ول وجبة الإفطار بسبب كثرة تناولنا من الأطعمة ليلاً
فيعتمد على المنبهات من الشاي والقهوة طيلة الفترة الصباحية
وهو مما يؤذي الجهاز الهضمي كثيرا وينعكس على بقية أعضاء الجسم حتى انك ترى ابن الأربعين وكأنه ابن الستين
وقد انهار ت قواه حتى الجنسية منها
وتراه متوتراً دائماً ويرفض الانسجام أو مناقشة الحلول فهو يعيش على الهامش شارد الذهن لايمكنه التركيز في عمله ولا يهتم بشؤون أسرته وربما أدت تلك المشاكل إلى جرمعها الكثير من المشاكل الأخرى من تفكك اسري أو تشرد أولاد وقد يكون التشرد ليس بسبب مادي بل بسبب نفسي وهو أقسى ولا نستطيع أن نحصر النتائج التي يترتب عليها هذا السلوك المنحرف