عودة الى الصفحة الاصلية
جائزة نوبل،، تاريخ وخصوصية
نشر اول مرة: 3 كانون الثاني 2004
ظهر في الموقغ: 3 كانون الثاني 2004
بقلم نوري المرادي
التاريخ
عاشت في القرن السابع عشر عائلة صغيرة في قرية شمال ستوكهولم إسمها نوبليف. وإذ كانت هذه العائلة التي إتخذت من إسم قريتها لقبا، فقيرة الحال، فقد كان أغلب أفرادها الناضجين من ناحية أخرى مثقفين، وعلى إطلاع حسن بمنجزات زمانهم التقنية. وما لبثت عائلة نوبل أن إنتقلت إلى مدينة ستوكهولم، إثر زواج إبنة لها من أستاذ في جامعة أوبسالا القريبة، ثم تهيّأت الفرصة للإبن الأكبر أن إلتحق بالجيش الملكي السويدي ويترقى إلى سرجنت، ويتزوج ويولد له إبنه الأكبر عمانوئيل في أواسط العام 1800م أنهى الفتى عمانوئيل دراسته الإبتدائية بتفوق، ثم إلتحق بالمدرسة التكنولوجية وسرعانما أصبح أحد رمزو التصنيع الذي بدأ للتو في السويد، وأنشأ مؤسسة كبيرة جدا ضمت عدة ورشات من تصميمه، مثلما كان قد صمم عدة أجهزة لم يستطع تنفيذها أهمها مولد دوراني وماكنة ضغط. وتزوج عمانوئيل وصار له ولدان روبرت ولودفيك. ولكن وفي 1833 وحين لم يكمل إبنه الثالث ألفرد يومه الأربعين، شب حريق في مؤسسة عمانوئيل قضى على أية أمكانية بإعادة إنشائها، فأفلس. لكن ذلك لم يفت في عضده فبدأ من الصفر تقريبا في متحولا إلى التجارة مع الهند بالمطاط. لكن سفينة محملة ببضاعته غرقت. ثم صمم تجهيزات خاصة لجنود البحرية السويدية أهملتها الحكومة آنذاك.
وعام 1830 وقد نشرت الصحافة عدة تصاميم لحفر قناة السويس، تنفس عمانوئيل الصعداء، خصوصا وهو المولع بالمتفجرات. فبنى ورشة صغيرة في ستوكهولم ونجح بصناعة متفجرات أولية غير بارود البنادق التقليدي، لكن الحظ هاجمه هنا أيضا فإنفجرت الورشة ومنتعه السلطات من العمل في هذا المجال. وأزاء الفقر المحيق به، لم يبق لعمانوئيل من بد غير أن ترك عائلته وهاجر إلى روسيا، كما كان يفعل أغلب أبناء بلده الطامحين آنها.
وآنذاك كانت روسيا والسويد القوتين الأعظم والمتصارعتين دائما، في بحر البلطيق والشمال عموما في القرن السابع عشر. وقد إنتزعت روسيا فنلندا من السويديين عام 1800م. وروسيا أقوى عسكريا لكن السويد أكثر تقدما في الصناعة. لذا، وفي فترات السلام، غالبا ما كان العلماء والتقنيون السويديون يشكلون الجزء الأكبر من خبراء نهضة روسيا التي بدأها بيوتر الأول. وإنفتحت الأبواب بوجه عمانوئيل فأسس ورشة لصناعة قنابل الأعماق ومن ثم وبمساعدة الجيش الروسي أسس مصنعا في سانت بيتر بورج لدانات المدافع وهاونات المورتر إضافة إلى مصنع للعجلات. ثم طور مصنعه إلى إنتاج الآلات البخارية وقضبان سكك الحديد والمسخنات ومطارق البخار ثم صناعة التدفئة المركزية. وكان مؤسسته بإسم أوجاريف.
وفي عام 1842 أتى عمانوئيل نوبل بعائلته من السويد إلى سانتبيتربورج في روسيا. ولم يكن إبنه الصبي ألفرد قد أنهى سنته الإبتدائية الأولى لكن بوادر النبوغ ظهرت عليه بشغف شديد لدراسة اللغات لدرجة أنه أنهى السنة الخامسة الإبتدائية وهو يتكلم الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية بطلاقة، بحيث كتب في بعض منها شعرا. كما أظهر ميلا شديا نحو الكيمياء. وبينما إنشغل الأخوان روبرت ولودفيك بمساعدة والدهما في إدارة مؤسساته، سافر ألفريد وهو في عامه السابع عشر برحلة طويلة إلى أمريكا، وليعمل في شركة إريكسون الشهيرة آنذاك. وقد صمم لها بعض الأعمال الهندسية. ثم عاد إلى عائلته في روسيا.
وكانت وقتها روسيا تخطط للهجوم على تركيا الأمر الذي مهد لتوسيع مصانع عائلة نوبل حتى أصبحت عملاق روسيا الصناعي بعدد الموظفين والإنتاج. وساعدت قنابل الأعماق التي أنتحتها مصانع نوبل في عدم إقتراب الأسطول الإنجليزي من قلعة كونشتادت الروسية خلال عمليات حرب القرم 1854، بينما زودت مصانعه أيضا الجيش الروسي بمختلف أنواع الذخيرة. لكن روسيا خسرت حرب القرم. الأمر الذي قرر القيصر إثره عدم الإعتماد مجددا على المصانع المحلية. ومن هنا ألغيت جميع العقود التي وقعها الجيش مع مصانع نوبل وبشكل مفاجئ فأفلس عمانوئيل كليا وعاد بعائلته إلى السويد عام 1859 وقد بلغ عامه الستين.
إلا أن عائلة عظماء من قبيل نوبل لن تكل ولا تركن لمصير. فقد عاد الأخوان روبرت ولودفيك إلى روسيا وعادا إلى صناعة الذخيرة، ثم إنتبها إلى إمكانيات حقول باكو النفطية عام 1873 فهاجرا إلى هناك وأصبحا عمالقة نفط باكو. بينما سافر ألفريد إلى باريس. وهناك حصل على براءة إختراع في صناعته لمقيايس تدفق الغاز. بينما بدأ الوالد عمانوئيل بالتخطيط لصناعة قنبلة تسير ذاتيا (صاروخ) ثم عاد وإنهمك بصناعة وتحسين النتروجلسرين – المادة المتفجرة الأقوى والأحدث آنذاك.
وكان عالم إيطالي قد صنع النتروجلسرين لأول مرة عام 1847 لكنه كان خطرا بحيث يتهيب أي فرد من التعامل به. وهنا أقنع عمانوئيل الجيش السويدي بفكرة الإستفادة من النتروجلسرين. ووافق الجيش، لذا طلب عمانوئيل وإبناه من ألفريد العمل على ترويض هذا المتفجر. وإنهمك الفريد بالعمل من عام 1859 – 1863 قبل أن يجد حلا أوليا. وهو أن حول المتفجر إلى حبيبات سهلت من إستخدامه ولكن لم تقلل من خطورته. وفي عام 1865 إخترع الفريد الصاعق، الذي كتبت عنه الصحافة وقتها أنه أعظم إختراع في مجال إستخدام المتفجرات على الإطلاق. وطبيعة عمل الصاعق بسيطة وهي أن كمية قليلة من المتفجر تقوم بمهمة تفجير المادة ككل. والكمية القلية من المتفجر تلصق على فلم يغطى بمحلول غروي من الفضة. وهي التي حين تشتعل تشعل كل كتلة المتفجر معها.
وحين حصل ألفريد على براءة إختراع الصاعق، إدعى والده أنها فكرته. وكاد أن يقاضي إبنه لولا أن عاملا جديدا نشأ وحال دون ذلك. فقد بدأت العمالة السويدية بالهجرة إلى أمريكا, وهو ما لم يرض الأب عمانوئيل ولأجل أن يبقي العمال السويديين في بلدهم إخترع فكرة الخشب المكبوس. لكن فكرته ويا للغرابة لقيت رواجا في أمريكا أكثر من السويد بل وصارت صناعة أمريكية واسعة الإنتشار.
ومات عمانوئيل عام 1872
وكان الفريد قد رحل إلى ألمانيا وبنى في هامبورج أول مصنع له وأنتج العتاد بالصاعق لكن مع ذلك بقي النتروجلسرين خطر الإستعمال وقد ذهب ضحيته آنها العديد من الضحايا في شتى بقاع العالم. وفي هذه الأثناء باع الفريد ثلاثة أرباع شركاته إلى شركة نفط وسافر إلى أمريكا ومن ثم عاد مجدد إلى أوربا التي كانت على عتبة الحرب البروسية النمساوية، فزود ألفرد طرفي النزاع بالعتاد الذي صنعه في أوربا مثلما زود طرفي نزاع الحرب البروسية النمساوية لاحقا. ثم رحل إلى أنجلترا ليعرض إستعمال إختراع جديد هو أصابع الدناميت في الأغراض الهندسية السليمة عام 1866. وكان إختراعه يتخلص في خلط النتروجلسرين مع طين السيلكون ليعمل منه عجينة يتم صبها على شكل قوالب حين تجف تكون سهلة النقل والإستعمال وأمينة أيضا. وحين حلت السبعينات من القرن التاسع عشر صارت أوربا والعالم في سباق صناعي مع الزمن في مد السكك وحفر الأنفاق عبر الجبال وحفر القنوات كقناة السويس ومد الطرق والجسور،،الخ مما يلعب الدناميت الدور الأول والأساس به. هذا ناهيك عن الصناعات العسكرية. وإستطاع ألفرد نتيجة لذلك وخلال ثمان سنين من إختراعه بناء 15 مصنعا للدناميت في كل أنحاء أوربا وأمريكا.
ووقت ألفرد نوبل لم يكن ليسمح له بالإدارة المباشرة لأعماله، لذا إكتفى بالأسهم والإشراف الفني الدوري إضافة إلى العمل المختبري.
وفي عام 1875 تمكن نوبل من خفض درجة إنجماد النتروجلسرين ومنه أنتج متفجر جلاتيني شديد المفعول. ثم وفي عام 1887 تمكن من إختراع البارود عديم الدخان، وهو الذي قامت عليه الصناعة العسكرية الأوربية والأمركية ما بين 1890 – 1914وفي عام 1870 أيضا إخترع جهاز توقيت ذاتي للحد من تفجر السخانات تيجة الضغط كما نال شهادة إختراع عن طريقة جديدة لطلي الحديد. ثم صنع موادا لتقوية الجلد والمطاط والحرير الصناعي.
وفي باريس وقد إشتركت شركة نوبل هناك بحفر قناة السويس حدثت فضيحة مالية، وضِع نوبل في واجهتها لا لشيء إلا لكونه الأسم الأكثر شهرة. وفي عام 1890 إتهم البرلمان الفرنسي نوبل بالعمالة للأجنبي لأن مصنعه قريب من مبنى البرلمان لذا أغلق المصنع مما إضطره إلى الهجرة إلى إيطاليا. وأغلقت شركته الفرنسية الثانية كما إحتال إثنان من أخلص شركائه وإستحوذا على شركتين له في بريطانيا.
وحين شارف الفرد على الستين بدأت صحته بالإعتلال. فأصيب بالروماتزم وعجز القلب. وطلب منه الطبيب أن يخفف الجهد عن نفسه لكنه بقي على نشاطه يزور مصانعه وشركاته في أرجاء العالم. ثم مول رحلة بالبالون إلى القطب، وبنى مختبرا كبيرا في السويد.
ومع إضطراد إعتلال صحته بدأ يكتب أشياء غريبة. على سيبل المثال كتب قصة بإسم نيمز عن شخص أجبر إبنته على التحول إلى حشرة. وترك كتابة الشعر نهائيا عام 1870 ثم تأثرت لغته الإنجليزية أولا ثم بعدها لغاته الأخرى فصار لا يفهمه أحد حين يتكلمها، ما عدى السويدية. وفي العاشر من ديسمبر 1896 مات الفريد كأخر فرد من عائلة عمانوئيل نوبل. فقد مات قبله أخوه روبرت في شهر تموز من العام نفسه، وقبله لودفيك عام 1888 وأمه 1889 ولم يكن أحدا من أصدقاءه معه. وهو أصلا لم يكن له صديق مقرب مطلقا.
لقد كان الفرد حيويا حاد المزاج نوعما لا يسمح بالصداقات القريبة. يحب التلميح، أنيقا، لم يتزوج مطلقا. وقد أحب فتاتين فقط. أحداهما النمساوية برثا كينسكي وهو في الرابعة والأربعين من عمره، وقد إمتلكت مشاعره لكنها فجأة تزوجت من نبيل نمساوي، وبقي على إتصال بها وهي التي إقترحت عليه أن يضيف إلى مجالات جائزته جائزة عن السلام. والفتاة الأخرى إسمها صوفيا بعمر الثامنة عشر من فيينا. وكان بالخمسين تقريبا. وسرعان ما تطورت العلاقة حتى إدعت أنها زوجته ولكن لاحقا بنت علاقة مع ضابط هنجاري فهجرها نوبل حين أعلنت أنها حامل من الضابط. وفي المحكمة أجبر الضابط على الزواج منها، إلا أنها عادت وأعلنت أنها خدعت الضابط والحمل من الفرد. لكنه هجرها ولم يعد لها، ولا للنساء ثانية.
ولم يكن نوبل يحب التصوير أبدا وليس له إلا القليل من الصور أحدها تلك المعروفة عنه عالميا والجانبية التي ترسم على مداليات جوائزه. قال عن نفسه أن بيته هو محل عمله ومحل عمله هو العالم كله وهذا الرجل الذي رصد ثروته للإنسانية قال مرة لأحد أصدقائه في باريس أنه بصدد أن يصنع شيء يجعل المنتحر يموت بسهولة ويسر ولا يجتاج أكثر من أن تعزف له مقطوعة موسيقية. وهو موت أسهل وأفضل من الغرق بنهر السين البارد.
وحين مات نوبل كانت له ثروة طائلة جدا. ربما قدرها بعضهم بأكثر من ثلاثين مليون دولار، الكثير منها على هيئة أسهم مجزية الأرباح. ولو كان لنوبل وريث، ففي بلد كالسويد عادة ما يذهب 70% من الإرث كضرائب للدولة. ولم يعرف أحد من أقرباءه بأمر الجائزة، حيث كتب عنها بوصيته فقط. وربما كان تخصيصه للجائزة في مجال العلوم مبررا، لكن تخصيصه لجائزة في مجال السلام وهو مخترع الديناميت ومصنع القنابل والعتاد العسكري المستعمل في الموت، فهو ما لم يكن متوقعا.
وبمناسبة الضرائب فالمواطن السويدي أعلى من يدفع ضرائب بحيث تصل أحيانا إلى 80% لكن جائزة نوبل وجوائز اليانصيب لا تخضع للضرائب، وهذه فلتة من فلتات الزمن، ربما ينتبه إليها موظفو مصلحة الضرائب لاحقا. بينما في النسما مشمولة وبضرائب قاسية وهو 67% وفي الهند أيضا مشمولة إلا أن دولة الهند تكرمت وأعفت الأم تيريزا (الألبانية المولد) والمقيمة في كلكتا من الضريبة على جائزتها.
الترشيح ومراسم منح الجائزة
حتى الآن لا يعرف أحد بالضبط ما هي الآلية التي وضعها نوبل شخصيا لعمل لجان جائزته، ولا كيفية الترشيحات. وجميع أعمال اللجان سرية بشكل كامل، وأعضاؤها لا يحق لهم الإستقالة أو الإنسحاب بإعتبار أن تكليفهم بأمور الجائزة هو تكليف مدى الحياة. وقد إستقال عضوان إحتجاجا على منح ياسر عرفات جائزة السلام، وثالث على منح كيسنجر، إلا أن إستقالتهم لم تقبل وبقي أصواتهم تحسب بحكم الموافق، وستبقى كذلك حتى موتهم.
--------------------------------------------------------------------------------
وربما تعتمد إدارة جائزة نوبل على متخصصين وعلماء خارج السويد والنرويج، وهذا مجرد تكهن. لكن وبعد أن تصل المعلومات الى الإدارة لا يتسرب من المعلومات شيء مطلقا. ولا طائل من البحث عمن الذي يرشح حقيقة وأين تبدأ الترشيحات.
وسرية العمل التامة هذه تسببت ببعض الإشكالات. فقد أتهمت لجنة الطب للجائزة بالرشوة من شركة فيدي الإيطالية للأدوية. ويقال أنها دفعت ما يقارب من عشرين مليون دولار رشوة، لكن سرعانما إعتذرت الصحيفة التي نشرت الخبر وإنتهت القضية إلى صمت مطبق. ومن الأمثلة على الإخفاقات، أن أحدا لا يعلم لم لم يمنح غاندي جائزة نوبل. مثلما يمكن التنوية وبالمثل العربي (أن الحر تكفيه الإشارة) إلى أن عدد الذين إستلموا الجائزة من الطائفة اليهودية هم كالتالي: 10 آداب، 37 فيزياء، 21 كيمياء، 39 طب، 13 إقتصاد، 7 سلام.
مثال آخر نالت الأمريكية بيرل بوك الجائزة عام 1938 وقبل أن ينالها أرنست همنوغواي 1954 وأليوت 1948 رغم أنها لم تكن مشهورة وقت نالت الجائزة مثل همنوعواي وأليوت.
كما نال هايزنبيرج الجائزة عام 1932 بينما بور عام 1954 والعالمان في مختبر واحد . وهو ما يعني لأول وهلة أن هايزنبرج صاحب نظرية اللايقين، هو أستاذ بور صاحب نظرية إشعاع أو إمتصاص الطاقة خلال الإنتقال الكمي بين مدارات الإلكترونات. والحقيقة أن بور هو أستاذ هايزنبيرج. وهايزنبرج بنى نظرية أصلا على إكتشاف بور والأمريكي بيتون روز نال الجائزة بالكيمياء الحيوية عام 1966 بسبب بحث عمله عام 1911. بل وتصل الإخفاقات إلى تقييمات خاطئة أحيانا. ففي مجال الفيزياء، أختيرعالم حسن إمكانيات الفنارات الضوئية، أختير بدل العالم العظيم ماكس بلانك صاحب النظرية الكمية للضوء. كما منحت الجائزة في مجال الطب وإكتشاف الأنسولين والستربتومايسين لغير مستحقيها. لكن الأخطاء في منح الجائزة بمجال العلوم تبقى أقل منها في مجال الأدب والسلام. وكلما تقدم الزمن تعقد الترشيح والتقييم والتحكيم. فعلى سبيل المثال كان في 1903 في العالم 1000 عالم فيزياء، أما اليوم فهناك ما يقرب من 200الف عالم. وجرت العادة أن لا يرشح أحد نفسه إلا نادرا.
وتتألف لجان الجائزة من خمسة إلى ستة أشخاص للجنة الواحدة، والجان هي:
الآداب: وكل أعضائها من الأكاديمية الملكية السويدية في ستوكهولم
الطب: وكل أعضائها من معهد كارولين للطب والعلوم في ستوكهولم
الفيزياء: وكل أعضائها من أكاديمية العلوم في ستوكهولم
الكيماء : وكل أعضائها من أكاديمية العلوم في ستوكهولم
الإقتصاد: وكل أعضائها من أكاديمية العلوم في ستوكهولم (مستحدثة عام 1968)
السلام:
تقرر بواسطة البرلمان النرويجي.
والترشيحات الأولية في مجال العلوم ترسل قبل شباط فبراير من العام. وخلال شهر يختصر عدد المرشحين في كل مجال إلى أقل من ثلاثين. ثم تحل فترة راحة ترسل بعدها الأسماء إلى لجان فرعية أوسع، وكل لجنة تعترض على مرشح أو إثنين، حتى يأتي الصيف وقد بقي مرشح واحد فقط من كل مجال، يبقى إسمه سريا حتى العاشر من أوكتوبر تشرين الأول.
أما بالنسبة للأدب فهناك لجنة من ثمانية عشر مختصا تصوت بإستعمال كرات معدنية ترميها في سلة فضية بإشراف ممثل عن الملك. ولا يحق لأي فرد من هذه اللجنة الإستقالة بإعتباره تعيينه مدى الحياة.
وسابقا كانت كل الأسماء تعلن في يوم واحد أما الآن فتعلن بالتدريج وفي ظرف أيام تبدأ بمرشح الطب (10 أكتوبر) ثم بعده الإقتصاد ثم الفيزياء والكيمياء والآداب وتأتي أخيرا السلام. أما حفل توزيع الجائزة فيتم في العاشر من كانون الأول ديسمبر وهو ذكرى وفاة الفرد نوبل. وأول جائزة منحت كانت عام 1901 ومراسيم الإحتفال يترأسها ملك السويد وفي قاعة الحفلات في ستوكهولم وبحضور 2000 ضيف. ويبدأ الحفل الساعة الرابعة بعد الظهر. ثم يدخل الملك وبعده المرشحون ليجلسوا إلى يسار المسرح وبترتيب مسبق وضعه نوبل نفسه وهو حسب تتابع المرشحين: الفيزياء، الكيمياء، الطب، الأدب، السلام. أما الإقتصاد فقد تقرر منذ 1968 وفي البدء يتقدم أحد الأكاديميين السويديين، وبعد تحية الملك ثم الملكة والحضور، يتلو خصوصيات المرشح ومجالات عمله وماإكتشفه أو ما أسهم به. ثم يوجه كلامه إلى المرشح قائلا: أنا أدعوك لإستلام جائزتك من يد الملك. فيصافحه الملك ويسلمه صندوقا به مدالية ذهبية بالصورة المعهودة لنوبل ومعها دبلوم نيل الجائزة وشهادة بقيمة الجائزة والتي تحول في اليوم التالي إلى شيك مصرفي.
وفي اليوم التالي وفي قاعة مركز ستوكهولم، يدعو الملك الممنوحين والضيوف لحفل عشاء، عادة ما يرد به الممنوحون التحية للملك ببضع كلمات، بعد أن يناديهم عريف الحفل ويقدم بصورة موسعة نوعما إسهامات هؤلاء التي بموجبها تأهلوا للجائزة. وهذه المراسيم لم تتغير مذ بدأت جائزة نوبل.
ومن الطرائف التي رافقت حياة الجائزة، هي تلك الخاصة بجنسية المرشح. فإينشتاين مثلا، كان بالبدء ألمانيا ثم غادر ألمانيا في صباه وإلتحق بالمدارس والأكاديمية السويسرية وعاش هناك وأصبح مواطنا سوسيريا. وفي 1914 إشتغل في أكاديمة بروسيا في برلين لكنه بقي على جنسيته السويسرية. وعام 1924 وحين ظهر إسمه كحاصل على الشهادة أعلن الألمان أنه إبنهم بينما أعلن السويسريون ذلك أيضا، لذا قام سفير السويد بتسليم الجائز لإينشتاين مباشرة في بيته في برلين. طبعا بعد هذا أصبح أنشتاين أمريكيا.
مثل هذا حدث مع الأم تيريزا الألبانية الجنسية، لكنها أعتبرت هندية لكونها عملت طوال حياتها في الهند. وكذلك بور وهو ألماني لكن عاش فيما بعد في إنجلترا فأعتبر بريطانيا في سجلات الجائزة.
إلا أن أطرف حادثة رافقت الجائزة، هي أن السيد روبرت لوكاس من جامعة شيكاغو كان على خلاف دائم مع زوجته، مما يشغله كثيرا عن أبحاثه. وكان يعلم حدود إمكانياته العلمية، لكنه يعلم أيضا أن زوجته تقف منه ليس كالشائع بأن وراء كل عظيم إمرأة، وإنما تقف بمناكداتها (ومناقراتها) الدائمة، حائلا وبحوثه. لذا نذر أنه لو حصل على جائزة نوبل خلال السبع سنين الأولى من طلاقهما فسيمنح مطلقته نصف قيمة الجائزة. وحدث وتطلقا فعلا وكانت فترة السبع سنين المعينة منه تنتهي يوم 31 أكتوبر 1995. وإجتهد وكتب وتعب وتحصل. لكن ومن سوء حظه أن أسمه أعلن كمرشح للجائزة يوم 10 أكتوبر من عام 1995، أي قبل عشرين يوما من إنتهاء المدة. ومع أن المنح العيني للجائزة هو يوم 10 ديسمبر، لكن القانون أعتبر المنح بدأ يوم 10 أكتوبر وهو يوم إعلان الإسم، على إعتبار أن ما تبقى ليس سوى مراسيم جانبية. لذا دفع لطليقته 300 الف دولا وهو نصف قيمة جائزته آنها.
وقيمة الجائزة تتصاعد سنويا إلا أنها حين تقدر بالدولار قد تزيد سنة أو تنقص أخرى بسبب تراوح سعر الصرف ما بين الكرون السويدى والدولار. وكانت قيمة أول جائزة عام 1901 أربعين ألف دولار ثم تصاعد المبلغ حتى وصل مليون ومائتيالف دولار، بعدها إنخفض إلى 980الف عام 1999. عدد الجوائز حسب الدول حتى 1999 الدولة الفيزياء الكيمياء الطب الآداب السلام
أمريكا 66 47 90 9 16
المانيا 27 26 18 6 3
بريطانيا21 23 20 7 8
فرنسا 11 7 9 12 8
روسيا 6 1 2 2
هولندا 6 2 3 1
النمسا 4 2 3 2
السويد 4 6 5
سويسرا 4 5 11 2 3
كندا 3 3 2 1
دنمارك 3 1 6 3 1
إيطاليا 2 1 2 6 1
اليابان 3 1 2 1
الهند 1 1
باكستان 1
ارجنتين 1 1 1
بلجيكا 1 2 3
جيكوسلو. 1
فلندا 1
المكسيك 1
النرويج 1 2
جنوبافريقيا 1 4
المجر 1
البرتغال 1
أسبانيا 1 5
بولندا 3 1
تشيلي 2
اليونان 2
أيرلندا ش 4
اسرائيل 3
ت الشرقية 2
كوستا ريكا 1
مصر 1
غواتيمالا 1
ميانمار 1
فيتنام الشمالية 1
التبت 1
ومن هذه الجوائز نالت النساء 2 في الفيزياء 3 كيمياء 6 طب 9 سلام 9 آداب وأولهن بطبيعة الحال هي ماريا كوري، البولونية المولد والفرنسية الجنسية، نالت جائزيتن في النشاط الإشعاعي، وفي الكيمياء واحدة.
المصادر:
1 جائزة نوبل للكاتب بورتون فيلدمان، 1999دار أكراد. نيويورك (بالإنجليزية)
2 – إتباع أثر نوبل، أرشيف دولة السويد 2001 مجموعة مؤلفين
3 – معلومات الإنترنيت
المصدر
http://www.falasteen.com/article.php3?id_article=1112
تعليق
احيائية-قصة العلوم
هل يقصد الكاتب ان الجائزه يهوديه او ان اليهود مسيطرين عليها
فالارقام تشير الى ان الجائزه فقط للطائفه اليهوديه
ان انعدام الاخلاق لدى العلماء والهيئة العلميه يبعث الى السخط وكره العلم
مثلما يمكن التنوية وبالمثل العربي (أن الحر تكفيه الإشارة) إلى أن عدد الذين إستلموا الجائزة من الطائفة اليهودية هم كالتالي: 10 آداب، 37 فيزياء، 21 كيمياء، 39 طب، 13 إقتصاد، 7 سلام.
مثال آخر نالت الأمريكية بيرل بوك الجائزة عام 1938 وقبل أن ينالها أرنست همنوغواي 1954 وأليوت 1948 رغم أنها لم تكن مشهورة وقت نالت الجائزة مثل همنوعواي وأليوت.
كما نال هايزنبيرج الجائزة عام 1932 بينما بور عام 1954 والعالمان في مختبر واحد . وهو ما يعني لأول وهلة أن هايزنبرج صاحب نظرية اللايقين، هو أستاذ بور صاحب نظرية إشعاع أو إمتصاص الطاقة خلال الإنتقال الكمي بين مدارات الإلكترونات. والحقيقة أن بور هو أستاذ هايزنبيرج. وهايزنبرج بنى نظرية أصلا على إكتشاف بور والأمريكي بيتون روز نال الجائزة بالكيمياء الحيوية عام 1966 بسبب بحث عمله عام 1911. بل وتصل الإخفاقات إلى تقييمات خاطئة أحيانا. ففي مجال الفيزياء، أختيرعالم حسن إمكانيات الفنارات الضوئية، أختير بدل العالم العظيم ماكس بلانك صاحب النظرية الكمية للضوء. كما منحت الجائزة في مجال الطب وإكتشاف الأنسولين والستربتومايسين لغير مستحقيها. لكن الأخطاء في منح الجائزة بمجال العلوم تبقى أقل منها في مجال الأدب والسلام. وكلما تقدم الزمن تعقد الترشيح والتقييم والتحكيم. فعلى سبيل المثال كان في 1903 في العالم 1000 عالم فيزياء، أما اليوم فهناك ما يقرب من 200الف عالم. وجرت العادة أن لا يرشح أحد نفسه إلا نادرا
قصة العلوم