أخضر الروح
أشرقتِ كما يشرق نيسان..
ينثر الندى على مروج النجيل، ويطيّر أجنحة العصافير إلى فضاءات النور، فتتزيّن الصبايا بأيقونات الورد، ويتعطّرن بأريج الياسمين
نفضتِ عن كاهلي برد شتاءات طويلة، وطويتِني بدفء جميل.
كان الفجر يفتح ستائره على حلمي، فحملتُ سلّتي، ودرجت على دروب جديدة نابضة بقطر الحياة..
لوّنت جفاف زمن لم يصدّق أنك ستأتين ذات يأس، وتعيدين إلى هذياني الأخرس كل هذا الصفاء، لأعود على مركبه إلى ميادين حياة مليئة بالأمل، كأنني أراها لأول مرة..
فماذا أهديكِ..؟
قطفت من النجوم أشدّها بريقاً..
ومن البلابل شدوها..
ومن البحر حوريّاته..
ومن الجداول خريرها..
ومن الغابات سروها..
ومن الأغصان ثمرها..
ومن شرانق النحل عسلها..
ومن أجنحة الفراشات ألوانها..
ومن قلبي جذوة نبضاته
هيأتها بشريط بنفسجي،
كتبت عليه بأخضر الروح..
أحبُكِ.
كل يوم وأنت هديتي..
كل لحظة وأنت نبضة في شغاف الروح..
كل عام وأنتِ.. أنتِ.
ع.ك